الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الذكاء العاطفي» يقوم على فَهم الفرد لنفسه ومحيطه

«الذكاء العاطفي» يقوم على فَهم الفرد لنفسه ومحيطه
22 يناير 2011 20:34
يقول الدكتور ياسر العيتي في كتابه “ما فوق الذكاء العاطفي حلاوة الإيمان”، إن الذكاء العاطفي يتكون من أربع مكونات أساسية هي: فهم الذات، والتعامل الإيجابي مع الذات، وفهم الآخرين، والتعامل الإيجابي مع الآخرين. مهارات عاطفية يقول العيتي في كتابه: إن الإسلام قناعة فكرية محلها العقل، أما الإيمان فهو حلاوة قلبية محلها القلب، فالإسلام يخرج صاحبه من دائرة الكفر ولكن الإيمان هو الذي يحلق به في آفاق السعادة، والطمأنينة والإيجابية، وقد جاء في الحديث الشريف “لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو مؤمن” مسند أحمد. ويضيف من هذا المنطلق فإن الذكاء العاطفي يمكن الإنسان من التعامل الإيجابي مع ذاته ومع الآخرين حيث يحقق لنفسه ولمن حوله أكبر قدر من سعادة الدنيا والآخرة، وإذا كانت مكونات الذكاء العاطفي هي المهارات التي ذكرها الكاتب فإن الإنسان يشعر بحلاوة الإيمان عندما يتحلى بهذه المهارات ويربطها بربه ودينه وآخرته. ويضيف أن أول وأهم مكون من مكونات الذكاء العاطفي هو إدراك الذات، أي أن يعرف الإنسان من هو وما غايته في هذا الوجود؟ وما مبادئه وقيمه؟ وإذا كان الذكاء العاطفي هو أن تعيش ولك هدف وغاية معينة، فإن المؤمن يعيش لله في كل حركة من حركاته وفي كل سكنة من سكناته، وبهذا وصف هشام بن عبد الملك ابن عمه عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي فقال: ما أحسب عمر خطا خطوة قط إلا وله فيها نية. لذلك استطاع عمر بن عبدالعزيز أن يصلح دولة بأكملها في مدة حكمه القصيرة التي لم تتجاوز العامين. ويؤكد الكاتب “عندما تصبح حياة المسلم لله تعالى فإنه سيشعر بلذة الحب فالحب ليس شعورا فقط إنما هو شعور يغذيه فعل الحب”. التحكم بالمشاعر يقول الكاتب إن من أكثر المواضيع التي شغلت أذهان الغربيين الباحثين في علوم النفس والتنمية الذاتية هو موضوع التحكم بالمشاعر السلبية، وكيف يتجاوز المحن والأزمات التي يمر بها وكيف يتخلص من الشعور بالقلق والخوف والغضب وغيره من المشاعر السلبية؟ ويضيف “لم أجد دينا كالإسلام يداوي القلوب ويمدها بأسباب الراحة والطمأنينة”. ويعتمد الذكاء العاطفي على العلاقة بين الذكاء والعاطفة، أو بين التفكير والمشاعر، فالأفكار السلبية تؤدي إلى المشاعر السلبية، والأفكار الإيجابية تؤدي إلى المشاعر الإيجابية، ويستطيع الإنسان أن يتعلم أساليب التفكير الإيجابي وأن يستبدل بشكل واع التفكير الإيجابي بالتفكير السلبي، ومن ثم يستبدل المشاعر الإيجابية بالمشاعر السلبية، ومهما حاول غير المؤمن أن ينظر إلى الأمور بإيجابية فهو لا يستطيع أن يرى العالم من الزاوية التي ينظر منها المؤمن؛ فالمؤمن يوقن أن الله هو خالق هذا الكون وأن كل ما يجري فيه من أحداث إنما يجري بتقدير من الله. وتعاليم الدين الإسلامي تعطي الإحساس بالراحة والاطمئنان يبعثه الشعور بعدل الله المطلق الذي لا يترك ظالما ولا معتد. القيادة الناجحة “إنسانية” أظهرت دراسة، أجريت حول مديرين ناجحين في التسعينيات، أن القيادة القائمة على التعاطف مع الموظفين هي أكثر نجاحا وديمومة من القيادة القائمة على القهر والتسلط، وقالت الدراسة “عندما تقود الآخرين من خلال تقديرك لمشاعرهم واحترامك لإنسانيتهم فإنهم يدينون لك بالولاء ويعطونك أفضل ما عندهم فالإنسان عندما يحترم ويحمي كرامة الآخرين وإنسانيتهم إنما يحترم ويحمي كرامته وإنسانيته”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©