السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروبات رمضانية ترفض «التقاعد» وتحجز مكانها على مائدة العيد

مشروبات رمضانية ترفض «التقاعد» وتحجز مكانها على مائدة العيد
18 أغسطس 2012
(أبوظبي) - يستمر الطلب خلال أيام العيد على بعض المشروبات التي زينت المائدة الرمضانية، لتتحول بعد ذلك إلى نوع من الفلكلور الذي يتذكره الناس في المناسبات التراثية ومعارض الحرف والمنتجات الغذائية التي تصنع باليد ومنها الجلاب وقمر الدين والتمر الهندي وعرق السوس، التي تعوم على سطحها حبيبات الثلج والمكسرات لترطيب الجسم، بالإضافة إلى تعدد فوائدها الغذائية. وأشار مالك رمانة مسؤول قسم المأكولات والمشروبات في أحد فنادق شركة أبوظبي للاستثمار والتطوير السياحي إلى غياب الطلب على المشروبات الغذائية لأن الإنسان خلال رمضان والعيد يفضل تذوق العصائر الطبيعية التي تصنع من المشمش والخروب والتمر، موضحاً أن هناك العديد من الفوائد الصحية التي تتميز بها هذه المشروبات ولاسيما أنها تحضر طازجة ولا تتضمن أي مواد حافظة. ويورد مالك رمانة أن شراب الجلاب الذي يغلب عليه مذاق البخور، يصنع من دبس التمر ويقدم مع الثلج ليطفئ حرارة المعدة وظمأها، وهو غني بالفوسفور، ومفيد لبناء خلايا المخ وعلاج الحموضة، وملين طبيعي ومادة واقية من التسمم. وبين أن شراب قمر الدين ظهر في عصر الدولة الأموية وكان معروفاً في الشام ما قبل الفتح الإسلامي، ولتسمية هذا المشروب تحليلات طريفة، إذ يعتقد البعض أن اسمه مشتق من رؤية هلال رمضان، والبعض الآخر من جماليات الدين، فيما يعتقد آخرون أن لونه الناري أشبه بقرص الشمس وهو يغرق في البحر ساعة الغروب. ويقول مالك رمانة إن قمر الدين يحتوي على فيتامينات «أ» و«ب» و«ج»، وبعض المواد الدهنية والنشوية والمعدنية ومنها الفوسفور والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد، ويساعد بذلك على تقوية الأعصاب وفتح الشهية وإزالة الأرق وزيادة مناعة الجسم، وهو مفيد في محاربة البكتيريا. وقال إن عرق السوس، سيد المشروبات التراثية إذ تتناقله مشاهد الحواري العتيقة والروايات التاريخية، وهو يصنع من مواد طبيعية لنباتات معمرة تنتشر في سوريا ومصر، وتعتبر غابات إفريقيا الاستوائية موطنه الأصلي، ويوصف لعلاج حالات البرد والزكام وأمراض الكبد والأمعاء والروماتيزم، وكذلك في حالات السعال وإذابة البلغم، وهو من المشروبات النافعة لعلاج أمراض الصدر والسعال والربو. ويخلص من آلام الكبد والطحال وحرقان البول والبواسير. وللتمر الهندي قصة طويلة، إذ إنه دخل مع الفتوحات الإسلامية، من مصر والهند إلى جزر الكاريبي وأوروبا، وكان منقوعه يستعمل للعلاج من أمراض المعدة لما يحتويه من فيتامين «ب» والفوسفور والمغنيسيوم والحديد والمنجنيز والكالسيوم والصوديوم والكلور. ويشير مالك رمانة إلى أن تحضيره يتطلب فركه جيداً باليد بعد نقعه لساعات في الماء ومن ثم غليه، وهو يفيد في علاج الحميات والتقيؤ والعطس، ويعمل على قبض المعدة المسترخية. ومن فوائده أنه ملين ومرطب ومزيل للحموضة الزائدة، وكذلك الأمر بالنسبة للكركديه، الذي يساعد على الهضم وهو منظف ومسهل مفيد لأمراض الصدر وضعف المعدة والتهاب المفاصل والنقرس. وأشار وليد أحمد السيد مسؤول الأطعمة الباردة والمشروبات في أحد مطاعم الخمس نجوم إلى استمرار التعلق بهذه المشروبات المنعشة عقب رمضان، موضحاً أن بعضها نشأ في الأحياء الشعبية، ومنها انتشر إلى أفخم الموائد. ويذكر أن تحضير هذه المشروبات الطبيعية يتطلب أن يتم تجهيزها بدقة وتقديمها طازجة، خلال رمضان وأيام العيد ليتلاشى ظهورها بعد ذلك، ويقتصر على بعض المناسبات، أو بناء على رغبة الفرد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©