خليجي توضيح الصورة

وتواصل دورة الخليج دورانها .. هذه المرة ليس في وجود المنتخب اليمني آخر الملتحقين بالبطولة وإنما في استضافة اليمن. ولم يسبق صافرة الحكام إلا صافرة الإعلام الذي بدا بعضه متطيراً .. ومتشائماً في كل شيء حتى أن هناك من جزم بصعوبة إقامة الدورة ووضع فرضية كيف يمكن استعادة الحقوق الحصرية للنقل مع أن كل شيء على الأرض كان يشير إلى جاهزية أكدتها الانطباعات الأولى بعد وصول البعثات الرياضية والإعلامية إلى عدن وهي انطباعات إيجابية . ولقد قلتها غير مرة لا خوف من جرعة الإثارة الإعلامية في دورات الخليج حتى لو خرج عن القضبان لأنه سيتراجع نحو الصواب ثم إن للتشكيك تأثيره الخلاق في التحفيز على الأخذ بشروط النجاح .. وتجاوز صور الترهل والسلبية . الإعلام الخليجي وإن لعب بعضه دوراً سلبياً وغير بناء وهو يرسم للجمهور في منطقة الخليج تصورات خارج حقائق شروط السلامة والأمان هو نفسه الذي عاد لتجميع ملامح الحقيقة وهو ينقل ويواكب تصريحات قيادات وأعضاء البعثات الرياضية التي تسابقت لإطلاق عبارات الإشادة بالمناخ العام لدورة خليجية تشير بدايات نسختها العشرين إلى أن الديك على موعد مع الفجر كما أن ستوديوهات النقاش الصاخب بدأت شعار تعالوا نتحاور ونتناقش ونقيم ونختلف ولكن باحترام . قبل ذلك أعطت مدينة عدن الانطباع الأول بأن الإثارة في شوارع البطولة تسبق الإثارة في ملاعبها حيث تألقت الشوارع والجبال والشاطئ بأعلام الدول المشاركة ولمعان الأصوات وهدير الترحيب “ الفوفوزيلا “ المرحبة بصخب .. ما مثل مسعى شعبياً لتصحيح الصورة وإعادة تشكيل المعلومات والأفكار بإسهاب غير ممل وتكثيف غير مخل بالمعنى بقدر ما عزز المبنى . والحق أن الإعلام الإماراتي تحديداً سجل بصمة ذكاء البداية بمهنية الاستهلال وهو يثري خليجي 20 بالمعلومات والصورة، بشكل واكب البريق واللمعان .. وهكذا يمكن القول دائماً بأن الكلمة ستبقى مسؤولية كالصورة التي لا تكذب ولا تتجمل. وهكذا تكون الاستضافة اليمنية فرصة لتجميع ملامح الحقيقة .. حقيقة تجهيز الملاعب والفنادق وتأمينها وحقيقة أن خليجي 02 أعادت ترتيب وضع الرياضة اليمنية على قائمة الأولويات الحكومية فضلاً عن فاعلية تشجيعية وحضور جماهيري إيجابي يجري رصده في صور تلمع في العيون وتبرق في التشجيع الذي يرحب بالضيوف ويعزف للآمال ويشجع الجميع بدون استثناء. انطباعات ما بعد اكتمال وصول البعثات ودوران الكرة للمنافسة يشير إلى انطلاقة حصر اليمن للعلامات .. علامات تتجاوز حسبة المكسب أو الخسارة في الملعب إلى علامة الفرح بالملعب نفسه وعلامة الانتقال من خانة المثابرة لإقناع الأشقاء بالأجواء الآمنة إلى قضاء تكليف الشارع نفسه وبذات الوسائط الإعلامية لتأكيد أنه في البدء كان لين القلب ورقة الفؤاد وقوة الحكم صنعة يمانية . alsafani41@hotmail.com