الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الدوحة عاجزة عن تنفيذ خططها التوسعية في إنتاج الغاز

الدوحة عاجزة عن تنفيذ خططها التوسعية في إنتاج الغاز
17 ديسمبر 2018 00:00

دينا محمود (لندن)

شككت مصادر غربية متخصصة في قطاع الطاقة والشحن في العالم في إمكانية أن تنجح قطر في تجسيد خططها الجامحة الخاصة بزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة تقترب من الثلث، حتى رغم إقدامها على مقامرة محفوفة بالمخاطر تمثلت في تخليها مؤخراً عن عضويتها في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، بحجة رغبتها في تركيز اهتمامها على الاستثمارات في مجال الغاز.
وقالت المصادر في تقرير نشره موقع »هيلنيك شيبينج نيوز» المعني بأخبار الشحن والنقل البحري حول العالم إنه لا يبدو واضحاً ما إذا كان الخروج من «أوبك»، بعد عضوية استمرت نحو ستة عقود، سيجعل النظام القطري أكثر قدرة على وضع هذه الخطط موضع التنفيذ، بهدف الوصول بإنتاجه من الغاز الطبيعي إلى 110 ملايين متر مكعب سنوياً، مقارنة بمستواه الحالي الذي يبلغ نحو 80 مليوناً.
ويأتي التشكيك في إمكانية وصول قطر إلى هذا المعدل المرتفع من الإنتاج، في وقت خسرت فيه الشهر الماضي، وللمرة الأولى، صدارتها لقائمة الدول المصدرة للغاز في العالم لحساب استراليا، في ظل توقعات بأن يشكل ذلك بداية لانتهاء الهيمنة التي فرضتها الدوحة على السوق طيلة السنوات الماضية. وحذر التقرير من أن خروج «نظام الحمدين» من التكتل الدولي الذي يضم كبار مصدري النفط في العالم قد يقود إلى تزايد المخاطر والتحديات التي تكتنف الاستثمار في قطر، وهو ما يعني فشل السلطات الحاكمة في هذا البلد في تنفيذ أي توسعات مزمعة على صعيدي إنتاج الغاز وتصديره.
وأشار التقرير إلى أن التخلي عن عضوية منظمة مرموقة ونافذة مثل «أوبك»، من شأنه كذلك ترك الدوحة تبدو معزولة ومكشوفة ومعرضة للخطر أيضا، خاصة في ظل التدابير الصارمة المفروضة عليها من جانب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) منذ يونيو 2017، بسبب تبنيها سياسات داعمة للتنظيمات الإرهابية وارتباطه بعلاقات حميمة مع حكام إيران.
وشدد الموقع على أن النظام الإيراني هو من بين أكثر الجهات المستفيدة من القرار القطري المفاجئ  والمثير للجدل الخاص بترك المنظمة. وقال «إن إيران المعزولة بفعل العقوبات الأميركية الرامية لفرض قيود على إنتاجها النفطي، استغلت القرار القطري لتعزيز موقفها التفاوضي بداخل أوبك». وأكد أن المسؤولين الإيرانيين حاولوا بعد إعلان الدوحة انسحابها من «أوبك» الحصول على تنازلات كبيرة فيما يتعلق بتقليص إنتاج النفط، لافتاً إلى ما يربط بين قطر وإيران من علاقات ودية، وتشاطرهما حقل غاز الشمال الأكبر في العالم.
وألمح »هيلنيك شيبينج نيوز» إلى إمكانية أن تكون العلاقات القطرية الإيرانية المشبوهة، أحد الأسباب الخفية التي حدت بالدوحة لإعلان قرارها الأخير بالانسحاب من «أوبك» من دون مقدمات، مشيراً إلى أن المبررات التي قالها المسؤولون القطريون في هذا الصدد مشوشة ومضطربة. وأكد أن خطوة مثل هذه من جانب قطر تنطوي على فوائد محدودة والكثير من المخاطر، حتى وإن كان الإنتاج القطري من النفط محدوداً بشدة بقدرٍ يجعله يبلغ نحو 2% من إجمالي إنتاج «أوبك»، إذ لا تضخ الدوحة سوى 609 آلاف برميل من النفط يومياً من أصل قرابة  33مليوناً تضخها الدول الأعضاء كافة في المنظمة.
وشدد الموقع على أن إمعان النظر في مغادرة قطر لتجمع الدول المصدرة للنفط، يكشف عن أنه ليس إلا قراراً خاطئاً، بل وخطيراً إذا جلب على الدوحة ردود فعل إقليمية انتقامية. كما أشار بشكل ضمني إلى وجود الكثير من الدول المستعدة للانضمام إلى «أوبك»، مثل جمهورية الكونغو وجمهورية غينيا الاستوائية، وهو ما يبدد المخاوف التي ساورت البعض في وقت سابق من أن انسحاب قطر من هذا التكتل سيشجع بلداناً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة.
وكان خبراء في سوق النفط الدولية أكدوا بدورهم أنه من قبيل المبالغة القول إن مستقبل منظمة «أوبك» بات مهدداً بسبب الانسحاب القطري. وأشاروا إلى أن تخلص المنظمة من عضوية دولة مثل قطر، يمكن أن يؤدي على العكس من ذلك إلى إزالة عوامل زعزعة استقرار محتملة من داخل هذا التكتل، في ضوء أن المنظمة لن تكون مضطرة  كما حدث خلال السنوات الأخيرة  للتعامل مع مشكلات داخلية بين بعض أعضائها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©