كانت الدقيقة 83 من عمر مباراة الوصل مع الوحدة في الجولة السادسة على موعد مع أجمل هدف لم يسجل حتى الآن في دوري الإمارات لأن خالد درويش لاعب وسط نادي الوصل فعل كل شيء تقريبا في كرة القدم ،هرب من الرقابة وتسلل داخل منطقة الجزاء واستلم الكرة وراوغ الدفاع وأنفرد بالمرمى وسدد بقوة وقبل أن تتغير لوحة النتائج وتحتفل جماهير الوصل بالهدف إذا بالكرة تمر فوق العارضة ·
وإذا كانت كرة القدم لا تعترف إلا بالأهداف ،وذاكرة الجماهير لا تحتفظ إلا بالكرة التي تسكن الشباك ،إلا أن هدف خالد درويش الذي لم يدخل المرمى لن يسقط بسهولة من ذاكرة جماهير الإمارات كلها وليس الوصل ·
في الشوط الأول كانت التحركات تبدو صعبة للغاية وسط دفاع الوحدة بسبب الرقابة والضغط على مصادر خطورة الوصل وفي مقدمتهم خالد درويش واوليفيرا واندرسون، ولكن في الشوط الثاني تغيرت الصورة تماما مع تراجع دفاع الوحدة بسبب الضغط وضعف اللياقة ونجح زوماريو مدرب الوصل في خلق الكثير من الثغرات في عمق دفاع الوحدة عن طريق فتح الأطراف وشاهدنا طارق حسن يمر من وراء فهد مسعود في الجانب الأيمن ، واوليفيرا يمر كثيرا من ياسر عبد الله في الجانب الأيسر ،ومع اتساع جبهة الهجوم الوصلاوي ظهرت الخطورة وأنقذ عبد الباسط محمد حارس المرمى أكثر من فرصة حقيقة للتسجيل حتى جاءت الدقيقة 83 يمر أوليفيرا كالعادة من ياسر عبد الله ثم طلال عبد الله ويدخل منطقة الجزاء ويمرر كرة رائعة للخلف إلى خالد درويش المندفع من الخلف بكل حرية وبدون رقابة ليبدأ رسم لوحة كروية كما وصفها علي حميد شيخ المعلقين ،وأصبح المرمى مكشوفا أمامه تماما ليتقدم بالكرة ثلاثة خطوات وفي الوقت الذي أستعد فيه للتسديد أندفع تجاه عبدالله سالم ليبرو الوحدة وياسر عبدالله لإغلاق الزاوية إلا انه خدعهما معا بلعبة واحده وغير
رأيه واتجاهه ليصبح وجها لوجه مع
الحارس عبد الباسط وتهيأ لتسجيل هدف تاريخي إلا أنه خبرة وبراعة عبدالله سالم تدخلت في اللحظة الأخيرة لتغير اتجاه الكرة لتمر فوق العارضة بدلا من الدخول إلى المرمى
وتتلخص أخطاء دفاع الوحدة في التعامل مع تلك الكرة في عدة نقاط :
1- ضعف الرقابة على الأطراف خاصة الطرف الأيمن الذي تحرك فيه اوليفيرا بكل حرية ·
2- ضعف التنظيم الدفاعي لوجود 4 مدافعين مع 4 مهاجمين لحظة الهجمة
3-اندفاع طلال عبد الله لتغطية ياسر عبدالله بطريقة حماسية فسقط على الأرض وترك ثغرة في عمق الدفاع
4- عدم وجود رقابة من وسط الملعب سواء من عبدالرحيم جمعة أو توفيق عبدالرزاق على خالد درويش فتقدم بكل حرية ليشكل عبئا إضافيا على الدفاع
5- بطء ارتداد الوحدة للدفاع وعدم تحرك الدفاع تجاه الكرة في اللحظة التي تقدم فيها اوليفيرا وأخرج ياسر عبدالله وطلال عبدالله من اللعبة ·
خطورة الوصل
وفي المقابل ركز الوصل على عدة نقاط لفتح الثغرات منها :
1- توسيع جبهة الهجوم
2-تبادل المراكز والتحرك عرضيا بدون كرة داخل منطقة الجزاء
3- اللعب بثلاثة مهاجمين ساهم في خلخلة الدفاع فأنشغل عبد الله سالم بمراقبة العنزي وعمر علي بمراقبة اند رسون وكل من طلال عبد الله وياسر عبد الله بمراقبة اوليفيرا
4- تقدم خالد درويش بذكاء من الوسط أربك الدفاع
ولكن لماذا لم تدخل الكرة داخل الشباك ؟
أولا بطء خالد درويش في التسديد في المرة الأولى التي تسلم فيها الكرة وفي المرة الثانية التي رواغ فيها حيث كان يبحث عن تأكيد الهدف والتسديد بالقدم اليسرى مما منح الفرصة لعبد الله سالم في التدخل وتغير الاتجاه ·
عدد اليوم
