الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأب والأبناء.. حب يحتاج إلى تأكيد

الأب والأبناء.. حب يحتاج إلى تأكيد
12 نوفمبر 2006 00:23
إعداد ـ مريم أحمد: عندما تطلب من أحد الآباء أن يصف اللحظة التي جاء فيها ابنه أو ابنته للعالم، قد يجيبك بقوله ان تلك اللحظة هي من أسعد اللحظات التي لن ينساها في حياته· فهو يتذكر اللحظة التي رأى فيها ابنه للمرة الأولى، وسيؤكد أن من أهم الأمور حتى الآن هو قضاء الوقت مع ابنه أو ابنته قدر الإمكان· لكن في المقابل، أو فيما بعد، قد لا يهتم نفس الشخص بهذا الأمر، وربما لن يُعيرَهُ أي اهتمام· وبالتالي، تجِدُه لا يهتم بتقوية العلاقة بينه وبين أبنائه· ويبرر ذلك بقوله أنه بسبب العمل المُضني والجهد الذي يبذله لعائلته· ليس هذا فحسب، بل يؤكد أيضا على أن البُعد العاطفي عن العائلة والأبناء هو بسبب محاولاته حماية عائلته من هذا العالم ''القاسي''، بتوفير سُبُل الحياة الكريمة· لكن توفر الطعام وكماليات الحياة لا يعوض عن علاقة الحب والاحترام التي تربط الطفل بوالده· كيف يمكن للآباء إقامة علاقة قوية مع الأبناء؟ وما هي المعوقات التي تقف في طريق تحقيق هذا الهدف؟ وما هي الطرق العملية التي تساعد الآباء على تقوية أبنائهم من الناحية العقلية، والعاطفية، والجسدية والروحية؟ لمعرفة ذلك قام الخبراء في شؤون العائلة والطفل، بسؤال مجموعة عشوائية من الآباء ممن تربطهم علاقة قوية بأبنائهم عن هذا الأمر· ومن بين الأسئلة التي طرحت على الآباء، وأجوبتها نذكر: الغياب والحضور ما هي المعوقات التي تعيق عملية توطيد العلاقة مع الطفل؟ إن من أكثر الأمور التي تفسد العلاقة بين الطفل ووالده هي العمل المتواصل، وسوء تنظيم الوقت من قبل الآباء· ولا يقلل أحد من أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق الأب لتوفير وتحقيق الأفضل لعائلته، لكن تحقيق التوازن الصحيح والمعتدل بين العمل والعائلة يعتبر أمرا أكثر أهمية· إذ لم يَعُدْ الأب يلعب ذلك الدور المحوري والأساسي داخل الأسرة مثلما كان من قبل، وتراجع دوره بشكل ملحوظ ليتلاشى بالتدريج· وقد يكون غياب الأب على عدة أشكال، منها الغياب الاضطراري بسبب الانشغال بالعمل، أو الانفصال عن الأم، أو السفر الدائم· ولاشك في أن لهذا الغياب تأثيره الواضح والقوي على مستوى التنشئة الاجتماعية للأطفال، وقد يكون أحد الأسباب الرئيسية لتفكك الأسرة، لكن هناك نوعا ثانيا من الغياب، وهو الغياب المعنوي أي تواجد الأب جسديا في المنزل وبصحبة الأبناء، لكن نَجِد أن دوره الفعلي غائب في تربيتهم والاهتمام بهم، وينطبق عليه تسمية ''الحاضر الغائب''، وهذا له تأثيراته التي لا تقل خطورة عن النوع الأول· المشاركة الجسدية والذهنية كيف نبني، نحن الآباء، علاقة قوية مع أبنائنا؟ كانت الإجابة عن هذا السؤال متشابهة، وتمثلت في أن أفضل الطرق لتقوية العلاقة مع الأبناء هي بقضاء الوقت مع الطفل، وممارسة بعض الأنشطة الجسدية، والعقلية، والاجتماعية والروحية· وتحقيق التوازن في تلك الأنشطة سيعمل على تنشئة طفل متفائل، ومتمتع بصحة جيدة· ومن الأنشطة الجسدية نذكر العمل معا في تصليح شيء ما في المنزل، أو المشاركة في ممارسة هواية مسلية، كممارسة التمارين الرياضية معا، أو الخروج في نزهة بين حين وآخر· أما الأنشطة العقلية، فتشمل الاهتمام بمستوى الطفل الدراسي، والمشاركة في الأنشطة المدرسية المخصصة للطلاب وآبائهم· وكذلك تشجيع الطفل على المثابرة وبذل الجهد لتحقيق التفوق الدراسي· ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الوالدين، الأب والأم، هما المعلم الأول للطفل· وتتمثل الأنشطة الاجتماعية في التحدث مع الطفل، ومشاركته مشاعره وأفكاره· كما أنها تتمثل أيضا في تعليم الطفل آداب الاحترام واللباقة في التعامل مع الآخرين، والتعرف على أصدقائه· وأخيرا الأنشطة الروحية التي تملك الأثر الأكبر في تقوية العلاقة بين الأب وابنه، والتي تتمثل في تعويد الطفل على الذهاب للمسجد لأداء الصلاة، والصلاة معا، وشرح تعاليم الدين الحنيف، ووجود الأب دائما وخصوصا وقت حاجة الطفل إليه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©