الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. «الإخوان»: تجارب خليجية

غدا في وجهات نظر.. «الإخوان»: تجارب خليجية
26 أغسطس 2013 19:55
«الإخوان»: تجارب خليجية يقول شملان يوسف العيسى: لا يمكن تقييم تجربة «الإخوان» في الخليج دون معرفة واضحة لطبيعة تعامل كل دولة خليجية مع «الإخوان» تاريخياً. التجربة القطرية مع «الإخوان» فريدة من نوعها، فرغم حقيقة أن الوجود «الإخواني» في قطر، قد بدأ في الخمسينيات بعد حملة عبد الناصر عليهم في مصر وهروبهم للخليج، حيث استقرت قيادات «الإخوان» المعروفة في قطر ومنهم القرضاوي، فقد وثق قادة «الإخوان» علاقتهم مع الأسرة الحاكمة في قطر، وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى حل تنظيم «الإخوان» في قطر عام 1999. وأصبح «الإخوان» تياراً داخل المجتمع القطري. علاقة «الإخوان» بقطر علاقة متميزة تاريخياً ولا تزال .. فهي الدولة الخليجية الوحيدة التي لا تزال تدافع عنهم عبر محطّة «الجزيرة»، وقد اتخذت قطر موقفاً معارضاً لاقتحام ميدان رابعة العدوية وما حصل بعدها من مطاردات واعتقالات. راعي البقر الأميركي والبيارق «الإخوانية» أكد حميد المنصوري أن الشرق الأوسط منطقة انشغال جيواستراتيجي أساسي للولايات المتحدة، ولم يكن بروز البيارق الإسلامية في الدول العربية حدثاً غريباً على السياسة الأميركية التي تسعى للحفاظ على مصالحها، كما يسعى راعي البقر الأميركي للحفاظ على قطعان الماشية. فقد سجلت مؤسسة «راند» الأميركية الرائدة في البحوث الاستراتيجية في بداية قرننا هذا أبحاثاً ودراسات، بأن هناك دولاً عربية جمهورية ستنهار أنظمتها كحدٍ أقصى عام 2025، ونقلت تلك الأبحاث رؤى مستقبلية كيف ستتصرف وتتعامل الولايات المتحدة مع سقوط تلك الأنظمة. كما أن هناك دراسات قدمت للمؤسسة الأميركية بشقيها التنفيذي والتشريعي تحفز على خلق علاقات مع «الإخوان» لأن التغيرات السياسية الثورية والديمقراطية ربما تفضي بهم إلى السلطة، وهنا ليس بغريب بأن تكون واشنطن قد خلقت تصورات وسيناريوهات لمرحلة قد تجلب البيارق «الإخوانية» على كراسي بعض الأنظمة العربية. تركيا والرهانات الخاطئة يرى سالم سالمين النعيمي أن نجاح التمييز بين الحكومة والدولة سيكون محورياً لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وذلك كتصوير جهاز مثل الاستخبارات الوطنية (MIT) بأنه امتداد للدولة وليس للحكومة الحالية، وأهمية ذلك في أعين الناخبين بجانب النجاحات الاقتصادية بطبيعة الحال وملف التعامل الذكي مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة وقضايا التنوع العرقي وجذور التعددية الثقافية. وإنْ كانت تركيا ببراعة نجحت في دمج أفراد الأقليات في الأعمال التجارية لاستيعابهم ضمن النسيج الوطني، لكنها في ورطة أمام منعطف أزمة الهوية الجديدة للجمهورية التركية، وهو موضوع شائك. والسؤال الآن: إلى متى سينجح حزب «العدالة والتنمية» في الاختباء خلف جدار العزل الاقتصادي والحياة المدنية وعدم إظهار أجندته الحقيقية، وإنْ كانت البوادر واضحة للعيان وجنوحهم الإقصائي نحو دعم أبناء وأحزاب التنظيم الدولي للإخوان المسلمين حول العالم والتنسيق الدائم للوصول لحلم إعادة دولة الخلافة الإسلامية، مقابل ظهور انشقاق داخلي بين إسلاميي تركيا في التعامل مع الملف المصري. ويصر الغرب واللاعبون المؤثرون في الاقتصاد والسياسة الدولية لضمان مصالحهم الإقليمية في الشرق الأوسط ودول الجوار أن تلعب تركيا دور البلد المنسق في النظام العالمي الجديد، وتعزز دورها كمحطة لنقل الطاقة، فضلاً عن الموارد الزراعية والمائية. شعوب منقسمة في معركة وجود لدى عبدالوهاب بدرخان قناعة بأنه من خطاب سياسي وشعبي يعيد الاعتبار إلى قبول الآخر، ينهي عنه الإقصاء والاستئصال، ويبدي أقصى الصرامة في أعمال العدالة... إلى خطاب يحتقر الآخر، يطالب حتى بإبادته (سياسياً)، ولا يقلقه سفك دمه. هكذا هي النفوس والعقول في المجتمعات التي تخلصت من نظام حكم لتبني نظاماً آخر جديداً. كانت الأنظمة السابقة توصلت إلى دول فاشلة أو في صدد الفشل - لكنها تدبرت أمورها بتنازلات أقل أو أكثر لتفادي الانهيارات أو تأجيلها، سواء في الاستقرار والأمن أو في نيل القروض الدولية ولو لتأمين صمود هش للعملة الوطنية أو لامتصاص صدمات في تسيير الشؤون العامة. مستقبل القضية الفلسطينية استنتج د. أحمد يوسف أحمد أنه لا تكشف تطورات القضية الفلسطينية عن مستقبل واعد في العقود الأخيرة، فمنذ التوصل لاتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 1993 دخلت القضية الفلسطينية في طور جديد، فالطرف الفلسطيني في الاتفاقية كان هو الفصيل المقاوم الرئيس وقد أصبح الآن طرفاً في عملية سياسية وتحولت قواته من قوات مقاومة إلى ما يشبه الشرطة، ولم يبق في الساحة الفلسطينية من قوة مقاومة سوى «حماس». غير أن «حماس» بدورها فقدت صفتها المقاومة بقرارها دخول الانتخابات التشريعية في عام 2006 وفوزها في تلك الانتخابات الأمر الذي أعطاها الحق في تشكيل حكومة السلطة الفلسطينية التي تنص اتفاقية أوسلو على تكوينها. ومنذ ذلك الوقت تحولت «حماس» من حركة تحرير إلى حركة تتبع أسلوب الكر والفر إلى ما يشبه الدولة المعنية بإنشاء مؤسساتها ومقراتها الأمر الذي جعلها هدفاً سهلاً للغارات الإسرائيلية. وهكذا فقدت الساحة الفلسطينية قوى المقاومة جميعاً علماً بأن مقاومة العدو هي الوسيلة الوحيدة لتصحيح ميزان القوى لصالح السلطة الفلسطينية، وبدون هذا التصحيح لن تكون هناك تسوية متوازنة أو حتى شبه متوازنة. سياسة صواريخ «كروز»! يرى "إليوت إيه. كوهين" أنه في عام 1994، وبعد أن أشرفتُ على الدراسة الرسمية التي أجرتها القوات الجوية الأميركية لحرب الخليج، خلصتُ إلى أن «القوة الجوية تمثل شكلاً» مغرياً على نحو غير عادي من القوة العسكرية، وذلك لأنها تمنح، على ما يبدو، شعوراً بالرضا، ولكن بدون التزام». والواقع أن هذه الملاحظة ما زالت صحيحة إلى اليوم، حيث تفسر تحمسَ إدارة أوباما لحملة الاغتيالات الواسعة ضد الإرهابيين التابعين لـ«القاعدة» بواسطة طائرات بدون طيار، بشكل خاص. كما أنها تنطبق أيضاً على هجوم محتمل قد تقوده الولايات المتحدة ضد النظام السوري رداً على استعمال هذا الأخير لأسلحة كيماوية ضد المدنيين. والحال أن أوباما وضع نفسه في ورطة حيث لم يعد بإمكانه أن يتجاهل «الخط الأحمر» الذي تحدث عنه. وإذا كان رئيس هيئة الأركان المشتركة قد عبَّر علناً عن تشككه بشأن أي استعمال للقوة في سوريا، فإن حجم ووحشية انتهاك النظام السوري لواحد من المحاذير الكبيرة يبدو أنهما سيُرغمان أوباما -الفخور جداً بسجله كرئيس أنهى حرباً على ما يفترض- على إطلاق الطائرات الحربية مرة أخرى في الشرق الأوسط. ويبدو أن الميل هنا هو إلى السير على خطى إدارة كلينتون -إطلاق وابل عديم الجدوى من صواريخ كروز، تعقبه تهنئة الذات ومحاولة تغيير الموضوع. ولكن ذلك لن يجدي نفعاً هنا لأن نظام أقلية يقاتل من أجل بقائه، على غرار نظام الأسد، يستطيع تحمل بضع عشرات من الضربات الصاروخية. ولكن ربما يكون الأهم في الأمر هو أنه لا أحد سيُخدع -لا الأصدقاء ولا الأعداء ولا المحايدون- وذلك لأنه بالنظر إلى موقف الولايات المتحدة الضعيف حالياً في المنطقة وخارجها، فإننا سنبدو أكثر ضعفاً إذا اخترنا التحرك على نحو غير فعال. بل يمكن القول إن موجة من القصف ستمثل مساراً أكثر ضعفاً وتهوراً مقارنة مع رفض للتحرك من جانب أميركا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©