الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نقص الكفاءات.. أكبر تحديات صناعة النفط والغاز

نقص الكفاءات.. أكبر تحديات صناعة النفط والغاز
10 نوفمبر 2006 23:49
أجمع كبار مسؤولي الشركات العالمية وخبراء الصناعة المشاركين في مؤتمر ''أديبيك''، الذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي في أبوظبي، على أن نقص الكفاءات البشرية المؤهلة وتطوير تقنيات قادرة على زيادة معدلات الاستخلاص هي أكبر التحديات التي تواجه صناعة النفط خلال الفترة المقبلة· وأكدوا أن منطقة الخليج ستظل قلب صناعة النفط والغاز وأن الأسعار الحالية ورغم أنها مرتفعة فإنها تظل مقبولة بعد حساب التضخم· وقال مالكولم برينديد، المدير التنفيذي لعمليات الاستكشاف والإنتاج في شركة رويال داتش شل: ''هذه الصناعة تواجه تحديات كبيرة ومتغيرة· وتلبية الطلب المتزايد تستلزم زيادة معدلات الاستخلاص في حقول النفط وتطوير مكامن الاحتياطيات الصعبة وإيجاد طرق مجدية اقتصادياً لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري· وأضاف ''وهذا يعتمد على قدرتنا على الإبداع إضافة إلى تطبيق الآليات المطلوبة لتحقيق النتائج المرجوة بما في ذلك تحسين تقنيات الاستخلاص خاصة في الشرق الأوسط''· وأشاد برينديد بالتطور الذي شهدته إمارة أبوظبي في مجال النفط والغاز قائلاً: ''في كل مرة أزور فيها أبوظبي فإن تفاؤلي إزاء قدرتنا على الرد تتزايد· ولا يتعلق الأمر هنا بالمدى الذي استطاعت الإمارات ان تتغير فيه نحو الأفضل خلال العقود الأربعة الماضية بل ايضاً كيف استطاعت تحقيق ذلك بنجاح''· ومضى يقول: ''عندما بدأ انتاج النفط عام 1962 كانت هناك 20 مدرسة فقط في أبوظبي واليوم هناك مدرسة في كل مكان، وهذه الطفرة التعليمية تقدم مؤشراً للتقدم الذي تشهده الدولة· وهذا التطور لم يكن وليد الصدفة، بل جاء بناء على قرارات ورؤية حكيمة لإحداث هذا التغيير''· وبالنسبة لوضع الصناعة في منطقة الخليج والشرق الأوسط بصفة عامة، قال برينديد: ''الطلب على النفط سيتزايد بقوة خلال الخمسة والعشرين عاماً المقبلة، وهناك عوامل كثيرة للنجاح لكن العنصر الرئيسي أن يتم إحراز تقدم هنا في الشرق الأوسط''· وأشار إلى ضرورة زيادة الاستثمارات التي يتم ضخها في مشروعات طويلة الأجل ومعقدة وضخمة وهو ما يتطلب بدوره توفير طاقات بشرية جيدة· وبالنسبة لمشاريع الغاز قال برينديد: ''الطلب العالمي على واردات الغاز يزداد بسرعة مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال مشاريع خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال في الدول المنتجة بالشرق الأوسط· وتوقع أن يزداد استهلاك الغاز في المنطقة بحيث تلتهم المنطقة بحلول عام 2015 نفس الكميات التي تلتهما منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي اليوم· وتابع ''هناك بالفعل إدراك بين شركات المنطقة لتوسيع مبادراتها في مجال الغاز ونحن على دراية بأن أدنوك على سبيل المثال تستهدف تطوير احتياطيات غاز كبيرة هنا في أبوظبي''· وأشار برينديد الى أن التحدي الخاص بثاني أكسيد الكربون يمكن تحويله الى فرص وآفاق خاصة في منطقة الشرق الأوسط موضحاً ان بالإمكان تصور شبكة إقليمية لخطوط أنابيب ثاني أكسيد الكربون لخفض انبعاثات الغاز وتعظيم معدلات الاستخلاص· وبالنسبة لنقص الكفاءات البشرية قال برينديد: ''هذه النقطة ربما تكون أكبر تهديد يواجه صناعة النفط والغاز عالمياً لكنني لمست تقدماً ملحوظاً هنا في هذه المنطقة فيما يتعلق بالتدريب والتطوير وهو ما يتجلى في مشاركة خبرات شابة على درجة عالية من الكفاءة في مثل هذه التجمعات''· من جانبه يرى توني هايوارد الرئيس التنفيذي لإدارة الاستكشاف والانتاج في شركة ''بي بي'' أن كلمة ''الابتكارات'' هي مفتاح السر لتقدم صناعة الطاقة عالمياً· وقال: ''قصة صناعة الطاقة هي الوجه الثاني لقصة الابتكار المستمر لايجاد طرق لتلبية الطلب المتزايد· والحاجة لهذه الابتكارات وصلت اليوم إلى ذروتها بسبب الطلب القوي''· وأشار هايوارد الى أن نمو الطلب العالمي يرتفع بنسبة 3% تقريباً سنوياً ومن المحتمل ان يستمر بهذا المعدل خلال الفترة المقبلة·، والاستمرار بمعدلات الانتاج الحالية دون أية إضافات جديدة الى الاحتياطيات يجعل النفط الحالي قادراً على تلبية الطلب العالمي لمدة 40 عاماً بينما تكفي احتياطيات الغاز الحالية لتلبية الطلب بمعدلاته الحالية لفترة تصل الى 65 عاماً· ومع ذلك فهناك سلسلة هواجس وتحديات منها الانخفاض الحاد في الضغط بالحقول، وعلامات استفهام حول ضمان أمن الإمدادات من دول تعاني صراعات أو هجمات''· وشدد هايوارد على أن الدول المستهلكة ستريد في المستقبل القريب تحقق عدة أمور منها زيادة الثقة بشأن الامدادات وتطوير مصادر طاقة بديلة تكون أقل ضرراً بالبيئة مضيفاً ''والابتكارات تستطيع المساعدة على سد كل هذه الهواجس· وأستطيع القول: إن الابتكارات كانت محور التقدم الذي أحرزته ''بي بي'' خلال السنوات الخمس الأخيرة حيث ساعدت على رفع قاعدة احتياطياتنا بمقدار ثمانية مليارات برميل من النفط· ورغم هذا فكل حقل جديد يقدم تحديات أكثر من سابقه·· وهذه مسألة مهمة جداً بالنظر الى اننا ننوي حفر الفي بئر جديدة خلال الخمسة عشر عاما المقبلة· ورفض هايوارد فكرة نفاد النفط بسرعة قائلاً: ''التقنيات المستمرة ومصادر الطاقة البديلة ستخفض الضغط على النفط، وعلى سبيل المثال فإن انتاج الطاقة من الألواح الشمسية ارتفع بنسبة 30 % تقريباً خلال السنوات الخمس الماضية مع تحسن الاداء وتراجع النفقات· وفي شركتنا تحسنت انتاجية استخدام الطاقة الشمسية المستخدمة في توليد الكهرباء بنسبة 20% في حين تراجعت النفقات بنسبة تزيد على 20 % خلال الفترة نفسها·'' ويرى هايوارد أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق شركات النفط الدولية للتحول وبشكل سريع من النماذج القديمة التي كانت تعمل فيها وكأنها مقاول أجنبي لا يقيم علاقات مكثفة مع المجتمع المحلي الى نموذج جديد تقوم فيه بالارتباط بقوة بهذا المجتمع وهو المفهوم الذي يحمل الان اسم ''شركات الطاقة المحلية'' التي تحرص على زيادة عدد موظفيها من السكان المحليين وتكثيف التعاون مع الشركات المحلية· وقال دارك بوسمان مدير قطاع النفط والغاز في منطقة أوروبا والشرق الاوسط وأفريقيا في شركة دبي بونت الأميركية: إن التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة الطاقة هي قلة الكفاءات البشرية وارتفاع الأسعار وتراجع النفط في المخزونات· وقال: ''الطلب العالمي الكبير على الطاقة يجعل المضي قدماً وبسرعة في الابتكارات هو التحدي الرئيسي· وأنا هنا أشيد بما تفعله شركات مثل أدكو لاستخدام تقنيات جديدة لتحسين الاستخراج·'' وقال عصام ابراهيم عبدالحميد المدير الفني في شركة هاليبرتون الدولية: ''المشكلة الرئيسية من وجهة نظري هي نقص الكفاءات البشرية· فهناك نقص حاد في العمالة المتخصصة ذات الكفاءة الفنية العالية· وحتى معاهد التدريب قدرتها الاستيعابية وصلت الى أقصاها ولا تلبي الطلب العالمي في سوق العمل· والكليات والمعاهد المتخصصة في النفط والغاز تقدم لنا خريجين يحملون الحد الأدنى من المهندسين المؤهلين اكاديمياً، ويتعين على الشركات أن تقوم بعد ذلك بتأهيلهم وظيفياً· ولذا فإن كل الشركات لديها أقسام تدريب، ولكن تزايد نشاط الشركات والارتفاع المستمر في عدد المواقع يزيد الضغط على الطاقات البشرية·'' وفيما يتعلق بجهود خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة قال عبدالحميد: ''استراتيجية الشركات الكبرى تقوم حالياً على الحفاظ على البيئة وتحسين جودة الاستخدام لأن هذا سيؤدي بدوره الى خفض الهدر في الطاقة· والتكنولوجيا الحديثة تساعدنا الان على استخراج كميات ضخمة من النفط من مكامن كانت قبل عشر سنوات في عداد الموتى، وهذا يزيد الاحتياطيات، وسيطيل أمد عصر النفط، لكن النفط سينفد لا محالة في نهاية الأمر لأنه ليس مادة متجددة كالمياه مثلا·'' ورفض عبدالحميد التحدث عن مستوى الأسعار العادلة للنفط لكنه قال إن الأسعار الحالية تظل أقل من معدلاتها التاريخية بعد حساب أسعار التضخم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©