نيروبي ـ ''وكالات'': في لغة كيكويو المحلية في كينيا يعرف جبل كينيا باسم كيرينياجا أو ''الشيء الابيض''·
والجبل يبدو حقا بقمته المغطاة بالثلج من عجائب الطبيعة خاصة عند مقارنته بالطقس الاستوائي الحار لدى سفحه·
وعلى مدار المائة عام الماضية بدأت ثلوج جبل كينيا وجبل كليمنجارو، أعلى قمة في أفريقيا والواقع في دولة تنزانيا المجاورة في الذوبان بمعدل مثير للدهشة حتى أن العلماء يقولون إن الثلوج قد تختفي بحلول القرن المقبل·
وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح ماهية التأثيرات البيئية لتلك الثلوج على الانظمة البيئية للجبلين إلا أن ذوبانها يمثل وسيلة ملموسة لإظهار أن التغييرات المناخية قائمة بالفعل·
وقال كريستيان لامبرتشتس من برنامج البيئة التابع للامم المتحدة ''إنها مؤشرات واضحة على حدوث التغيرات المناخية فعندما نبدأ الحديث عن تقلص حزام الغابة يبدأ الناس في إجراء المزيد من الابحاث لكن الجميع يستطيعون أن يلاحظوا انكماش الثلوج''·
وأشار إلى أن ذوبان القمم الثلجية يوضح أن وراء ارتفاع درجة حرارة العالم أنشطة من صنع الانسان·
وفي الوقت الذي قال إنه يشك في أن ذوبان الثلوج سيكون له تأثير خطير على الشعوب والانواع التي تعيش عند سفح تلك الجبال إلا أنه وسيلة لجذب انتباه العالم للتغيرات المناخية·
وتقلصت الثلوج الموجودة على قمة جبل كيلمنجارو الموجودة على ارتفاع 5895 مترا فوق سطح البحر بنسبة نحو 82 في المئة منذ أن تم مسح المنطقة لاول مرة في عام ·1912 وأثارت هذه الظاهرة التساؤلات في رؤوس المشاركين في الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية الذي عقد في نيروبي حيث وضعت أحوال الدول النامية في مقدمة المحادثات·
وعلى الرغم من أن الدول النامية تعد أقل الدول المساهمة في انبعاث غازات الصوبة الزجاجية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الارض إلا أنها الاكثر عرضة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية حيث من المرجح أنها الاقل قدرة على التغلب على نتائجها· ولا يقتصر الامر على ثلوج جبال شرق أفريقيا فقط بل تعدى ذلك إلى جبال الهيمالايا ومتنزه هواسكاران الوطني في بيرو أيضا·
وجاء ذوبان ثلوج قمتي جبل كينيا وجبل كيلمنجارو بمثابة إنذار عالمي حيث اضطرت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) لبحث احتمالات أن يتم حذف مواقع من تلك المسجلة على قائمة التراث العالمي لديها بسبب التغيرات المناخية·
يذكر أن متنزهي جبل كينيا وجبل كليمنجارو الوطنيين ونظاميهما البيئيين مسجلان ضمن قائمة مواقع التراث العالمي· وقال جوزيف ماساكوي مدير مكتب اليونيسكو الاقليمي للعلوم والتكنولوجيا في أفريقيا ''يجب أن يحظى الموقع بقيمة عالمية معينة ويكون متفردا بها ويمكن للجميع تقديرها حتى يوضع على قائمة التراث العالمي·
وإذا لم يعد لذلك المعيار وجود في الموقع فإنه سيحذف من القائمة''·
وأضاف ''من الواضح أن ذوبان الثلوج يمثل علامة ظاهرة على أن للتغيرات المناخية تأثيرا سلبيا على تراثنا العالمي''· وأشار إلى أن الوسيلة الوحيدة لتفادي ذوبان الثلوج هو عكس عملية التغيرات المناخية· وتشجع حركة الحزام الاخضر التي تتخذ من كينيا مقرا لها والتي أنشأتها وانجاري ماثاي الحائزة جائزة نوبل للسلام على زراعة الاشجار باعتبار ذلك أفضل وسيلة لوقف ذوبان الثلوج· وقال فريدريك نجاو أحد أعضاء الحركة في تصريحات لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) ''إذا استطعنا أن نوقف التصحر وزرعنا عدداً كافياً من الاشجار فإننا سنستطيع قلب الموقف ويحتمل أن يتوقف الثلج عن الذوبان بهذه السرعة''· وبغض النظر عن النظريات العلمية والحلول المطروحة فإن تقلص الثلج على الجبلين يمثل برهاناً واضحاً على حدوث التغيرات المناخية في العالم· ويقول المسؤول الاممي لامبرتشتس ''إنه (أي ذوبان الثلوج) يخدم المجتمع بالتوضيح بأن شيئاً ما قد حدث·· لقد أصبح بمثابة نداء جيد للعمل''·
عدد اليوم
