الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مدن ألمانيا الشرقية «المنتعشة» تستقبل «الطيور المهاجرة» بعد 23 عام

مدن ألمانيا الشرقية «المنتعشة» تستقبل «الطيور المهاجرة» بعد 23 عام
18 أغسطس 2012
برلين (ا ف ب) - بعد نحو 23 عاماً على انهيار جدار برلين، بدأ ألمان الشرق الذين هاجروا إلى الغرب بحثاً عن حياة أفضل، يرجعون إلى مسقط رأسهم بدافع ولوج سوق أكثر انتعاشاً والعودة إلى جذورهم. وغادرت فيكتوريا سالومون مدينة هاليه الواقعة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة في بداية الألفية الثانية، بحثاً عن “تحديات مهنية”. وكانت هذه المدينة التي تقع على بعد 200 كيلومتر عن جنوب غرب برلين تسجل نسبة بطالة تتخطى العشرين في المئة. وكانت المنطقة المحيطة بها تعتبر من أكثر المناطق المنكوبة في اوروبا مع مصانعها الكيميائية الملوثة. وقد خسرت جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، التي كانت متعثرة اقتصادياً بعد سقوط جدار برلين في عام 1989، يدها العاملة، فغادر اكثر من 1,8 مليون شخص الديكتاتورية السابقة بحثا عن فرص العمل الوافرة في الغرب. وقصد الكثير من الشباب هامبورج أو ميونيخ لمتابعة دراستهم او الالتحاق بدورات تدريبية. فتابعت فيكتوريا سالومون دراستها في الغرب. ثم ذهبت إلى نيوزيلندا وسويسرا وروسيا واليابان. وتقول “في يوم من الأيام، نريد أن نبني منزلاً أو ننشئ شركة أو نؤسس عائلة.. ولطالما فكرت في موقع متجري، فخطرت داسلدورف وميونيخ على بالي بداية”، وهما مدينتان اقتصاديتان كبيرتان في الغرب. لكن اختيار الشابة، البالغة من العمر 28 عاماً، وقع في نهاية المطاف على مسقط رأسها. وكانت هاليه في ذلك الحين قد بدأت تستعيد عافيتها بعد صدمة توحيد الألمانيتين، وقد تراجعت نسبة البطالة فيها إلى 11%. ومثل فيكتوريا سالومون، قرر عشرات آلاف الألمان الغربيين العودة إلى مسقط رأسهم. وقد قام بهذه الخطوة 40 ألف ألماني خلال 2010 لا غير، بحسب دراسة أجراها معهد “لايبنتس” للجغرافيا. وباتت جمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة، بعد تحسن وضعها الاقتصادي، تستقطب الشباب والعائلات على حد سواء، حتى أن بعض مدنها تسجل نسبة بطالة أدنى بكثير من تلك المسجلة في مدن غربية مثقلة بالديون. وخلال 2011، سجلت ساكسونيا وتورنجن، وهما ولايتان في ألمانيا الشرقية، أدنى نسب بطالة. وشرح روبرت نادلر، وهو أحد القيمين على الدراسة التي أجراها معهد “لايبنتس”، “شكلت المسيرة المهنية والعائدات العناصر الأبرز التي دفعت الألمان إلى الانتقال إلى الغرب.. أما بالنسبة للعودة، فالعوامل الاجتماعية من قبيل أهمية العائلة والأصدقاء هي التي لعبت دوراً مهماً”. وتابع الباحث أن العائلات تكون بأغلبيتها شابة ولديها أطفال في الغرب، لكنها تواجه صعوبات في الاعتناء بالأولاد إذ أن دور الحضانة ليست كثيرة في ألمانيا الغربية. وأوضح أن العائلات “تعود إلى مسقط رأسها للعيش بالقرب من الأجداد الذين يتولون الاعتناء بالأطفال”. غير أنه ينبغي على هذه العائلات ان تقوم ببعض التضحيات من حيث مستوى المعيشة، إذ إن الأجور هي أكثر انخفاضاً في الجهة الثانية من الستار الحديدي. وقد أكد روبرت نادلر أن إيراداتهم تنخفض بنسبة 10% تقريباً. وقرر أرنيه ليتس “العودة إلى البلد” بعد أن أمضى عدة سنوات في الخارج. وهو قد شارك في إطلاق مبادرة “الجيل الثالث في الشرق”. ويقول هذا الشاب “نشكل الجيل الأخير الذي ولد في جمهورية ألمانيا الديمقراطية بين العامين 1975 و1985، وقد قصدنا الغرب بأغلبيتنا بعد إكمال دراساتنا.. ويقضي أحد أهدافنا بإقناع الجيل الرابع” الذي ولد بعد التوحيد بالبقاء في ألمانيا الشرقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©