الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بلدات متمردة تلفظ نظام الأسد

18 أغسطس 2012
دارة عزة (سوريا)،(رويترز) - في بلدة دارة عزة السورية، تحولت مدرسة إلى مركز للشرطة ومحكمة ومبنى مؤقت للبلدية يديرها مقاتلو المعارضة الذين يسعون إلى إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد. هذا جزء من إدارة جديدة يتولاها مقاتلو المعارضة بدأت تتكون في مناطق من البلاد تراجعت فيها سلطة الأسد فيما تحاول قواته السيطرة على مدن سوريا الرئيسية مثل حلب ودمشق وحمص. ورغم أن القوى الغربية مازالت تتساءل عمن سيحل محل الأسد ورغم الانقسامات في صفوف المعارضة في المنفى، فإن المقاتلين في بلدات مثل دارة عزة بدأوا يقدمون حلولاً بأساليب حقيقية وإن كانت مرتجلة في بعض الأحيان. في أحد الفصول يستجوب النقيب مالك عبد الهادي رجلاً متوسط العمر اعتقل عند نقطة تفتيش تابعة للمعارضة للاشتباه في اتجاره بالدقيق (الطحين) في السوق السوداء التي ازدهرت في سوريا خلال الصراع. وقال عبد الهادي للرجل الذي عثر في شاحنته الصغيرة على 50 كيلوجراماً من الدقيق “هذا آخر إنذار وإذا وجدناك تبيع أي دقيق خارج البلدة ستسجن”. ودارة عزة بلدة يسكنها 50 ألفاً بريف حلب وهي واحدة من عدد من البلدات الريفية حيث مازال المواطنون يتمتعون بشكل من أشكال الحياة الطبيعية رغم تراجع سلطة الدولة. في بعض الأحيان يبدو دور عبد الهادي أقرب إلى رئيس بلدية من ضابط شرطة. ومن المهام التي أوكلها لنفسه، مراقبة إمدادات الخبز إذ يحث المخابز على تعديل إنتاجها وفقاً للاحتياجات. وفي حجرة مجاورة كان إبراهيم الحلو وهو مأمور سجن سابق يساعد سكاناً على ملء استمارات يفصلون فيها الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم ويسجلون خسائرهم أملاً في الحصول على تعويض ذات يوم. لكن هم عبد الهادي الأساسي هو الحفاظ على النظام. وخلال زيارة قامت بها رويترز لمكتبه كان يستمع لشهادة شاهد على وفاة شاب قتل فيما كان يحاول سرقة الحطب الذي أصبح سلعة قيمة في ظل تناقص الوقود. وقال عبد الهادي الذي كان يرتدي ملابس عسكرية وحذاء رياضياً وجلس على مكتب وضع عليه مسدسه إلى جانب علم مقاتلي المعارضة، “نعمل على حفظ الأمن وكأن الحكومة مازالت موجودة”. وفي الخارج يلعب الأطفال في الشوارع التي يقوم مقاتلو المعارضة بدوريات فيها وهم يحملون بنادق كلاشنيكوف. وقال مسلح يدعى أبو أحمد وكان يحمل جهازاً لاسلكياً فيما لوح لحافلة تقل عائلات فرت من حلب في إشارة على أنه يسمح لها بالمرور، “نفحص بطاقات هوية من لا نعرفهم وحسب”. ونتيجة لنقص التمويل يعتمد عبد الهادي على النوايا الطيبة للرجال الذين يخدمون في قوته التطوعية. وينتمي المقاتلون إلى الأغلبية السنية يحركهم الحماس الثوري ويرون أنهم مكنوا بعد عقود من القمع على أيدي إدارة يقودها أفراد الأقلية العلوية. ويقول سكان إن الصعوبات التي نجمت عن الصراع قلصت الخلافات والصراعات الشخصية. لكن طوابير الخبز ونقص البنزين يثيران التوتر ويزيدان الحاجة إلى مراقبة مقاتلي المعارضة للسوق السوداء وتأمين إمدادات الحبوب والوقود. ووفرت هجمات مقاتلي المعارضة على صومعة حكومية للقمح ومخازن وقود تابعة للجيش، إمدادات جديدة. في دارة عزة يلقى مقاتلو المعارضة ترحيباً بوصفهم محررين ويتمتعون بدعم أوسع من الذي يتمتعون به في المراكز الحضرية الأغنى مثل حلب ودمشق وهما مدينتان حقق فيهما عدد أكبر من الناس استفادة أكبر من حكم الأسد. وقال يحيى الساكه وهو عامل بمصنع يتقاضى أجراً بسيطاً “اللصوص السابقون يختبئون الآن. لا أحد يجروء على استغلال الوضع في وجود مقاتلي المعارضة”. ومعظم مقاتلي المعارضة من فقراء الريف. ويعبرون عن شكاوى اقتصادية وسياسية من الأسد ويتبنون نبرة طائفية ويصورون أنفسهم على أنهم طبقة سنية دنيا وقعت ضحية. وقال عبدالله إدريس وهو مقاتل معارض كان يحرس نقطة تفتيش قرب بلدة بنش، “حرمت من حقوقي في كل شيء في النوم والطعام وفي الراتب كل شيء”. وتشكل عدد كبير من الكتائب ينضم لها شبان مسلحون فقراء. وقال العقيد خالد الذي أنشأ كتيبة في بلدة خان شيخون، “إصرار بعض الكتائب الصغيرة على ألا تتحد أو تنضم للجماعات القائمة، ليس خيانة لكنه يقسم صفوف مقاتلي المعارضة. يجب أن ينضموا إلى الكتائب المنظمة بالفعل. سيقرب هذا النصر”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©