من منطلق هادف يؤكد دور المكتبة وتأثيرها في حياة الفرد، تعاونت مؤسسة التمكين الاجتماعي في الشارقة، و«مشروع ثقافة بلا حدود»، لإهداء 100 يتيم من أطفال الإمارة باقة منتقاة من الكتب المفيدة والشائقة، وهي خطوة تهدف إلى الاهتمام بعالم الطفل وتطويره على الصعيدين الفكري والمعنوي.
ومن خلال هذه اللفتة الراقية، التي جاءت تعزيزاً لمكانة الكتاب والمطالعة، وغرساً لمفهوم القراءة باللغة العربية في وجدان النشء، رحبت «تمكين» بهذا التعاون البناء مع مشروع «ثقافة بلا حدود»، لتستقبل إهداءها باهتمام وترحيب، موحدة جهودهما الثنائية معاً، في استثمار فوائد هذه المبادرة الثقافية الهادفة، موظفة إياها في دعم وتنمية ثقافة أبنائها من الأطفال اليتامى وأوصيائهم.
إلى ذلك، تقول مساعد مدير مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، منيرة عمر: «استمراراً لعملنا الدؤوب في الاهتمام والعناية بمنتسبينا من الأطفال الأيتام، وحرصاً منا على دعم كل ما من شأنه ترقية حياتهم وتطويرها نحو الأفضل، فقد رحبت المؤسسة بمبادرة مشروع (ثقافة بلا حدود)، والذي يساهم في زرع ثقافة المكتبة المنزلية، وجعلها مشعلاً للعلم والمعرفة في كل بيت من بيوت الشارقة، حيث أتى هذا الإهداء متوافقاً مع مفاهيمنا التي تُعنى بمساندة الطفل اليتيم وتلوين عالمه ونظرته للحياة، وعبر مائة باقة بديعة، ضمت كل منها العديد من العنوانين والكتب الغنية بالمعارف والقصص والعلوم الإنسانية، بدأنا بالفعل ومنذ الشهر المنصرم بتوزيع هذه الجرعات الثقافية الدسمة على عدد من بناتنا وأبنائنا الأيتام وأسرهم، مراعين في ذلك اختلاف فئاتهم العمرية ومناسبتها لنوعية الكتب المهداة».
وقدم (ثقافة بلا حدود) إهداءه الثقافي، بناءً على آلية مدروسة ونهج محدد، مختاراً نوعية رفيعة من الكتب والعناوين القيمة، من الإصدارات الأدبية الحديثة، من تلك النوعية التي تهتم ببناء شخصية الطفل العربي، وترتقي بقدراته الفكرية والمعنوية، كما تتمتع بسرد مشوق ومضمون هادف لناحية الشكل والمحتوى، وذلك في سبيل تشجيع الصغار على مهارات القراءة وإثارة حماسهم لهواية المطالعة والحب والاستكشاف والمعرفة.
في هذا الإطار، يقول مدير عام مشروع «ثقافة بلا حدود»، راشد الكوس: «جاءت مبادرة التعاون مع (تمكين) في إطار نشاطنا المستمر في نشر الوعي المجتمعي، وغرس ثقافة القراءة في بيت كل أسرة إماراتية تسكن في ربوع الشارقة، ومن هذا المنطلق فقد تم التعاون مع دار النشر الوطنية (كلمات)، والتي تُعنى بالترويج للقراءة باللغة العربية، ودعم مشاريع التأليف والرسم والإنتاج القصصي المتخصص في أدب الطفل، ليتم انتقاء خمسة كتب جديدة في كل باقة من الباقات المهداة للأطفال اليتامى، تتميز بعناصر من التنويع والتشويق وإثارة الفضول المعرفي، لتكون محفزاً لهؤلاء النشء، فتشجعهم على حب المطالعة والاستزادة من مصادر المعارف والعلوم».
وحول نوعية الكتب والعناوين المختارة، توضح مجد الشحي، تنفيذي العلاقات العامة والإعلام للمشروع «في هذه المبادرة رصدنا مجموعة من القصص والكتب المخصصة للأطفال، من تلك التي نثق بقيمتها العلمية والمعرفية، وتحتوي على فوائد تحفز ذهنية الطفل، وتنشط ذاكرته، وتستنفر إمكاناته وقدراته المختلفة.
كما حرصنا على كونها تتوافق مع القيم التربوية والأخلاقية والسلوكية التي تسعى إدارة التمكين لغرسها في نفوس منتسبيها الأيتام، حيث جاءت بعض القصص والحكايات على الرغم من بساطتها وسردها الطفولي بمضامين علاجية وأساليب تقويمية وتوجيهية، ترفع من معنويات الطفل اليتيم وترشده نحو السلوكيات المجتمعية السليمة».
عدد اليوم
