الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«آسفي» المغربية تبرع في إنتاج إبداعات خزفية مستوحات من التراث

«آسفي» المغربية تبرع في إنتاج إبداعات خزفية مستوحات من التراث
22 يناير 2011 20:37
لا يمكن لزائر مدينة آسفي أو «أسفو»، كما سميت قديما، أن يفوت زيارة الحوانيت والمعارض والأسواق الخاصة ببيع التحف الخزفية التي برع في صناعتها عدد من الشباب والحرفيين والصناع الذين يعملون في صناعة الفخار وتزيينه بالطريقة المحلية، وهي الطريقة التي أصبحت مدرسة قائمة بذاتها، لها قواعدها وفنونها وخطوطها ورسوماتها التي تعكس الثقافة المغربية وعراقتها. خزف مدينة آسفي، المدينة البحرية التي تقع جنوب الدار البيضاء بحوالي 250 كيلومتراً، خزف نقي ويتميز بجودته العالية، ويتم استخراج مادته الخام من الطين ومعادن أخرى من أماكن قريبة. ويقول التهامي الوزاني، مؤلف كتاب «تل الفخارين» أحد الباحثين والمهتمين بالتأريخ لصناعة فن الخزف في مدينة آسفي «الخزفيون من الجيل السابق كانوا أكثر تشبثا بأصول فن الخزف، وأكثر حرصا على تقنياته التقليدية، فتركوا بصماتهم على هذه الصناعة العريقة، وبالتالي ظلت ابتكاراتهم تتسم بالأصالة، لم يعد أي أحد يصنع مثلها اليوم بحيث كان الخزفي الأسفي يعير أهمية قصوى لعملية التزيين التي تبرز جماليته من خلال انسجام الألوان واعتدالها ونصاعتها وسيطرة الأزهار وعناصر زخرفية مستوحاة من تعبيرات الفنون التقليدية والأشكال الهندسية». الأكاسيد والألوان ويضيف أن إبراز هذه المواصفات الفنية رهين بما يسمى «التزديج» الذي كان الحرفي يصنعه بنفسه، مستعملا في ذلك الأكاسيد التي تعطي ألوانا بعد خلطها مع أكسيد الرصاص الذي هو المادة الأساسية لتثبيت الألوان وإعطائها البريق المرغوب. فاكسيد الحديد مثلا يعطي اللون البني، واكسيد النحاس يعطي اللون الأخضر، واكسيد الكوبالت يعطي اللون الأزرق، وكل هذه الألوان تكون مزيجا يطلى به الفخار البسيط ليصبح خزفا جميلا براقا بعد مروره بالنار في الفرن». أنظمة متوارثة يقول الوزاني وضع الخزفي الأسفي لعملية زخرفة منتوجاته أنظمة قاعدية موروثة جيلا عن جيل نعرض فيما يلي لبعضها: أولا: نظام شعاعي وانطباعي، كالصحون والأطباق حيث تتمادى فيه عناصر التزيين بشكل تناظري انطلاقا من نقطة المركز، أي من وسط الصحن مثلا في شكل هندسي أو نجمة أو وردة، على خلاف ما يلاحظ من حرية التشكيل في الفن الخزفي المشرقي والأسيوي. ثانيا: نظام الطبقات المتناضدة، ونجده في أصناف مثل الأباريق والمزهريات والمصنوعات ذات الشكل القائم أو العمودي. وهناك أنظمة أخرى منها: نظام يتكون من خانات متشابهة في حجمها وصياغتها أو من قشور في شكل قشور السمك أو نُخروبات النحل، يرسم الصانع بداخلها علامات مشحونة بدلالات رمزية يبتدعها من وجدانه وأحاسيسه وتصوراته الفنية. ونظام يطبق بالنسبة لكل الأصناف تتولد فيه التزاويق العربية والأشكال الهندسية، والزهور والرسوم النبتية المتفرعة (التوريق) من تلقاء ذاتها بحيث لا يستطيع النظر أن يتوقف في مكان محدد. شهرة واسعة من «باب الشعبة» في اتجاه حي بياضة، يوجد «تل الفخارة» وهو مكان أثري توجد به أفران بدائية لصناعة الخزف، وقد حقق هذا التل شهرة واسعة، وعرجنا على حانوت وجدنا به «معلمين» يضعون اللمسات الأخيرة على تحف وأوان خزفية رائعة، قال حميدي، أحد الصناع في هذا التل «جابت صورنا الآفاق، وهناك صحف ومجلات عالمية زارتنا والتقطت لنا الصور، وما يسعدنا هو أننا نفرح حين تتحدث تلك المنابر عن خزف مدينتنا، وهذه الصناعة التي نعتز بها وهي إرث ثمين ورثناه عن أجدادنا ولا نريد له أن يندثر أمام غزو الأواني الفخارية الصينية». وأضاف حميدي «نسعد حين يزورنا السياح من المدن المغربية المجاورة، ويشترون منا الأواني والتحف الخزفية بأبخس الأثمان، لأن الربح نجده في الحفاظ على هذا الإرث من الاندثار». وتابع «الأواني الفخارية المعروضة في حوانيت «تل الخزف»، وفي سوق باب الشعبة تجلب آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم، تثيرهم براعة هذا الصانع المحلي الذي يجني القليل من المال من حرفته، لكن يجد نظرة إكبار وإعجاب من طرف الزائر، سواء أكان هذا الزائر من المغرب أو خارجه، فهمنا تلك الفرحة التي نجدها على وجوه من يشترون تلك الفخاريات الجميلة التي تنطق بالأصالة المغربية».
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©