الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ترسيخ مفهوم الادخار يضمن الاستقرار للأفراد والأسر ويحقق التوازن بين الإنفاق والدخل

ترسيخ مفهوم الادخار يضمن الاستقرار للأفراد والأسر ويحقق التوازن بين الإنفاق والدخل
19 أغسطس 2012
مصطفى عبد العظيم (دبي) - يعزز ترسيخ مفهوم الادخار والتوفير لدى الأفراد من مستويات الاستقرار الأسري والمجتمعي ويزيد من قدرة الأسر على تحقيق التوازن بين الإنفاق والدخل ويجنبهم الوقوع فريسة الانماط الاستهلاكية غير الرشيدة والوقوع في براثن القروض، بحسب أراء مواطنين وخبراء ماليين. ودعا هؤلاء إلى ضرورة العمل على غرس ثقافة الادخار والوعي الاستهلاكي لدى الأجيال الجديدة التي نشأت على حياة اليسر، والعمل على إعادة صياغة الأنماط الاستهلاكية للأفراد بالابتعاد عن الإسراف والتبذير والتحول باتجاه الترشيد والادخار واتباع سياسات الإنفاق المسؤول. وفيما عزا الخبراء عدم الاكتراث بثقافة الادخار لدى العديد من الأفراد في الإمارات إلى ارتفاع الدخول وكثرة المغريات الاستهلاكية، إضافة إلى سهولة الحصول على الائتمان،إلا أنهم نبهوا إلى ضرورة التفكير في المستقبل لاسيما وان الدخول الثابتة عادة مما تتآكل مع ارتفاع مستويات التضخم. ودعا هؤلاء الجهات الحكومية ومؤسساتها المعنية بالمستهلك ووسائل الإعلام الى العمل على زيادة التوعية بأهمية الادخار والتوفير وتغيير العادات الاستهلاكية غير المسؤولة، لافتين الى أن هذه العادات تحتاج الى سياسات ترشيد واعية قادرة على تحقيق التوازن بين الإنفاق والدخل. وأوضح هؤلاء أن التوجه نحو نشر ثقافة الادخار والتوفير لابد أن يصاحبه دعوات أخرى نحو تغيير الأنماط الاستهلاكية للأفراد والأسر خاصة، فيما يتعلق بتعدد سفرات الاستجمام في العام الواحد، والاستبدال المتكرر للسيارات والتغيير السنوي لأثاث المنزل وتعدد الخادمات بالمنزل الواحد، وحصر الاهتمام والتفكير بضمان تعليم جيد للأطفال أن يكفل لهم العيش الهنيء بعيدا عن البذخ والتقليل من المشتريات الغير مجدية. فقدان ثقافة الادخار وقال الدكتور محمد الرميثي الخبير الاقتصادي إن الأجيال الجديدة في الإمارات تعاني من فقدان ثقافة الادخار مقارنة مع الأجيال السابقة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، التي كانت حريصة على إدارة ميزانياتها وفقا لما هو متوفر لديها من دخل والانفاق على قدر ما هو ضروري، وذلك لأن دخل الأسر لم يكن بالسهولة التي عليها الأوضاع حالياً حيث يستطيع الشاب حاليا ان يشتري سيارة تزيد عن دخله ثلاثة أضعاف طالما وجد البنك الذي يقوم بتمويلها له وسهول الحصول على بطاقات ائتمان تغطي كافة نفاقاته الاستهلاكية. وأشار الرميثي إلى وجود شريحة كبيرة من الشباب دون الأربعين عاماً الذين ترعرعوا على الرفاه والرغد، لا يوجد لديها وعي ادخاري وهو ما ينعكس في مظاهر الإسراف والبذخ في انماطهم الاستهلاكية والإنفاق على أمور غير ضرورية وذلك فقط بغرض التباهي. وحمل الدكتور الرميثي العادات المجتمعية وعدم الاهتمام بنشر ثقافة الادخار في المجتمع مسؤولية هذا النمط، مشيراً إلى أن ثقافة المجتمع تفتح آفاق أوسع للتبذير الأمر الذي يتطلب العمل على تغير هذه الثقافة من خلال زيادة التوعية والتأكيد عن أن الانفاق اللامسؤول يضر بالاستقرار الأسري. وفيما اتفق المواطن عبد الرحمن عيسى مع الرميثى في غياب ثقافة الادخار بشكل عام عن المجتمع، الا أنه أشار إلى وجود نماذج من الشباب بدأت تدرك أهمية هذا الاتجاه، وذلك بناء غرس الأسر لهذا المفهوم لديهم من الصغر وتطبيقه في حياتهم العملية. وأوضح ان احد ابنائه وهو مبتعث للدراسة بالخارج يمتلك من مهارات الادخار والتوفير الكثير ويدير دخله بما يتفق مع متطلباته بطريقة احترافية، وقال إنه من الظلم أن نحكم على الجيل بأكمله بانه يفقد ثقافة الادخار التي يجب ان تكون ثقافة مجتمعية وليست ثقافة فرد. وأشار عيسى في هذا الإطار إلى النماذج الغربية التي تتمتع بإدارة فاعلة للدخل والنفقات، وهو ما لمسه في إحدى زيارته إلى المملكة المتحدة، حيث جرت العادة ان يقوم كل شخص بسداد نصيبه فقط في حفل غداء مشترك، وكذلك الحال في المانيا التي يخطط الافراد بها الى مشترايتهم الضرورية على مدار السنة. ويشير الى أن المستهلكين في الدول المتطورة ينطبق عليهم صفة المستهلكين الرشيدين، إذ باستطاعتهم برمجة ميزانياتهم وأيضا بطاقاتهم الائتمانية، ويشجعون أولادهم على ضبط نفقاتهم وشراء ما هو ضروري. الأنماط الاستهلاكية وأشار عيسى إلى أن اختلاف مظاهر الحياة يمثل عاملاً آخر في رسم الأنماط الاستهلاكية والثقافة الادخارية لدى الشباب، من إمارة الى اخرى، فكلما زاد الدخل وانتشرت المغريات الاستهلاكية ومراكز الترفية والتسوق، زادت مستويات عدم الاكتراث بالتوفير والادخار. أما الخبير المالي صلاح الحليان فيؤكد ان نشر ثقافة الادخار بين الأفراد والعائلات بالتزامن مع تقنين الطلب على القروض الاستهلاكية، من شأنه ان يضمن استقرار الأوضاع المالية للأسر في الإمارات. ودعا الحليان الى ضرورة الاهتمام بترسيخ ثقافة التوفير والادخار بين المواطنين والابتعاد عن الانفاق المفرط للأموال والاستهلاك العشوائي، لافتاً إلى أن الادخار لا يقتصر فقط على الأفراد، بل يجب أن يمتد في الوقت ذاته الى المؤسسات والشركات لمواجهة التحديات التي تفرضها الأزمات المالية والاقتصادية غير المتوقعة. ووضع الحليان مجموعة من الحلول في عمليات الصرف التي يقوم بها المستهلكون تمثل أبرزها تحديد بنود المصروفات و تحديد الاهداف المالية للعائلة و الترشيد والادخار والبدء بالتوفير عمل ميزانية لأفراد الأسرة وعمل حساب للطوارئ و توفير خيارات مالية متعددة بالاضافة الى تحديد أولويات بنود الصرف وأهميتها . وأشار إلى أن هناك مهارات يجب على الأشخاص تعلمها في الإنفاق والادخار تقوم على مجموعة من الأسس منها وضع ميزانية للإنفاق حسب الاحتياجات اليومية الفرد وللاسرة، وتسجيل يكتسبه الفرد من المال والنفقات للمساعدة في معرفة التحركات المالية في الميزانية ووضع الخطط المستقبلية للثروة، والاهتمام بالادخار وجدولته لأهميته القصوى في أوقات الأزمات والطوارئ. وأشار إلى ضرورة توسيع ثقافة الترشيد الاستهلاكي داخل الأسرة، وتدريب الأبناء على اساليب التوفير من خلال وضع ميزانيات مصغرة لهم بمبالغ محددة وتعليمهم كيفية التعامل مع هذه الميزانيات. تغيير الأنماط الاستهلاكية التوجه نحو نشر ثقافة الادخار والتوفير لابد ان يصاحبه دعوات أخرى نحو تغيير الأنماط الاستهلاكية للأفراد والأسر خاصة، فيما يتعلق بتعدد سفرات الاستجمام في العام الواحد، والاستبدال المتكرر للسيارات والتغيير السنوي لأثاث المنزل وتعدد الخادمات بالمنزل الواحد، وحصر الاهتمام والتفكير بضمان تعليم جيد للاطفال ان يكفل لهم العيش الهنيء بعيدا عن البذخ والتقليل من المشتريات غير المجدية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©