الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الاتحاد» في منزل أسطورة الكرة اليمنية

«الاتحاد» في منزل أسطورة الكرة اليمنية
25 نوفمبر 2010 22:50
تحل اليوم الذكرى السابعة عشرة لوفاة علي محسن مريسي لاعب القرن وأسطورة كرة القدم اليمنية والذي توفي في 26 نوفمبر عام 1993، وشاءت الأقدار أن تتزامن ذكرى وفاة هذا النجم الكبير والمولود بعدن في 19 أغسطس 1940، والذي لعب لنادي الزمالك المصري، واليمن تستضيف بطولة كأس الخليج لأول مرة. اختير مريسي لاعب القرن في اليمن الموحد في استفتاء رسمي جرى عام 2000، ويعتبر أبو الكباتن وهو اللقب الذي ما زالت الجماهير تعرفه به وتصفه بأشهر لاعب في تاريخ الكرة اليمنية وأنجح محترف مثلها في صفوف نادي الزمالك المصري، وهو اللاعب الوحيد الذي لعب في منتخب مصر مع أنه لا يحمل الجنسية المصرية التي اعتذر عن عدم قبولها بسبب حبه وولائه لليمن. درس علي محسن الابتدائية في مدارس التواهي بعدن، وبدأ ممارسة كرة القدم في نادي الغزال بعدن الذي حمل لاحقاً اسم نادي الشعب ثم الميناء، قبل أن يذهب للدراسة في مصر عام 1950، حيث عاش في حي الدقي مع أسرة مصرية ولعب كرة القدم في حواريها ولفت إليه الأنظار من خلال لعبه الكرة بشكل متواصل نتيجة تعثر التحاقه بالدراسة في عامه الأول في مصر بسبب رفض الثانوية الإبراهيمية انضمامه إليها. وخلال هذه الفترة اكتشفه المدرب الزملكاوي محمد قنديل وضمه إلى نادي الزمالك عام 1956 واستمر في رعايته رياضياً، وفي عامه الثاني بمصر انتظم في مدرسة الثانوية الإبراهيمية وانضم إلى فريقها الكروي وتألق في صفوف فريقها وتم اختياره أفضل لاعب في البطولة الكروية على مستوى المدارس الثانوية في القاهرة، فكرمته الثانوية الإبراهيمية بصرف راتب شهري قدره 10 جنيهات مع منحه حق السكن في سكنها الداخلي. بدأت شهرة مريسي في مصر بعد خوضه نهائي كأس مصر في صفوف الزمالك أمام الأهلي عام 1958، وسجل هدفاً من هدفي الفوز للزمالك (2 - 1)، وبلغ ذروة تألقه الكروي مطلع الستينات من القرن الماضي، عندما حقق لقب هداف الدوري المصري كلاعب محترف في الزمالك أعوام 1960، 1961، 1962، بشكل دفع الشارع الرياضي المصري للمطالبة بمنحه الجنسية المصرية، لكنه رفضها معتذراً بتمسكه بجنسيته اليمنية. ولعب مريسي إلى جوار الأهلاوي صالح سليم كمعار للقلعة الحمراء وزامل حمادة أمام ومحمود أبورجيله ومحمود الجوهري ويكن وغيرهم من النجوم في الزمالك، وواجه بيليه وبوشكاش وزاجالو وعمو بابا وتميز بقدرته الفائقة على المراوغة، وسجل هدفاً من أهداف الزمالك الستة في مرمى وست هام صاحب اللاعبين الستة في بطولة كأس العالم 1966. (الاتحاد) زارت المنطقة التي عاش وترعرع فيها مريسي والتقت شقيقه أحمد الموجود في اليمن، بينما يعيش شقيقاه سعيد وعادل في أميركا، في حين توفيت شقيقتاه جوهرة وزينب، وسبقهما الأب والأم، لتبقى من رائحة مريسي في اليمن ذكراه الجميلة والعطرة والتي لن ينساها كل يمني عاشق لكرة القدم. كما التقينا مع أبناء عمومته أحمد عبدالله مسعد مريسي وهو شيخ مشايخ مريسي ونجيب مريسي، وانتقلنا معهما إلى البيت القديم الذي كان يقطن فيه مريسي في الحي الشعبي في بروسلي في منطقة التواهي في عدن، وهو البيت الذي قامت العائلة حالياً بتأجيره لأحد الأشخاص، وانتقلنا بعد ذلك للبيت الآخر الذي عاش فيه المرحوم في منطقة جولد مور. وقال أحمد عبدالله مريسي: كان علي محسن طيب القلب وكريم الأخلاق وعاش محبوباً ومات فقيراً وأهدي بيته وسيارته لأحد أصدقائه لعدم وجود ذرية له، حيث لم يتزوج وكان هناك مشروع لزواجه من أحد القريبات وتم عقد القران، ولكنه لم يتم لظروف سفره المستمر، ونفخر دائماً بذكراه لأنه علامة لا يمكن أن تنسى على مر التاريخ. وأضاف: دائماً ما نستمتع عندما نقوم بمشاهدة مبارياته القديمة عندما كان محترفاً في الزمالك، مشيراً إلى أن مريسي برع في التعليق الرياضي والتدريب، مثلما كان بارعاً كلاعب وقال: مريسي مات في صنعاء وهو من مواليد عدن، وهناك ملعب يحمل اسمه وذكراه ستظل دائماً عطرة، كونه كان محبوباً من الجميع وقريباً من كل الناس. ذكريات وحكايات ظهور مميز مع شويكار وسميرة محسن في «حديث المدينة» عدن (الاتحاد) - هناك العديد من الذكريات والحكايات التي سردها علي محسن مريسي في كتيب أعده أحمد حسين الحسني الأمين العام لاتحاد الكرة بعدن، وفيه قال علي محسن قبل وفاته: أتذكر موقفاً طريفاً عندما لعب الزمالك مع طنطا، وسجلت في هذه المباراة هدفين كانا السبب المباشر في هبوط طنطا إلى الدرجة الثانية وظلت جماهير طنطا تهتف: “ليه يا علي ليه.. نزلت طنطا ليه” وكانت جماهير طنطا وقتها تحبني كثيراً. وعن أفضل مباريات حياته قال مريسي في الكتيب: عندما لعب الزمالك مع الأهلي في نهائي كأس مصر عام 58 وكانت المباراة الأولى لي والانطلاقة نحو النجومية والشهرة وسجلت فيها هدفاً من الهدفين لنفوز بالكأس، وعن أسوأ مباراة قال: كانت ضد القناة في كأس مصر عام 1962 وأهدرت خلالها حوالي 10 أهداف. وعن الأشخاص الذين تأثر بهم قال مريسي: اعتبر نفسي محظوظاً عندما شاهدت ولعبت ضد بيليه وبوشكاش وديستيفانو ومن النجوم العرب صالح سليم ورفعت الفناجيلي والضيظوي وعمو بابا وصديق منزول وبرعي عبدالخير وشيشا وحسن الأمير. وعن حكايته مع التمثيل قال: مثلت فيلم حديث المدينة مع الفنانة شويكار وسميرة أحمد عام 1963 وكنت عادياً وقتها وأنا أقف أمام عمالقة الفن، لأنهم كانوا أيضاً من محبي الزمالك والأهلي، وبعدها أتيحت لي فرصة لأقوم بالتمثيل في 3 أفلام أخرى ولكنها لم تكتمل. وبعيداً عن الكرة والتمثيل تخرج مريسي من الكلية الحربية في مصر برتبة ملازم وعمل معلماً في الكلية الحربية اليمنية ووصل إلى درجة مستشار بوزارة الشباب والرياضة اليمنية. كما درب أندية الشعب والميناء والهلال في صنعاء وعدن وقاد العديد من المنتخبات اليمنية وحقق معها عدداً من الإنجازات والانتصارات. وقاد فريق هورسيد الصومالي كمدرب في موسمين متتاليين 1972 - 1973 إلى إحراز بطولة الدوري الصومالي وبطولة شرق أفريقيا، كما ساهم في الإشراف على منتخب الصومال الوطني. رئيس الاتحاد اليمني: نجم لن ينطفئ بريقه عدن (الاتحاد) - أكد أحمد العيسى رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أنه على الرغم من الشهرة الكبيرة التي حازها مريسي في مصر، لكنه لم ينقطع عن أرضه وأحب شعبه وجمهوره كثيراً وظل على هذا المنوال حتى وفاته، ولذلك ستظل ذكراه عالقة في القلوب وأذهان الرياضة اليمنية وهو يستحق من جميع اليمنيين أن يذكروه بكل الحب والخير، لأنه كان محباً لليمن بشكل لا يتصوره أحد ويكفي أنه رفض الجنسية المصرية حباً في تراب بلاده. وقال: استمتعنا كثيراً بما كان يقدمه ولو وجدت في ملاعبنا موهبة بحجم مريسي، لأصبح لنا شأن كبير في عالم الكرة، والوفاء بيوم ذكرى هذا النجم الكبير هو أقل ما يمكن القيام به. ألقاب لها معنى عدن (الاتحاد) - أطلقت العديد من الألقاب على مريسي وتفننت الصحافة في إبرازها ومنها: أبو الكباتن، الواد اليمني، السفير الأول، علي اليمني، قاهر وست هام، الهداف، الهرم الرابع، عابر القارات. كما أطلق عليه المعلق الشهير لطيف لقب “علي أطلس”. طه بصري: صورة رائعة في الأخلاق وصف لاعب الزمالك السابق طه بصري، الذي لازم مريسي في الملعب، بأنه لاعب لم ينجب الزمالك مثله، لما تميز به من قوة ومهارة وقال: كان يلعب بقدمه اليسرى وكثيراً ما أمتع الجماهير المصرية والزملكاوية بشكل خاص، وكان معشوق الجماهير كونه موهبة نادرة التكرار وساهم في حصول الزمالك على العديد من البطولات منها كأس مصر والدوري العام. وأضاف: كان مريسي ضمن جيل هو الأفضل في تاريخ النادي وصنع مع جيله التاريخ الذهبي وأسهم في اتساع القاعدة الجماهيرية للنادي بما كان يقدمه من فن في الملاعب، وكان خير سفير للكرة اليمنية. وأضاف: أحببت مريسي كثيراً لأنه كان يحبني ويوجهني ويساعدني في الملعب وبأخلاق عالية وكان يمتلك قلباً طيباً للغاية ومتسامح جداً. وقال: من المواقف التي تأثرت بها كثيراً كانت في عام 1975، حيث كانت مباراة في كأس فلسطين التي أقيمت في تونس وكنت وقتها مع المنتخب ومعي من الزمالك كل من حسن شحاته وفاروق جعفر وما أن شاهدنا علي محسن حتى بكى من شدة حبه لما هو مصري عامة والزمالك خاصة. يكن حسين: حاربت كثيراً ليكون معي ضد الأهلي أكد الزملكاوي يكن حسين، وهو القائد الذي لعب معه مريسي، أنه حارب كثيراً ليكون مريسي إلى جواره في خط الهجوم في مباراة الزمالك أمام الأهلي عام 75، حيث كانت مشاركة اللاعبين الصغار مع الفريق الأول بالمحسوبيات في أوقات كثيرة. وقال: بالفعل رفع رأسي وسجل هدفاً من الهدفين في تلك المباراة التي انتهت لمصلحتنا 2 - 1 وفزنا باللقب. وأضاف: كنت أعتبره ابني ووقفت إلى جواره كثيراً، وكان خير الابن وخير اللاعب، وقلت وقتها لرئيس النادي عبداللطيف أبورجيلة إن هذا اللاعب سيكون فذاً في كرة القدم وكان موهبة لا مثيل لها، حيث راقبته عندما كان في الأشبال قبل أن ينتقل إلى الفريق الأول. وقال: يتميز مريسي بأنه يلعب الكرة بمزاجية عالية وفن جميل يجبرك على متابعته ومشاهدته حتى النهاية، وكان يلعب مثلما كنا نحن زمان نلعب من أجل التمتع بالكرة. فاروق السيد: عاش في بيت عائلتي 8 أشهر كشف فاروق السيد نجم الزمالك الأسبق والمدرب الحالي عن أن مريسي عاش معه في بيت عائلته بالسيدة زينب لمدة 8 أشهر. وقال: ارتحت له كثيراً من أول جلسة معه ولذلك أدخلته بيت عائلتي وكان محبوباً للغاية من جميع أفرادها، لأنه كان صاحب أخلاق طيبة، إضافة إلى حبه الكبير لمصر وفنه الكروي الرائع. وأضاف: مصر كلها كانت تتحدث عن موهبة وكفاءة مريسي لدرجة أن الدولة حاولت تجنيسه ومعه الكابتن “الدو” ليلعبا لمنتخب مصر ضد منتخب المجر العريق والقوي وقتها بقيادة بوشكاش، ولو وجدت مثل موهبة مريسي في الوقت الراهن لتم بيعه بالملايين، لأنه كان بالفعل لاعباً متميزاً. تكريم من الرؤساء وملعب يحمل اسمه في عدن قام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعلاج مريسي على حسابه الخاص في بريطانيا، وكرمه في مناسبة أخرى، كما حصل على تكريم من الرئيس علي عبدالله صالح ومن الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، وكرمه نادي الزمالك في حفل كبير أقيم بمقر النادي عام 1992. وفي صنعاء اطلق اسمه على أكبر ملاعبها الكروية “ملعب مريسي”، وينظم فرع الاتحاد اليمني لكرة القدم بعدن مسابقة سنوية باسمه، كما أطلقت السلطة المحلية بعدن اسمه على الشارع الذي كان يقطن فيه بمدينة التواهي، وتنظم عدن كل عام بطولة رمضانية لكرة القدم لأندية عدن والمحافظات المجاورة على كأس مريسي.
المصدر: عدن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©