الإمارات والبحرين.. تطابـق في الرؤى سياسياً واقتصادياً

دينا مصطفى (أبوظبي)

ترتبط الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها إلى عقود طويلة، عضد من نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين، وهي العلاقات التي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والصلات الحميمة والعلاقات الأخوية المتميزة، علاوة على ما يجمع البلدين من روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو في الإطارين العربي والإسلامي، حيث تكتسب هذه العلاقات أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.

أخبار ذات صلة

زينجا يكرر سيناريو «الشعب الهابط» بالرحيل من «الصقور»!

أبوظبي مقراً رئيسياً لـ"منصة ڤيكتور لتأجير الطائرات الخاصة"

نموذج للوحدة والترابط
تعد العلاقات الإماراتية البحرينية نموذجاً للوحدة الخليجية. فمملكة البحرين تعتز بالمواقف الإماراتية الأخوية الداعمة لأمنها واستقرارها، ومسيرتها التنموية والديمقراطية، في ظل القيادة الحكيمة للملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك استكمالاً لنهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأياديه البيضاء، وإخوانه حكام الإمارات، في نصرة الأشقاء، ونشر قيم التسامح والتكافل الإنساني، وتعزيز العمل العربي المشترك، والتضامن الإسلامي.
وهناك العديد من الوقفات الأخوية الشامخة للبلدين الشقيقين في ميادين العزة والكرامة، وتضحيات الجنود البواسل في الذود عن أمن وسلامة الشعوب الخليجية الشقيقة والأمة العربية والإسلامية ومكتسباتهم التنموية، من خلال مشاركتهما في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة. والعلاقات بين البحرين والإمارات كانت وستظل ذات خصوصية فريدة في بعدها التاريخي والجغرافي والحضاري، وما يجمعهما من روابط سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وأمنية وثيقة ومتنامية وقواسم عديدة مشتركة، مع الحرص على تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين، وتبادل المعلومات والخبرات الفنية والتقنية في مجالات الإعلام المرئي والمسموع.
تنسيق على أعلى مستوى
شهدت العلاقات السياسية بين الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الشقيقة، محطات بارزة بالتميز، أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات، والمضي بها قدماً، سواء على المستوى الثنائي، أو من خلال مسيرة مجلس التعاون، بما ينعكس على تحقيق مصالح البلدين الشقيقين، وقد ترسخت دعائم هذه العلاقة التي جمعت الإمارات وشقيقتها البحرين، عبر عقود من التاريخ.
وعلى الرغم من تعدد وتنوع مجالات العلاقات البحرينية - الإماراتية بشكل عام، إلا أن البعدين السياسي والاقتصادي يحظيان بمكانة مهمة، فعلى المستوى السياسي، تتطابق المواقف البحرينية والإماراتية إزاء المستجدات الخليجية والعربية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات. فكانت الدولتان معاً في الرباعي العربي للدول الداعية لمكافحة الإرهاب إلى جانب السعودية ومصر، حيث توحدت مواقفهما من الدول التي تمول الإرهاب وتزعزع أمن المنطقة وتشكل خطراً على آمن منطقة الخليج. هذا إلى جانب الزيارات الدبلوماسية بين قيادتي البلدين والتي تعد أحد أهم الإشارات على تميز العلاقة بينهما، وذلك في ظل تبادل الزيارات الودية والرسمية على أعلى المستويات بينهما، ومن أبرزها اللقاءات الدورية لقيادتي البلدين في إطار القمة الخليجية التي تعقد في مايو ونهاية كل عام، وما حققته من نتائج متميزة على صعيد دفع مسيرة التكامل الخليجي، إلى جانب الزيارات المتكررة لعاهل البحرين إلى الإمارات منذ توليه مقاليد الحكم، بما يعكس حرصه على التواصل مع القيادة السياسية الإماراتية، ودفع مسيرة العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

محطات اقتصادية بارزة
تتسم العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والبحرين، بالتعاون الوثيق في جميع القضايا الإقليمية والدولية، وهي علاقات تاريخية ووطيدة، وتقوم على أساس المساندة المشتركة في معظم القضايا، كما كان للجنة الإماراتية البحرينية المشتركة، دور كبير في فتح آفاق جديدة للتعاون لتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وبحث آفاق التعاون بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعسكرية والثقافية والسياحية والإعلامية والشؤون الاجتماعية والصحية والبيئية والطاقة والنقل والمواصلات.
وفي ظل هذه العلاقات، تم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، منها مذكرة تفاهم في مجال استكشاف واستخدام الفضاء للأغراض السلمية بين وكالة الإمارات للفضاء، والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بمملكة البحرين، بتاريخ 21 يناير 2016، ومذكرة تفاهم الأرشيف الوطني بين الأرشيف الوطني، وزارة شؤون الرئاسة بالدولة، ومركز عيسى الثقافي في مملكة البحرين بتاريخ 2 أبريل 2015. كما تم التوقيع على بروتوكول تعاون في البحوث والتراث بين مركز زايد للدراسات والبحوث، نادي تراث الإمارات، ومركز عيسى الثقافي بتاريخ 17 مارس 2015، ومذكرة تفاهم ثقافية وشبابية بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالدولة، ومركز عيسى الثقافي في 15 مارس 2015، ومذكرة تفاهم المؤهلات وضمان الجودة بين الهيئة الوطنية للمؤهلات بالدولة، والهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان الجودة في مملكة البحرين في 8 مارس 2015، وكذلك مذكرة تفاهم في المجال الزراعي والثروات المائية الحية بين حكومة مملكة البحرين وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة (2014-2015)، والبرنامج التنفيذي للتعاون العلمي والفني في المجال الزراعي والثروات المائية الحية، بين حكومتي البلدين (2014 - 2015) بتاريخ 25 مارس 2014. كما تم التوقيع على اتفاقية دراسة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة بين المجلس الأعلى للبيئة بمملكة البحرين، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» بالدولة في 9 فبراير 2014.
وتم تفعيل مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بالدولة، والمؤسسة العامة لرعاية الشباب والرياضة في مملكة البحرين، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الاجتماعية بين ممثلي البلدين أثناء انعقاد اللجنة المشتركة في دورتها السابعة، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال البرلماني بين ممثلي البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإعلام بين المجلس الوطني للإعلام بالدولة، وهيئة شؤون الإعلام بمملكة البحرين بتاريخ 18 ديسمبر 2013، ومذكرة تفاهم منحة قيمتها 2.5 مليار دولار بتاريخ 18 فبراير 2013، في إطار برنامج التنمية الخليجي بين مملكة البحرين وصندوق أبوظبي للتنمية، ويتضمن تخصيص 10 مليارات دولار لتمويل مشاريع التنمية في البحرين على مدى 10 سنوات. واتفاقية التعاون والتنسيق الأمني بين حكومة الدولة وحكومة مملكة البحرين بتاريخ 3 مايو 2011، كما تم التوقيع على أكثر من سبع مذكرات تفاهم قبل عام 2010 في مختلف المجالات.