عدد اليوم
قررت ألمانيا عدم إعادة طالبي اللجوء السوريين إلى الدول التي دخلوا منها لأراضي الاتحاد الأوروبي، مثل اليونان وإيطاليا، وعلقت عملياً تطبيق اتفاقات دبلن التي تنص على إعادتهم لعدم جواز تقديم طلب لجوء إلا للدول التي وصل إليها اللاجئ أولا، بحسب ما أعلن المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين على حسابه في موقع "تويتر".
ورحب الاتحاد الأوروبي بالقرار الألماني. وقالت ناتاشا بيرتو، الناطقة باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل: "نرحب بخطوة التضامن الأوروبية هذه. بالنسبة للمفوضية، هذا يشكل اعترافاً بأنه لا يمكن ترك الدول الأعضاء الواقعة على الحدود الخارجية تواجه لوحدها هذا العدد الكبير من طالبي اللجوء الساعين للوصول إلى أوروبا".
في الوقت نفسه، توقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم عبور نحو 3000 شخص يومياً إلى مقدونيا خلال الأشهر المقبلة، وفي مقدمتهم سوريون فارون من الحرب في بلادهم ومن الدول المجاورة لها.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ: "لا نرى نهاية لتدفق البشر خلال الأشهر المقبلة"، مشيرة إلى استمرار العنف في العراق وسوريا و"تفاقم أوضاع" اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان.
وقد دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، مجددا، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى توزيع عادل للاجئين على كل دول التكتل.
وخلال نقاش عقدته ميركل مع مواطنين من منطقة ماركسلوه في مدينة دويسبورج غربي ألمانيا، قالت ميركل اليوم: "لا يمكن لثلاث أو أربع دول من 28 دولة أن تتحمل العبء بالكامل".
وأضافت ميركل أنه لا ينبغي خداع الناس بأن بإمكانهم البقاء في ألمانيا على الرغم من أنهم لا يتعرضون لاضطهاد "لأننا في هذا الحالة لن يكون في مقدورنا مساعدة هؤلاء الذين يحتاجون المساعدة".
كانت ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قد أعربا، أمس الاثنين، عن تأييدهما لإيجاد تفاهم بين دول الاتحاد الأوروبي على قائمة تضم "الأوطان الآمنة" بدعوى أن هذا التصنيف من شأنه أن يسرع من وتيرة إعادة طالبي اللجوء القادمين من هذه الدول إلى أوطانهم لأنهم لا ينظر إليهم باعتبارهم مضطهدين سياسيا.
وأجرت ميركل، اليوم الثلاثاء، نقاشا مع عدة عشرات من الناس في حي ماركسلوه الذي يعاني أهله مشاكل أمنية وذلك في إطار الحوار الذي تجريه ميركل مع مواطنيها تحت شعار "العيش الجيد في ألمانيا".
وذكرت المفوضية الأوروبية أن ألمانيا تعد الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي حاليا التي لا ترحل اللاجئين السوريين بشكل منهجي إلى الدول الأولية التي وصلوا إليها في الاتحاد كإيطاليا واليونان.
