باتيل: الإمارات والهند تسهمان في تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي

أكدت براتيبا ديفيسينج باتيل رئيسة جمهورية الهند أن الإمارات والهند تسهمان بقوة في عودة الاستقرار للاقتصاد العالمي بعد الأزمة المالية العالمية عبر حزم التحفيز التي قدمتها حكومتا البلدين، الأمر الذي مكنهما من التغلب على الأزمة المالية بنجاح. ودعت باتيل المستثمرين في الإمارات إلى الاستفادة من قصة النمو الاقتصادي القوي الذي تسجله بلادها حالياً والفرص الاستثمارية الواعدة التي تخطط لها في إطار المرحلة الجديدة من التنمية. ورغم حدة الأزمة المالية العالمية، إلا أن الهند تمكنت من تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة تعد الأعلى في العالم، وباتت في وضع يمكنها من الوصول الى معدلات تزيد على 9% خلال السنوات المقبلة، بحسب باتيل. وأشارت خلال حفل استقبال نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي أمس على شرف رئيسة الجمهورية الهندية حضره معالي مريم خلفان الرومي، وزيرة الشؤون الاجتماعية وممثلو مجتمع الأعمال والقطاع الخاص في إمارة دبي، إلى الانعكاسات الإيجابية للتطور الاقتصادي والتجاري الذي تعيشه الإمارات على المنطقة وعلى العلاقات التجارية بين البلدين. وتطرقت إلى أن بزوغ الإمارات كثالث أهم محور في العالم في مجال إعادة التصدير بعد سنغافورة وهونج كونج، أسهم في تحقيق قفزة نوعية في التجارة مع الهند، إذ ارتفعت من 180 مليون دولار عام 1970 إلى ما يزيد على 43 مليار دولار حاليا. وقالت في كلمتها أمام الحضور إن الهند تعتبر شريكاً مهماً للإمارات في جميع المجالات الاقتصادية، معتبرةً أن التاريخ التجاري مشتركٌ لكل البلدين. وأشادت باتيل بعمق العلاقات القائمة بين البلدين معتبرةً ان التجارة والاستثمار هما الركيزتان الأساسيتان للشراكة بين الإمارات والهند. ودعت باتيل إلى تعزيز التعاون من خلال عدة مبادراتٍ تشمل تفعيل الهيئات والمؤسسات المشتركة مثل مجلس العمل الهندي-الإماراتي، واللجنة الإماراتية الهندية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي والعلمي، وزيادة المشاركات في المعارض والمؤتمرات التجارية المتخصصة، مشيرةً إلى وجود فرصٍ استثماريةٍ متاحةٍ بين الجانبين في قطاعي الطاقة والزراعة والقطاعات الصناعية. وأشادت باتيل بالرؤية والسياسات الحكيمة لحكام إمارة دبي، وبالبنية التحتية المتطورة في الإمارة والتي جعلتها أحد أهم مراكز ووجهات الأعمال في الدولة، معتبرةً أن تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين البلدين يمكن أن يسهم في تعزيز هذه العلاقة وتطويرها إلى مستوياتٍ أعلى. ونوهت الرئيسة الهندية بدور غرفة تجارة وصناعة دبي ومساهمة أعضائها في تحسين العلاقات الثنائية بين الهند ودبي. ومن ناحيته، اعتبر المهندس عبد الرحمن سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي في كلمته الافتتاحية أن دبي ارتبطت بعلاقةٍ تجاريةٍ تاريخيةٍ وثيقةٍ ومتينة مع الجمهورية الهندية على مدى العقود الماضية، تجسدت في احتلال الهند المرتبة الأولى على لائحة شركاء دبي التجاريين لسنواتٍ عديدة ومنها العام الماضي 2009. فقد بلغ إجمالي تجارة إمارة دبي غير النفطية مع الهند حوالي 112,2 مليار درهم العام الماضي منها صادراتٌ بقيمة 52 مليار درهم ووارداتٌ بقيمة 59,9 مليار درهم. وأشار إلى أن دبي تعتبر وجهةً ومقراً لأكبر عددٍ من الشركات الهندية حيث يبلغ عدد الشركات الهندية الأعضاء في غرفة تجارة وصناعة دبي 20,232 شركة يتوزع نشاطها في مختلف المجالات الاقتصادية. وأوضح أن تجارة دبي مع الهند تتميز بتنوعها حيث تشمل المنتجات الزراعية والأقمشة والأحجار والمعادن الكريمة والأجهزة والأدوات الإلكترونية والكهربائية، إضافة إلى البلاستيك والمطاط ومشتقاتهما وتجارة الماشية، إضافة إلى مجالاتٍ أخرى يمكن الاستفادة منها في توسيع نطاق هذا التعاون. وشدّد الغرير على وجوب استكشاف الفرص الاستثمارية باعتبارها خطوةً رئيسيةً في مسيرة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين حيث تبرز فرصٌ عديدة في قطاعاتٍ أبرزها البنية التحية والزراعة والتصنيع الغذائي، وخدمات تقنية المعلومات إضافة إلى التجارة والتصدير وإعادة التصدير. وقال الغرير “لقد أصبحت دبي وجهةً عالميةً للمال والأعمال وذلك لأن الإمارة تمثل بحد ذاتها خياراً ملائماً لكونها بوابةً للاستثمارات في المنطقة نظراً للمزايا التي تتمتع بها من بنى تحتية متطورة، ومرافق حديثة، وفرصٍ استثمارية هائلة، وموقعها الجغرافي المتميز كهمزة وصلٍ بين الشرق والغرب”. وأضاف “يأتي ذلك إلى جانب الدعم اللامحدود الذي يتلقاه مجتمع الأعمال في دبي من حكومة دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي”. وأشاد الغرير بمساهمة مجلس الأعمال الهندي الذي يعمل تحت مظلة غرفة دبي في تنمية النهضة الاقتصادية التي تعيشها الإمارة، مشدداً على الدور الذي تلعبه غرفة تجارة وصناعة دبي في توفير كل الدعم والتسهيلات لمجتمع الأعمال في الإمارة، وتعزيز قدراته التنافسية.