الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سرطان الثدي.. يمكن قهره بالوقاية والعلاج والإرادة

سرطان الثدي.. يمكن قهره بالوقاية والعلاج والإرادة
12 نوفمبر 2006 00:20
لعل أبرز هموم المرأة على صعيد صحتها وبالتالي جمالها، أينما كانت، هو همّ المرض··· وأي مرض؟ إنه همّ السرطان- سرطان الثدي، المرض المشترك لدى نساء العالم والأكثر انتشاراً بينهن· لكن الاكتشاف المبكر لهذا المرض يزيد من فرصة الشفاء الكامل إلى 95% كما أشارت الكثير من البحوث الطبية، وأكدته العديد من الحالات التي تماثلت للشفاء···كما إن الاكتشاف المبكر يعمل على توفير الموارد الصحية اللازمة للشفاء، ويقلل من حجم تكاليف علاج الحالات المتقدمة· في الإمارات كما معظم دول الشرق الأوسط ومجتمعاتها المحافظة، يتحول مرض ''سرطان الثدي'' إلى مشكلة صحية مستعصية بفعل حواجز الصمت في المجتمعات المغلقة، لأنه يصيب عضواً حساساً في جسم المرأة· من هنا، ومن حرص الإمارات على الإنسان باختلاف جنسه، وكي تميط اللثام عن كل ما يتعلق بهذا المرض الذي يتعلق في هذه الحالة -سرطان الثدي- بالمرأة، آثرت القيام بدور التوعية الجادة، إذ يقوم الإعلام بدور رئيسي في تغيير أنماط التفكير، وتبني حملات توعية مركزة لكسر حاجز الصمت أو الاستفهام، بخلاف الخوف والخجل من هذا المرض، وتقديم كل سبل الكشف المبكر عنه وسبل علاجه· انطلقت في أبوظبي الشهر المنصرم، حملة وطنية للتوعية بسرطان الثدي برعاية وزارة الصحة وبالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات الصحية في أبوظبي ودائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي في إطار جهود رامية إلى تعزيز الوعي العام بسرطان الثدي، وإطلاع النساء على أهمية الكشف المبكر، وتشجيعهن على إجراء الاختبارات الدورية الضرورية· وتستمر الحملة التي تحمل شعار ''الكشف المبكر ينقذ الحياة'' طيلة هذا الشهر، لتشمل أكبر عدد ممكن من النساء· برامج الحملة تناولت برامج الحملة موضوع سرطان الثدي، بجميع أبعاده وحالاته، وأهمها سبل التشخيص المنزلي والطبي· واستضافت العديد من الأساتذة الأطباء والاستشاريين في العالم، لبحث التبعات النفسيّة لدى المرأة حين تلقي خبر إصابتها بسرطان الثدي، وأهمية الدعم الأسري والعائلي للمريضة، وسلوكيات المصابة في البيت والعمل والدراسة، وشتى المؤثرات على تطوّر المرض أو الشفاء منه، وكذلك مرحلة ما بعد العلاج· قالت الدكتورة مريم مطر، وكيلة وزارة الصحة المساعد للصحة العامة والرعاية الصحية الأولية: نأمل أن تتمكن الحملة من الوصول إلى جميع النساء في مختلف أنحاء الدولة، فسرطان الثدي من الأمراض التي تهدد الحياة، ولكن الدراسات تشير إلى أن الكشف المبكر يعزز فرصة الشفاء بنسبة تصل إلى 98%· وقال حاضر عبد الله المهيري، مدير قطاع الخدمات الصحية بالهيئة العامة للخدمات الصحية: تقود الحملة إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدي وتتيح خفض المضاعفات بشكل كبير، وتوفر للمصابات خيارات علاجية عديدة ويمنحهن فرصة أكبر للشفاء· في حين اختصر الدكتور الفلاسي، طرق الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي بخمس خطوات تعزز الجهاز المناعي، تتمثل في: إجراء الفحص الطبي لمحاصرة الإصابة وتعزيز إمكانية القضاء عليها قدر الإمكان منذ البداية· القيام بالفحص اليدوي الشخصي لكامل منطقة الثدي وأسفل اليد -باطن الكتف- بخاصة أثناء الاستحمام· التوقف النهائي عن التدخين، لوجود المواد المسرطنة في التبغ والتي تتجمع كسوائل حول الأنسجة المحيطة بالثدي· التغذية السليمة عبر تناول الفواكة والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة· ممارسة التمارين الرياضية لتقليل الدهون وتحسين البنية العضلية وإنقاص الوزن، لأن الخلايا السرطانية تتغذى على هرمون الاستروجين· شهادات حية حديث الإنسان عن تجربته مع المرض، يقدم خدمتين في آن واحد، فهو يمنح من خلال تجربته بارقة أمل للآخرين ويوضح كيفية تجنب المرض والوقاية منه، بمثل ما يعدّ الحديث عن التجربة مفتاح ''فضفضة'' تمنحه الراحة والسكينة· من هنا كان تواصلنا مع بعض المصابات بسرطان الثدي، لنقف على تجاربهن معه، بين الألم والأمل، والخوف والأمان· سرطان الثدي غيّرني ذكرت البروفيسورة جين بلانت عضو الاكاديمية الملكية البريطانية للأبحاث الجيوكيميائية في كتابها ''كيف شفيت من السرطان؟'': أن الأشخاص المصابون بالسرطان غالباً ما يشعرون بأن المرض ناتج عن خطأ أرتكبوه بأنفسهم نتيجة ضعف أو عجز وراثي أو فراغ عاطفي أو أي نقص أو قصور شخصي غير أن الدراسات أثبتت أن ما من شخصية معينة تساهم في الإصابة بالسرطان· كما تطرقت إلى الأطعمة الغنية بالدهون والفقيرة بالألياف، والعادات الغذائية السيئة، وحذرت (في كتابها ووفق ما تراه هي) من جميع الألبان ومنتجاتها وحجتها: بما أن الحليب هو الغذاء الأنسب للعجول، فهو ليس الغذاء المثالي للإنسان، خاصة البالغين (!)· وأضافت: غيّر سرطان الثدي مني، ولم أعد المرأة التي عرفتها من قبل، فبسبب مرضي، أصبحت أتسم بقدر أكبر من القوة والإنسانية والسكينة· جعلتني تجربتي هذه أتوقف وأعيد التفكير في كل شيء، من ضمنها اختيار أطعمتي بما يتلائم وحاجات جسمي، كما أولي نفسي ومحيطي قدراً أكبر من العناية والاهتمام···وفي النهاية انتصرت! صمود أكبر من المرض إيمان حسين -معلمة في الشارقة- أجريت لها عملية قبل ثلاث سنوات ولاتزال تتعالج، قالت: علمتني تجربتي مع سرطان الثدي أن أكون أكثر صموداً وأكبر من مصيبة المرض التي وضِعت فيها، والاختبار كان قادراً على فرز الإيجابيات التي بداخلي· وأرى أن النساء اللواتي يرفضن البوح بإصابتهن قد ترد عليهن بمردود سلبي! واسترسلت في الحديث عن اكتشافها للإصابة وكيفية التعامل معها بقولها: استقبلت تقرير الطبيب رغم الفاجعة، بصدر رحب وكأنه قال لي''أنت مصابة بأنفلونزا''· وقررت أن لا أدعه يهزمني ويقهرني -كما قهر أمي- وكنت أتعمد كلما زرت مصر أن أقصد قبرها وأقول لها: سأنتقم لك وأقهر المرض اللعين الذي هزمك وآخذ بثأرك بفضل الله ووقوف زوجي الحبيب الرقيق، الذي أخذ يضمد جراحي مؤكداً أنني عنده أهم من الدنيا وما فيها··· ولعل الدعم الذي نلته منه وأبي وأخوتي وأقربائي وكل من حولي كان حافزاً لي، بخاصة ''جمعية أصدقاء مرضى السرطان'' برعاية الشيخة جواهر قرينة سمو الشيخ سلطان القاسمي، فخلال الندوات وورش العمل التي قمنا بها تم تعريفنا وتعريف أصدقائنا على مدى خطورة هذه الإصابات وكيفية التعامل معها، وكذلك الكشف المبكر عنها· بيدي لا بيد غيري الشابة هدى العمودي قالت عن تجربتها: تعلمت إثر مشاهدتي لبرنامج تلفزيوني في القناة الألمانية كيفية فحص الثدي ''يدوياً أمام المرآة'' وكانت المفاجأة ذات مرة، ملاحظتي كتلة صغيرة أسفل الثدي، بدت كورم غير عادي، ثم بعد اختبار الأشعة التصويرية ''السونار'' تأكدت إصابتي· لا أنكر دخولي في حالة حزن وبكاء ويأس، بخاصة أنني اكتشفت الورم بيدي أولاً، وظلت صورتي أمام المرآة تزورني وتصفع خيالي، مع أنني تماثلت للشفاء كلياً بفضل وقايتي واكتشافي الإصابة في وقت مبكر، وعلاجي السريع· وبعد اطلاعي ومشاركتي في الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي لهذا العام، تعززت ثقتي بنفسي وواصلت مواجهة المرض والحياة معاً، وذلك رحمةً بي وبكل من حولي ممن لا أريد كسر قلوبهم بيأسي· اختبار الإيمان أما سامية محمد، فقد أشارت إلى إصابتها بسرطان الثدي في فبراير 2004 مسمية ذلك الابتلاء ''رسالة اختبار لإيمانها وصبرها''· فقد رافقت زميلة لها تشك بأمر ورم بجوار الثدي الأيمن، إلى عيادة أمراض السرطان لإجراء اختبار دوري، فإذ بالزميلة خالية من الإصابة، بينما سامية اكتشفت إصابتها وأغمي عليها· وأشارت إلى أن مساندة الأهل لها، وتمسكها بالحياة جعلاها في حال أفضل، رغم بعض القلق خشية أن تعاودها الإصابة· التسلح بالأمل والعمل أعربت جان باربر، إحدى المريضات اللواتي خضعن للعلاج والناشطة في مجال الدفاع عن المصابات بسرطان الثدي في مجموعة ''بوزم باديز''عن دعمها للحملة قائلة: التسلح بالأمل والعمل يبعدان عن المصابة شبح الكآبة والحزن· ولعلي أعتبر نفسي محظوظة لأنه تم رصد إصابتي بالمرض في مراحله المبكرة، وعليه فإنني أناشد جميع النساء على إجراء التصوير الشعاعي للثدي سنوياً، بغض النظر عن التاريخ العائلي الصحي· ثقافة طبية من جهتها ذكرت نايا ميسلي -ممرضة فليبينية- إصرارها رغم الشفاء، على متابعة حالتها الصحية مع الطبيب المختص، وشغفها بقراءة مواضيع متصلة بمرضهاعبر الإنترنت والمجلات، لأن الثقافة والاطلاع، والفحص الدوري يحميانها من كل طارىء جديد، فقد اكتشفت قبل ثلاثة أعوام إصابتها بسرطان الثدي، حين أقنعتها الطبيبة التي تعمل في عيادتها أن تجري فحص الثدي والرحم من قبيل الاحتياط· للاستعلام: تم تخصيص رقم الهاتف المجاني 8004537 لتوفير معلومات حول مواقع وساعات عمل المراكز المشاركة بالحملة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©