الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عبق «البنفسج»

عبق «البنفسج»
17 ديسمبر 2018 00:35

بدر الدين الأدريسي

وأنا أضع ما يشبه التوقعات، لطبيعة النزال التكتيكي الذي سيوضع فيه نادي العين وهو يلاقي الترجي الرياضي التونسي في ربع نهائي مونديال الأندية، كنت جازماً في القول إن العيناوي لا يملك من خيار لحسم كل تفاصيل وجزئيات المباراة أمام بطل أفريقيا، سوى أن يأتي إلى المباراة بروح وإصرار وإبداع الجولة الثانية من مباراته الافتتاحية أمام تيم ولينجتون النيوزيلندي، أي أن لا يكرر ما اقترفه خلال الجولة الأولى من المباراة ذاتها، من أخطاء جماعية سواء في بناء المنظومة الدفاعية، أو في وضع الخواتيم للجمل الهجومية، في جملة واحدة كان لزاماً أن لا يتأخر العين في الدخول للمباراة، أن يكون هو المبادر بنشر بنفسجه، وأن يكون هو من يحدد سرعة الرياح وطبيعة الإيقاع.
ومن أول جزئية تجود بها المباراة، وهي بعد في بدايتها، سيتمكن العين من التقدم في النتيجة، مستغلاً ما كنت دائماً أعيبه على المنظومة الدفاعية للترجي، قصورها الفظيع في التعامل مع الكرات الثابتة.
كان هدفاً وزنه من ذهب وتوقيته من مرجان، لأن العين يكون بذلك قد حصل على أفضل استهلال ممكن، ليس هذا فقط، بل إن المباراة ستمنح العين ما هو أثمن، هدف ثانٍ من مرتدة حضرت فيه الجماعية في صياغة التحول السريع من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية والإبداع الفردي في إنهاء الهجمة المعاكسة، من الفنان الشحات الذي قدم بالفعل نموذجاً في سعة التخيل، وفي روعة الإبداع، وأيضاً في الهدوء الكبير عند توقيع الهدف، وأبداً ما كان أحد يتوقع أن يكافأ لاعبو العين ومدربهم زوران ماميتش، على روح المبادرة وسرعة الدخول إلى المباراة بالتقدم بهدفين بنهاية الثلث الأول من الشوط الأول.
ومع استغرابي الكبير للعجز الكبير الذي أبداه الترجي، في إظهار ردات الفعل، وفي قهر كل أعراض الضعف التي ظهرت على لاعبيه في تدبير زمن المباراة الذي أعقب التأخر بالهدفين، فإنني أثني كثيراً على الخيارات التكتيكية التي اهتدى إليها المدرب زوران من وحي قراءاته العميقة لمنافسه، خيارات أفرزت وصفة فنية طابقت لاعبي العين مع ممكناتهم الفنية ومكنتهم من أن يفرضوا على المباراة الإيقاع الذي يناسبهم، وهم الخارجون لتوهم من معركة كروية ضارية في الدور التمهيدي أمام تيم ولينجتون، معركة استنزفت رصيداً كبيراً من المخزونين البدني والنفسي.
هي إذن صفحة ثانية من ملحمة الخلود، أكمل الزعيم كتابتها وهو يعادل إنجاز شقيقه الجزيرة بالوصول إلى الدور نصف النهائي لمونديال كل الأحلام، وأنا متأكد من أن الفوز الأنطولوجي على «أبناء باب السويقة» سيجعل أحلام «البنفسج» أكبر من أن يتوقف المسير التاريخي عند مربع الأقوياء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©