الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاشق السينما سعيد مرزوق يرحل عن 74 عاماً

عاشق السينما سعيد مرزوق يرحل عن 74 عاماً
14 سبتمبر 2014 20:35
ودعت الساحة الفنية المخرج سعيد مرزوق الذي توفي مساء السبت في مستشفى المعادي للقوات المسلحة عن عمر يناهز 74 عاماً بعد صراع طويل مع المرض استمر لسنوات طويلة، كان أبرزه إصابته بأكثر من جلطة ألزمته التحرك على كرسي متحرك. ويعد الراحل الذي ووري الثرى أمس، رغم قلة أعماله التي قدمها للسينما، وهي 14 فيلماً، واحداً من أفضل مخرجي السينما المصرية، خصوصاً وأن أعماله تميزت بالجرأة في موضوعاتها وبنائها الفني من الحوار إلى التصوير إلى المونتاج والموسيقى وغيرها. النشأة ورغم نشأته في أسرة فقيرة، وتحمله مسؤولية والدته وأخوته الأربعة وهو صغير عقب وفاة والده، إلا أن سكنه المجاور لاستديو مصر، وصداقته للمخرج الراحل حسام الدين مصطفى، كانا سبباً في عشقه للسينما، وزاد هذا العشق حين حضر المخرج العالمي سيسيل دي ميل ليصور فيلمه «الوصايا العشر» في صحراء الهرم، حيث شعر مرزوق أثناء حضوره التصوير بعظمة دور المخرج وأهميته بالنسبة للسينما. وجمعت سينما مرزوق المولود في 1940 بين سينما القضية والجماهيرية، وركز على هموم الشارع المصري ومشاكله من خلال شخصيات ونماذج حقيقية كان يقابلها في الشارع، وهو ما جعله يتميز عن باقي مخرجي السينما الذين تمر أفلام غالبيتهم مرور الكرام، خصوصاً وأنهم يعملون غالباً من دون هدف أو مشروع يسعون إلى تحقيقه. واللافت أنه لم يدرس السينما على أيدي أحد، ولكنه صقل موهبته بالقراءة عنها، ومن خلال عمله مساعداً لزميله وقتها إبراهيم الشقنقيري، ثم سرعان ما أخرج فيلمين قصيرين مدة كل منهما خمس دقائق، ثم أخرج أغنية «أنشودة السلام» ومدتها 10 دقائق، وأختيرت كأحسن عمل تلفزيوني عام 1965. تقدير وفي عام 1967 قدم فيلمه التسجيلي «أعداء الحرية» وشارك به في مهرجان «ليبزج» الألماني، وحصل على الجائزة الثانية في هذا المهرجان، وفي العام التالي قدم فيلم «طبول» ونال عنه جائزة الدولة في الإخراج والتصوير والمونتاج، وفي عام 1970 قدم فيلم «دموع السلام» الذي اختير كأفضل فيلم عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وفي عام 1971 قدم فيلمه الروائي الأول «زوجتي والكلب» لمحمود مرسي وسعاد حسني ونور الشريف، والذي يعد واحداً من أهم الأفلام العربية، حيث أبهر به الجميع وأصاب الدارسين لفن السينما بالذهول من طريقة إخراجه، واستخدامه كادرات رائعة، واستخدامه مفردات في التصوير والإضاءة والظلال والموسيقى والمونتاج وغيرها، وأحدث الفيلم انقلاباً كبيراً وقتها واعتبر نقطة تحول في السينما. وبعدما أخرج فيلم «الخوف» عام 1972، قدم رائعة جديدة عام 1975 من خلال فيلم «أريد حلاً» لفاتن حمامة ورشدي أباظة وعلي الشريف ومحمد السبع عن قصة للكاتبة حُسن شاه، وهو الفيلم الذي نجح على المستويين النقدي والجماهيري، واستمر عرضه أكثر من 20 أسبوعاً، ونبه المجتمع إلى أن هناك ثغرات في القوانين المصرية ضد المرأة، وتم بالفعل تغيير قانون المرأة بعد هذا الفيلم، وألغي بند بيت الطاعة المهين للمرأة. رقابة وفاجأ الجميع عام 1976 بواحد من أجرأ الأفلام وهو «المذنبون» لسهير رمزي وزبيدة ثروت وكمال الشناوي وصلاح ذوالفقار وعماد حمدي وحسين فهمي وعادل أدهم عن قصة لنجيب محفوظ، وأحدث الفيلم ضجة كبيرة، وتشكلت لجنة حذفت بعض المشاهد منه، ثم منعته من العرض، ودخل في صدام كبير مع الرقابة على المصنفات الفنية، لدرجة أن الرقباء أطلقوا عليه لقب «مخرج الشغب السياسي». ولم يستسلم طوال مشواره لرغبات المنتجين والموزعين، ولم تزل قدماه يوماً ما للانزلاق تحت قائمة شباك التذاكر، رغم تحقيق أفلامه لإيرادات عالية، وهو ما جعل غالبية المنتجين يحجمون عن التعامل معه خوفاً من الدخول في مشاكل سياسية ورقابية. وقدم بعد ذلك أفلاماً مهمة من بينها «المغتصبون» بطولة ليلى علوي، وكتبه عن قصة واقعية هزت المجتمع والرأي العام وقتها وعرفت باسم «فتاة المعادي» و»هدى ومعالي الوزير» عن قصة حقيقية لامرأة تعمل كسيدة أعمال، ونصبت على الناس، وقام أحد الوزراء بتهريبها للخارج، و»المرأة والساطور» عن مشاكل المرأة التي تضطر إلى قتل زوجها، إلى جانب «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» و»أيام الرعب» و»السلاحف» و»جنون الحياة» و»الدكتورة منال ترقص» و»قصاقيص العشاق» والذي قدمه عام 2003 من تأليف وحيد حامد وبطولة نبيلة عبيد وحسين فهمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©