حكم الوعد

هل كل الوعود واجب الوفاء بها، أي إذا واعدت شخصا مثلا بأن توصله بسيارتك إلى أي مكان يريد أو إلى العمل دون أن تلزمه بشيء، هل هذا مستحب أم واجب، وإذا كنت وعدت شخصا وعداً وتريد أن تتحلل من هذا الوعد وأنت قادر على أن تفي به، ماذا تفعل؟ ? أجاب المركز الرسمي للإفتاء بالدولة، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. اعلم أن الوفاء بالوعد من شيم المؤمنين، ولكن لا مانع من طلب المسامحة من الموعود له، وإذا سامح فقد ارتفع الحرج عن الواعد لتنازل الموعود له. وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِذا وَعَدَ الرجلُ، ونوى أَن يَفِيَ به، فلم يَفِ، فلا جناح عليه»، إلا أن عدم الوفاء بالوعد مع القدرة عليه ليس من مكارم الأخلاق. ويجب الوفاء بالوعد إذا حصل توريط للموعود، كأن قال له اهدم دارك وسأعطيك من المال ما تعيد به بناء دارك، فإذا حصل وهدم الدار وجب على الواعد الوفاء بوعده، ففي الفروق للقرافي: (الَّذِي يَلْزَمُ مِنْ الْوَعْدِ قَوْلُهُ اهْدِمْ دَارَك، وَأَنَا أُسَلِّفُك مَا تَبْنِي بِهِ أَوْ اُخْرُجْ إلَى الْحَجِّ، وَأَنَا أُسَلِّفُك أَوْ اشْتَرِ سِلْعَةً أَوْ تَزَوَّجْ امْرَأَةً، وَأَنَا أُسَلِّفُك لِأَنَّك أَدْخَلْته بِوَعْدِك فِي ذَلِكَ أَمَّا مُجَرَّدُ الْوَعْدِ فَلَا يَلْزَمُ الْوَفَاءُ بِهِ بَلْ الْوَفَاءُ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ». الخلاصة: الوفاء بالوعد من شيم المؤمنين، وحكمه الندب إلا إذا أدخل الواعد الموعود في ورطة بسبب الوعد فيجب على الواعد الوفاء بوعده للموعود؛ كأن قال له حج وسأعطيك كذا، فيجب على الواعد حينئذ أن يفي بما وعد، والله أعلم.