عدد اليوم
حسن المستكاوي
مباراة العين والترجي جرت في صورة رائعة.. جمهور غفير من مشجعي الفريقين، احتشد باستاد هزاع بن زايد، وشكل بهتافاته موسيقى تصويرية لفيلم جميل من أفلام كرة القدم.
بدأت المباراة.. ولم ينتظر العين فأمسك بالمبادرة.. وكان ذلك هو مفتاح الفوز الكبير على بطل أفريقيا.. فمن قواعد الصراع في اللعبة، أن التفوق يميل لمن يبادر ويهاجم، ترسيخاً لقاعدة قديمة قالها قائد لجنوده في الحرب: «الهجوم خير وسيلة للدفاع».. لكن القاعدة تطورت في الحرب وفي اللعب.. فكيف تدافع جيداً وأنت تهاجم؟
فعلها العين باقتدار وبحكمة أيضاً.. فالخطوط مترابطة.. والمسافات متقاربة بين لاعبيه عند فقدان الكرة وعند التحول للدفاع، ثم يحدث الانفجار عند امتلاك لاعبي العين للكرة والهجوم، فتراهم يجرون في عدة اتجاهات وهم مسلحون بالسرعات.. والسرعة هي المهارة الوحيدة التي لا يمكن هزيمتها في كرة القدم.
هدف مبكر لمحمد أحمد وهدف آخر لحسين الشحات الذي يتحرك على خطوط أسهم ليس سهلاً أن يدركها مدرب الفريق المنافس، فلم يسعف الترجي في تنظيم صفوفه، وهو الذي بدأ اللقاء ظناً بأنه يمتلك الفرصة الأفضل، باعتبار أن العين سيكون مجهداً من مباراة أولى ماراثونية بذل فيها الفريق جهداً مضاعفاً، ويفوق زمن أشواطها الأربعة، بسبب تأخرة بثلاثة أهدف، ثم العودة بتسجيل ثلاثة أهدف، ويدهشني هذا الاستشفاء السريع للاعبي العين.. ثم ظهرت حكمة زوران ماميتش، بإلزام لاعبي فريقه بالتركيز، والتنظيم والحفاظ على الهدفين، وشن غارات مضادة بقيادة المبدع كايو، ربما تفرز عن هدف ثالث.. فجاء هذا الهدف في توقيت رائع وبقدم آخر هو بندر الأحبابي، لتزيد صعوبة تعويض الفارق، بعد أن تحول أمل الترجي إلى خيط دخان عليه أن يطارده.
نجح العين في اختباره الثاني.. وأمامه اختبار ثالث شديد الصعوبة.. فالمنافس القادم هو ريفر بليت ممثل كرة أميركا الجنوبية، المسلح بحماس عصبي ومهارات عالية، فلا توجد مباراة سهلة في كرة القدم وفي البطولات الكبرى.. لكن قطار العين قادر على المضي إلى محطة أخرى وإلى حلم أكبر بالإرادة.
** ثلاثيات العين تطرب.. كما رباعيات الخيام ورباعيات صلاح جاهين..!
