الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إب... استراتيجية الكمائن ترعب المتمردين

إب... استراتيجية الكمائن ترعب المتمردين
27 فبراير 2016 20:01
محيي الدين الشوتري (عدن) انتهجت المقاومة الشعبية في محافظة إب منذ انطلاقها في أبريل من العام الماضي استراتيجية الكمائن وحروب العصابات والمواجهات المباشرة، في عملياتها المسلحة، واختلفت من وقت لآخر، بحسب الإمكانات والقدرات التي تمتلكها المقاومة، وخلال تلك الفترة قتلت المقاومة 840 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وجرحت 1069 آخر، وأعطبت 199 آلية في سلسلة من الأعمال التي استهدفت في غالبها إمدادات مليشيات الحوثي وصالح إلى تعز والضالع ومدن الجنوب. وقال مصدر مسؤول بالمقاومة الشعبية بإب نفذت خلال عام 2015م وشهر يناير الفائت 202 عملية مختلفة ضد مليشيات الحوثي وصالح، قتلت فيها «840»، وأصابت «1069» من مسلحي الحوثي وصالح ودمرت «199» آلية. وقال المصدر، إن العدد المعلن عنه من القتلى والجرحى في صفوف مليشيات الحوثي وصالح هو ما استطاع الراصدون في المقاومة من توثيقه، وإن أعداداً كثيرة لم يذكرها التقرير نظراً لغياب المعلومة بسبب الظروف الزمنية والمكانية للعمليات آنذاك والاكتفاء بتنفيذ العمليات. وعن الخسائر المادية للمليشيات، كشف المصدر عن تدمير وإعطاب عدد «199» من آليات ومعدات مليشيات الحوثي وصالح وتدمير كم هائل من الأسلحة الشخصية والرشاشة والذخائر، بالإضافة إلى اغتنام «17» من الأطقم والآليات وعدد كبير من قطع السلاح التي لم يحصرها التقرير. ولم يتطرق المصدر إلى خسائر مليشيات الحوثي وصالح في المحافظة تكبدتها الميليشيا بفعل ضربات طيران قوات التحالف. وفي قراءة تفصيلية للأرقام، أوضح مصدر في المركز الإعلامي بمقاومة إب أن عمليات المقاومة في النصف الأخير من العام الماضي ارتفعت بنسبة 200% عن النصف الأول، فقد نفذت المقاومة «144» عملية خلال النصف الأخير، فيما بلغت عملياتها للنصف الأول «48»، ويرجع ذلك إلى التوسع الميداني لعمليات المقاومة، بحسب التقرير، إضافة إلى طبيعة المرحلة التي شهدت بعض شهورها مواجهات مباشرة وجبهات مشتعلة ما زالت بعضها قائمة في أكثر من منطقة في المحافظة. وقد زادت وتيرة العمليات النوعية والعسكرية في الأشهر «أغسطس، وسبتمبر، وأكتوبر»، حيث شهدت المحافظة مواجهات مسلحة ومباشرة دامت لأشهر بين المقاومة وميليشيا الحوثي وصالح في أكثر من مديرية بعد قيام المقاومة بعملية تحرير شملت «10» مديريات. وقد بلغت عمليات المقاومة خلال تلك الأشهر «82» عملية أسفرت عن مقتل «291» وإصابة «573» من مسلحي مليشيات الحوثي وصالح فيما غنمت المقاومة في تلك الفترة «13» آلية من إجمالي الـ «17» الآلية التي غنمتها طوال العام المنصرم. واتخذت المقاومة الشعبية بمحافظة إب استراتيجية العمليات النوعية في حربها مع مليشيات الحوثي وصالح في المحافظة نظراً لشح الإمكانات وفوارق التسليح ونتائجها المثمرة والتي تفتك بالمليشيات بأقل الخسائر الممكنة، ولجأت المقاومة إلى المواجهات المباشرة التي استمرت لأشهر كتلك التي حدثت في مديريات «بعدان والقفر والحزم وعزلة الربادي»، التي لا تزال بعضها قائمة حتى اللحظة، كما في مديرية حزم العدين غرب مدينة إب والمناطق الحدودية مع الضالع في نقيل خشبة وجبهة حمك وما بات يعرف بالجبهة الشرقية لمحافظة إب. وتشهد محافظة إب سلسلة من أعمال الكمائن المسلحة والهجوم المباغت على تجمعات ودوريات وتعزيزات لمليشيات الحوثي وصالح منذ أشهر وأوقعت خسائر كبيرة بصفوف المليشيات الانقلابية في الأرواح والعتاد العسكري. ويقول الصحفي محمود الحمزي، إن المقاومة في إب لها خصوصيتها المختلفة عن بقية المحافظة، إذ إنها حالياً تقع تحت قبضة المليشيات واحتلالها للمحافظة منذ منتصف أكتوبر 2014م، ومع تلك الخصوصية والعوامل المختلفة عن بقية المحافظات، فقد انطلقت المقاومة في إب قبل وصول المليشيات إليها، إذ بدأ طابع المقاومة سلميا عبر الأنشطة والتظاهرات السلمية منذ انقلاب الـ 21 من سبتمبر 2014، وحتى وصول المليشيات إب في أكتوبر 2014م، وقاومت إب سلمياً بتظاهرات غير مسبوقة وسقط شهداء من إب بتظاهراتهم الرافضة لوجود مليشيات الحوثي وصالح وحصلت أيضاً مواجهات مسلحة بين مليشيات الحوثي وصالح وعدد من قبائل إب وسقط قتلى وجرحى من الطرفين، وكان ذلك قبل وصول المليشيات تعز ومحافظات الجنوب، وفي أبريل 2015م بدأت مقاومة إب بشكل مختلف عن قبل عبر استراتيجية الكمائن والهجوم المباغت وحتى شهر أغسطس شهدت مواجهات عنيفة بين المقاومة والمليشيات واستمرت المواجهات بعدد من الجبهات قرابة خمسين يوم لتعود إب من جديد إلى المقاومة عبر الكمائن والمواجهات المباشرة بجبهات الشرق وغرب المحافظة. ويضيف أن أهم الصعوبات التي تواجه المقاومة متعددة أبرزها فارق الإمكانات والعتاد بين مقاومة تقاوم بجهود ذاتية وأسلحة شخصية ومليشيات نهبت سلاح الدولة الثقيل، ومن معوقاتها ومن خلال وجودنا بالمحافظة إشكالية كبيرة في علاج جرحى المقاومة، حيث لا تمتلك مقاومة إب مستشفى أو مستوصفات طبية تستطيع معالجة الجرحى والذين يشكل وضعهم عائق للدفع بآخرين لجبهات القتال وتعاني أيضاً من غياب أو لنقل الدعم المادي للمقاومة. وتواجه مقاومة إب ضعف في التنسيق الميداني بينها وبين الشرعية وقيادة التحالف العربي وإن تم تلافي تلك المعوقات مؤخراً عبر تشكيل مجلس عسكري للمحافظة أعلن عنه نهاية ديسمبر الماضي ويحظى بدعم من القيادة السياسية والتحالف العربي. أما عرفات حمران، فقد أكد أنه عندما نتكلم عن محافظة إب لا بد أن ندرك أن هذه المحافظة بطبيعتها محافظه مسالمة ومواطنيها بسطاء جداً، عندما قدمت ميليشيا الحوثي والمخلوع في منتصف أكتوبر 2014م قادمة من أقصى الشمال تم استقبالهم في منطقة سماره المدخل الشمالي للمحافظة من قبل قيادات السلطة المحلية وبعض مشايخ المحافظة وبنفس التوقيت اختفت الأجهزة الأمنية والعسكرية من النقاط وشوارع المدينة. قامت المليشيا بنصب نقاط أمنيه على مداخل المدينة الأربعة. وفي اليوم الثاني لدخولها استفزت المواطنين في النقاط، واشتبكت معهم فسقط شهيدين في نقطة المدخل الشمالي وأربعه شهداء من أسرة واحدة بالمدخل الجنوبي للمدينة وعمت الفوضى بالمحافظة. وأضاف: مع وصول التعزيزات إلى المحافظة، قامت قبائل المناطق الوسطى في منطقة يريم تحديداً، باعتراض طقمين لمليشيا الحوثي وقتلت من فيه فتدخل معسكر 55 صواريخ حرس جمهوري، واشتبك مع القبائل في اليوم الثاني، واتهمت علي مسعد بدير أنه من يقف خلف القبائل، ودارت حرب بينهم، سقط من أسرة بدير 17 وعشرات القتلي من الحرس والمليشيا، وانتهت بتفجير بيوت بدير وفرار بدير إلى خارج المحافظة، وقبل ذالك فجرت المليشيا منزل الدعام وقتلت ابنه في منطقة الرضمة القريبة من يريم.. واستخدمت الميليشيا سياسة تفجير منازل من مناهضيهم وقتل كل من برز لمواجهتهم. فتم تفجير بعد ذالك منزل محسن الحماطي وتشريد أسرته في منطقة الدليل، وبعدها طاردت شباب بعدان، وفجرت منزل نايف الجماعي، وأرسلت من يغتاله في منطقة دمت القريبة من محافظة أب، حيث كان يوجد فيها ويدرب شباب من أجل مقاومة المليشيات، وهكذا حصل رفض شعبي للميليشيا وردت فعل مسلحه في أكثر من منطقه القفر أيضاً فجرت منزل الشيخ حمود البرح وشردته، وكذالك حصل في السياني ومدينة أب وغيرها من مناطق أب. استطاع العميد الوائلي قائد معسكر الأمن المركزي بعد تعين بديل عنه من قبل الانقلابين من تدريب مقاومين في منطقة حزم العدين وقتل قيادات عليا للحوثيين. ألا أن المليشيا فجرت منازله وقتلت ابنه. وما زالت المواجهات بينهم حتى اليوم، مشكلة المقاومة في أب أنها موجودة في اغلب المديريات وبشمل ردت فعل فرديه فلوا تم التنسيق بين كل الجبهات لأصبحت قوه كبيره. إلا أنه صدر أخيراً قرار بتشكيل مجلس عسكري للمحافظة، وهذا سيسهم المقاومة تحت قيادة واحدة. وكذالك صدر قرار بتشكيل ثلاث ألوية، وهذا سيقوى جبهة المقاومة. وتحدث عن صعوبة الوضع الإنساني بقوله الوضع الإنساني في المحافظة سيئ جداً الكهرباء منقطع من 300 يوم والماء يصل بشكل متقطع للمنازل والوضع الصحي متدهور، وتم إغلاق مركز الغسيل الكلوي ومركز السرطان، كما أن المواطنين يعانون صعوبة الحصول على الغاز المن لي والمشتقات النفطية ألا من السوق السوداء الذي يسطر عليها الميليشيا. أما فيصل منصور، فيرى أن أهم معوقات المقاومة أنها ليست لديها خط إمداد، جبهة حمك ودمت، المشكلة نفسها وإن كان هناك ظهر يحميها من الخلف لكن خطوط الإمداد بسيط ونقدر ما يبذلوها الكثير لتلافي ذلك، ويضيف أن المستشفيات معدومة فكل جريح مصيره الموت، بالإضافة إلى عدم الترتيب المبكر للقيادات العسكرية أو مجلس المقاومة لم يمضِ على بدء العمل كمؤسسات إلا القليل من الوقت من المعوقات التي تواجهها المقاومة. واقترح فتح معسكر للاستقبال بقية إفراد المقاومة وتدريبهم والعمل مع محافظ الضالع لتجاوز بعض المشكلات وهو متجاوب في ذلك بفتح خط إمداد وإدخال أسلحة نوعية لتعديل كفة المقاومة وإنشاء مستشفى ميداني ودعم العمليات والكمائن لتخفيف الضغط على تعز والجبهات، وأعطى مساحة لمقاومة إب في الإعلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©