الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جنوب السودان يتهم الشمال بمهاجمة قاعدة للجيش

جنوب السودان يتهم الشمال بمهاجمة قاعدة للجيش
24 نوفمبر 2010 23:40
اتهم جنوب السودان القوات المسلحة السودانية بشن غارة جوية على قاعدة لـ”الجيش الشعبي لتحرير السودان” في الجنوب أمس في محاولة لتعطيل الاستفتاء على استقلال الجنوب المقرر أجراؤه في التاسع من يناير . وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب أجوير “هاجمت طائرات الهليكوبتر التابعة للقوات المسلحة السودانية موقعنا وأسفر ذلك عن إصابة أربعة جنود واثنين من المدنيين”. وأضاف “القوات المسلحة السودانية تحاول جر السودان إلى الحرب من جديد وتعطيل الاستفتاء أو منعه”.ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من قياد القوات المسلحة السودانية في الخرطوم. من جانب آخر حذرت مجموعة الأبحاث “انترناشونال كرايسز قروب” كلا من حكومة الخرطوم وجنوب السودان من “المراهنة” على اتفاق سياسي في اللحظة الأخيرة قبل الاستفتاء على مصير الجنوب المقرر في يناير المقبل ذلك لأن فشل المفاوضات يمكن أن يغرق المنطقة في الفوضى من جديد. وسيكون على سكان جنوب السودان الاختيار في استفتاء ينظم في التاسع من يناير المقبل بين البقاء في سودان موحد أو الانفصال. ويختلف حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ،المتمردة الجنوبية السابقة بزعامة سيلفا كير، على قضايا رئيسية مثل ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ووضع منطقة ابيي المتنازع عليها ومجموعة من ملفات ما بعد الاستفتاء مثل تقاسم الثروة النفطية.ويمكن أن يسهل اتفاق على هذه القضايا اعتراف الشمال بفوز مرجح لخيار الانفصال. وترغب الخرطوم خصوصا في الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة مثل سحب السودان من قائمة الدول الإرهابية وتطبيع العلاقات مع واشنطن. وكتبت “انترناشونال كرايسز قروب “نظرا لسياسة المجازفة التي اتسمت بها طويلا العلاقات السياسية بين الشمال والجنوب من الممكن أن يعمد الجانبان إلى الصبر أملا في الحصول على أقصى مكاسب في آخر لحظة. وهذا الرهان الخطير يمكن أن يغرق السودان والمنطقة في حالة عدم استقرار”. واعتبر المعهد ان حكومة الخرطوم لا ينبغي أن تمارس “سياسة الاستنزاف” أي محاولة الحصول على أكبر مكاسب ممكنة في المفاوضات لأن الاتفاقات التي لا يتم التوقيع عليها “بحسن نية” لا يمكن أن تحترم على المدى البعيد. إلا أن معهد الأبحاث هذا اعترف بأنه من المستحيل تسوية الخلافات بين الشمال والجنوب قبل إجراء الاستفتاء في يناير. وإذا اختار الجنوب الانفصال فان هذا الاستقلال لن يصبح نافذا قبل يوليو المقبل وهو موعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي نص عليها اتفاق السلام الذي أنهى في 2005 حربا أهلية دامت اكثر من عقدين. لكن على الجانبين الاتفاق على أسس علاقاتهما المستقبلية. وقال زاخ فرتان معد الدراسة “كلما تقدمنا نحو نوع من اتفاق يخرج منه الطرفان رابحين كلما كان ذلك أفضل. لكن هذا لا يعني القول إنه يمكن تسوية جميع الملفات (قبل الاستفتاء) والجانبان يعلمان أن ذلك مستحيل”. وكان الاتحاد الافريقي اعلن الأسبوع الماضي اتفاقا مبدئيا بين الشمال والجنوب إلا أن الجانبين لم يوقعا هذا النص رسميا بعد. ولاتزال مشاكل لوجستية تهدد بتأجيل موعد الاستفتاء لكن بدء عملية تسجيل الناخبين في القوائم الانتخابية الأسبوع الماضي بدأت تبعد هذا الاحتمال. وقال المعهد إن “فكرة التأجيل تزداد ابتعادا لكنها مازالت قائمة”. الى ذلك قال زعيم قبائل الدينكا نقوك في منطقة أبيي المنتجة للنفط والمتنازع عليها في السودان إنهم سينظمون استفتاء خاصا بهم لتحديد ما إذا كانوا سينضمون إلى الجنوب أو الشمال ما لم يتسن التوصل إلى اتفاق بحلول الشهر القادم لتحديد مصيرهم. ومن المقرر أن تجري أبيي تصويتا بالإضافة إلى استفتاء التاسع من يناير على استقلال جنوب السودان الذي يعتقد الغالبية ان نتيجته ستكون الانفصال. لكن الشمال والجنوب وصلا إلى طريق مسدود بشأن من الذي يعد استفتاء أبيي ومن الذي يصوت فيه. وتخيم الشكوك الآن على إمكانية تنظيم استفتاء أبيي. ويقول الجنوب إن قبيلة الدينكا نقوك والسكان الآخرين يمكن أن يصوتوا في الاستفتاء لكن الشمال يصر على ضرورة أن يصوت أيضا بدو قبيلة المسيرية العربية الذين يتوجهون جنوبا إلى أبيي لبضعة أشهر سنويا لرعي الماشية. وقال كول دينق كول الزعيم البارز لقبيلة الدينكا نقوك لـ(رويترز) في مقابلة أجريت عبر الهاتف من أبيي “نحن في انتظار حل شؤوننا. وإذا لم تحل نريد أن نجري الاستفتاء الخاص بنا بأنفسنا وبطريقة قانونية.. سنفعل ذلك”. وأضاف بعد أن عقدت قبيلته مؤتمرا في جنوب السودان “بعد نهاية هذا الشهر نتوقع المضي قدما إذا لم يحدث شيء”. وأصبحت أبيي مركز النزاع الذي يهدد عملية السلام بين الشمال والجنوب التي بدأت باتفاق سلام عام 2005 . ويخشى كثيرون من أن يشعل هذا النزاع الحرب من جديد. وفشلت محادثات على مستوى عال بوساطة من الولايات المتحدة في التوصل إلى حل وسط ويبدو موعد التاسع من يناير لاستفتاء أبيي غير مرجح. وقال كول إن رجال قبيلته منفتحون فقط على اجراء محادثات مباشرة مع المسيرية إذا كانوا مستعدين للاعتراف بحكم المحكمة واتفاق سلام 2005 الذي يحدد أبيي على أنها مناطق الدينكا نقوك التسع ويسمح بإجراء الاستفتاء. وقال إن قبيلة المسيرية لن تكون موضع ترحيب في الجنوب إلى أن تفعل ذلك. وقال كول “المسيرية .. لهم حقوق الرعي (الواردة في الاتفاق) وهي نفس الحقوق التي لنا حيث انه يتعين علينا التصويت في الاستفتاء الخاص بنا”. وأضاف “إنهم يرفضون حقوقنا .. قرار لاهاي .. كيف يمكننا أن نعطي لهم حقوقهم وهم لا يعطوننا حقوقنا؟”. وقال عن هجرة المسيرية جنوبا التي تبدأ عادة في يناير “لن يسعدنا ان نرحب بهم”. وتقول الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الحاكم في الجنوب إن حزب المؤتمر الوطني يطالب “بفدية” نظير استفتاء أبيي من واشنطن تشمل تنازلات مثل رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في عام 1997 . وقال كول “نشعر بقلق بالغ لان حزب المؤتمر الوطني يستخدم القوة وليس المنطق انهم يسيئون استخدام قوتهم فحسب”. المهدي: للجنوبيين مظالم لكن الانفصال ليس الحل الخرطوم (الاتحاد) - حذر الزعيم السياسي السوداني المخضرم ، رئيس حزب الأمة، رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، من تداعيات انفصال الجنوب مؤكدا أن الانفصال “سيخلق سابقة تقتدي بها القبائل الأخرى في افريقيا إضافة إلى أنه لن يحل مشاكل التعددية في المنطقة”. وقال المهدي ، الذي يتزعم أيضا طائفة “الأنصار” الدينية في حديث مع القناة الفضائية “روسيا اليوم” إن لدى أبناء جنوب السودان قضية ومظالم، إلا أنها لا تبلغ ما كان في جنوب إفريقيا أو الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن تلك الشعوب استطاعت عن طريق الكفاح السياسي بقيادة مارتن لوثر كنج ومانديلا من تحقيق المساواة مع أبناء شعبهم.. وكذلك الحال في الجنوب حيث استطاعت الحركات السياسية هناك من تحقيق الكثير من الخطوات باتجاه الاعتراف بها وبحقوقها وبوجود مظالم يجب معالجتها مثل التوزيع العادل للثروات والسلطة وغيرها”. وأضاف المهدي أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم “وبسياساته التي اتبعها في مناطق الجنوب خلق توترا، أدى إلى توجه غالبية أبناء الجنوب نحو خيار الانفصال” ، مؤكدا على أن الانفصال ليس هو الحل. ورأى أن الجنوبيين “سيكتشفون بعد الانفصال أن قضايا الظلم وعدم التوازن في التنمية وغيرها ستتحول إلى مشاكل داخل الجنوب نفسه، خصوصا أن الوثائق تؤكد أن ضحايا الحرب الجنوبية - الجنوبية كانوا أكثر من ضحايا الحرب الجنوبية - الشمالية”. وأكد المهدي أن الانفصال لن يعالج المشاكل التي يعاني منها الجنوب، مضيفا أن فكرة الانفصال كوسيلة لحل مشاكل التعدد فكرة خاطئة، وستكون منبع خطر على الجنوب والشمال وعلى الدول الإفريقية المجاورة، وذلك لأن أغلب الدول الأفريقية المجاورة مكونة من تجمعات قبلية كبيرة، والتي ستعتبر بدورها الانفصال دافعا لتحويل قضية الخلاف القبلي والثقافي في بلدانها الى قضية انفصالية.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©