الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وفرة السيولة وتراجع كلف الإقراض تحديات تواجه المنتجات الادخارية

وفرة السيولة وتراجع كلف الإقراض تحديات تواجه المنتجات الادخارية
19 أغسطس 2012
مصطفى عبد العظيم (دبي) - تواجه البنوك العديد من التحديات لطرح المنتجات الادخارية للعملاء في السوق المحلية، و يتصدرها وفرة السيولة لدى هذه البنوك وتراجع تكلفة الإقراض بما يحد من زيادة العائد على هذه المنتجات، بحسب مصرفيون في القطاع. وأشار هؤلاء، إلى أن مستويات السيولة المرتفعة في القطاع المصرفي بالإمارات، والتي قد تشكل عبئاً على البنوك في حال لم يتم استثمارها، سواء عن طريق الإقراض أو الاستثمار المباشر، تتحكم في قرارات البنوك بطرح منتجات الأوعية الادخارية. وأفاد هؤلاء، بأن قلة اهتمام البنوك بتوفير هذه المنتجات يرجع الى نقص القنوات الاستثمارية التي تشجع البنوك على الاستفادة مما هو متاح لديها من سيولة خاصة في الفترة الماضية والوقت الراهن نتيجة التباطؤ في قطاعات العقارات والأسهم التي كانت تشكل احد أبرز القنوات الاستثمارية للبنوك. وعزا فيصل عقيل مدير الخدمات المصرفية للأفراد في مصرف الإمارات الإسلامي، ضعف العائد على المنتجات الادخارية الذي لا يتجاوز حالياً نسبة 0,5%، سواء على صعيد حسابات التوفير أو 1,5 للودائع طويلة الأجل، الى انخفاض تكلفة الإقراض لدى البنوك، وتراجع مستوى المخاطر. وأوضح عقيل أن سياسات البنوك أيضا تلعب دوراً كبيرًا في اتخاذها لقرارات تحديد العائد وفقاً لمعدلات السيولة بها وتكلفة الأموال والالتزامات المرتبطة بكل بنك وآجالها،لافتاً الى أن البنوك تتجه الى التركيز على هذه المنتجات في حال التخوف من نقص مستويات السيولة. وأفاد في هذا السياق، بأن البنوك تتغلب على انخفاض العائد على الأوعية الادخارية بإجراء سحوبات مليونية، ومنح جوائز مغرية لجذب العملاء كخطوة استباقية لاقتناص حصة سوقية من ودائع العملاء. بدوره، أشار خالد الجبالي رئيس الخدمات المصرفية للأفراد في ستاندرد تشارترد بنك بالإمارات والشرق الاوسط، الى ان دولة الإمارات تشهد نمواً متوازناً في الودائع منذ بداية العام و لا يزال الطلب على العوائد المميزة لمنتجات التوفير مرتفعأ، الا انه أشار في المقابل الى أن التحدي الاساسي الذي تواجهه منتجات التوفير هو التركيبة الديموجرافية للدولة التي تتألف من غالبية أجنبية، حيث يقوم الافراد المقيمين بتحويل اموالهم إلى بلدهم الام، حيث تتوفر نسب فائدة أعلى على الودائع الثابتة كما في الهند وباكستان. كما تتوفر للعملاء من ذوي الثروات الكبرى، العديد من فرص الاستثمار المغرية في الأسواق العالمية، إضافة إلى ذلك، بسبب انخفاض نسبة الفوائد على بعض العملات، من الصعب على البنوك تقديم عوائد جذابة للعملاء الذين يهتمون بنسبة الفائدة. وأشار الجبالي، إلى حاجة البنوك إلى إدارة نسبة الأصول للودائع وتكلفة رأس المال ولذلك إن الارتفاع في سيولة البنوك يجب أن يقابل بازدياد في الإقراض، وفي حال كان نمو الودائع أكبر من نمو الإقراض، يسبب ذلك ضغطاً على فوائد الودائع. ويصبح بذلك، من الصعب على البنوك تقديم عوائد مرتفعة لمنتجات التوفير للعملاء. وفيما يتعلق بالمنتجات والخدمات التي يقدمها البنك للتوفير وما هي الاكثر شعبية بينها، أشار الجبالي إلى أن بنك ستاندرد تشارترد يقدم حزمة واسعة من منتجات التوفير التي تتضمن المنتجات التقليدية إلى ودائع التوفير في أسواق المال ومن خلال الصيرفة التقليدية والاسلامية. ونوه إلى أن “حسابات توفير صادق” وحساب “وفر اكثر” تعد الأكثر طلبا من قبل عملائنا، حيث أنها توفر نسبة أرباح وفوائد مرتفعة وتقدم سهولة وملاءمة للوصول إلى الأموال والتعامل بها في أي وقت من خلال عدد من القنوات الالكترونية التي يوفرها البنك. من جهتها، دعت الدكتورة هدى السويدي ضرورة العمل بشكل جاد على ترسيخ ثقافة الادخار لدى الشباب والأسر في الإمارات واستعادة هذه الثقافة التي غرسها الآباء والاجداد وتجاهلها الابناء والمجتمع الذي تشبع بعادات الاستهلاك والبزخ. ونوهت إلى أهمية طرح برامج تشجع على الادخار والترويح لها بشكل أوسع، لاسيما وان عدد المنتجات الادخارية في الأسواق مازالت محدودة وان وجدت فانها لا تأخذ القدر الكافي من الترويج لها مقارنة بالدعاية الاستهلاكية والترويج للحصول على القروض الائتمانية. وقالت “إن بعض البنوك توفر بالفعل هذه الأوعية الادخارية لكنها في الوقت ذاته تفتقر إلى الجاذبية والمرونة، حيث ينخفض العائد عليها مقارنة بالأدوات الاستثمارية الأخرى، الأمر الذي يستلزم ضرورة استثمار هذه المدخرات في منتجات تدر دخلاً عالياً يستفيد منه المدخرون”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©