الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مأجورون» إلكترونيون!!

22 يناير 2011 20:35
«محبو»، «عشاق»، «معجبون»، «أصدقاء»، «جروب»، «منتدى»، «موقع رسمي»، كل هذه، وغيرها.. مسميات تسبق مواقع أهل الفن - ممثلون ومطربون- في الوطن العربي، والتي انتشرت على مواقع الشبكة العنكبوتية، فأصبح لكل مطرب أو مطربة أكثر من موقع، يضم أحدث الأغاني والكليبات، والصور في ظاهرة ليست بالغريبة على هذه الشبكة التي تحولت إلى مواقع للثرثرة ونشر آخر أخبار أهل الطرب، والتي تم دعمها مادياً من جانب فنانين لتلعب لمصلحتهم. هذه المواقع لا تترك شاردة أو واردة، عن هذا الفنان الذي سافر الى تركيا أو غيرها لتصوير كليب، وأنه أثناء توجهه الى المطار، «استقل سيارته الـ «....»، وارتدى ملابس من ماركة «....» وسافر بطائرة من نوع «....» البريطانية أو الأميركية.. أو .....»، وهذه الفنانة قامت بتصوير كليبها في أعلى قمم الهيمالايا، ثم حرصت على تصوير جزء من الكليب أسفل شلالات نياجرا، وكانت ترتدي فستاناً جاء لها خصيصاً من أرقى محال الأزياء في باريس أو إيطاليا.. وهكذا.. وكأن هذه المواقع التي تحمل أسماء على شاكلة «عشاق ومحبي وجروب» قد تحولت إلى قاعدة صواريخ دعائية، فلا تترك مناسبة إلا وتحدثت عنها، حتى أنها تطارد أهل الطرب وهم يؤدون فرائض الحج أو أداء العمرة، ليفرضوا علينا مطربين أصابونا بالغثيان على شاشات الفضائيات، بعد عرض كليباتهم الخالية من الطرب، والأدب أيضاً...! والطريف أن هذه المواقع قد تحولت الى هيئة دفاع عن هذا المطرب أو تلك المطربة، فأي فضائية أو جريدة تهاجم هذا أو تلك، نفاجأ بـ «الجروب» أو المنتدى الخاص بالفنان أو الفنانة قد تحول الى سيف تم وضعه على رقاب الفضائية أو الجريدة التي «وقعت في شر أعمالها» وهاجمت «فلاناً» أو «علاناً». والغريب أن هذا الهجوم اللاذع يصدر عن مجموعة «مرتزقة» يعانون من البطالة والفراغ والهوس العقلي، حتى أصبح دورهم في الحياة لا يزيد على «سب» أي إعلامي تسول له نفسه ويهاجم معشوقهم أو محبوبتهم، سواء كان هذا النقد بناءً أو مغرضاً. هؤلاء المرتزقة يحصلون على بعض الأموال من إدارات ومديري أعمال أهل الطرب، لذلك لا يترددون لحظة في القتال على الفيسبوك أو «تويتر» أو المنتديات الخاصة بهم، من أجل نصرة من يحبون، حتى ولو كانوا على خطأ، كما أنهم يعملون أحياناً بـ «الريموت كنترول» ويتم توجيههم نحو فضح فنانة لحساب أخرى، وتشويه صورة مطرب لحساب آخر، وهكذا، و»كله بثمنه»!! للأسف.. ما زلنا في وطننا العربي نفتقد لغة الحوار القائم على الاحترام ولا نعرف معنى الاختلاف في وجهات النظر، ونتعامل مع من يخالف رأينا بعدائية وتهور، بل ونسفه ونحقر من الآخر، وأصبحنا نجيد لغة التحريض والتشويه، عن طريق البعض، مثل هؤلاء المأجورين الإلكترونيين، الذين تم تجنيدهم بأسماء مستعارة، ليعملوا بالأجرة من خلف الستار لمصلحة فنان «فاشل» أو مطربة «رخيصة»..!! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©