الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتصالات دولية مكثفة لبحث خيارات عسكرية ضد دمشق

اتصالات دولية مكثفة لبحث خيارات عسكرية ضد دمشق
26 أغسطس 2013 11:07
أكدت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، أمس، أن قوات النظام السوري استخدمت أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية بريف دمشق الأربعاء الماضي، في ظل حركة اتصالات دولية ضاغطة حول خيارات الرد على هذا الهجوم، من بينها الخيار العسكري. في حين حذرت موسكو من «خطأ مأساوي» يتمثل بعملية عسكرية محتملة في سوريا، داعية إلى العقلانية. واتفق الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مكالمة هاتفية على أن النظام السوري استخدم على الأرجح أسلحة كيميائية ضد شعبه، وبحثا في خيارات عسكرية ضد دمشق. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي، وأعلن أنه «على اتصال وثيق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما للرد بشكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق». وأبلغ أولاند أوباما أن «كل المعلومات تتقاطع للتأكيد أن نظام دمشق قام بشن» هجمات كيميائية. وفي السياق نفسه، وبعد أن اعتبر أن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي بات أمراً مؤكداً وكذلك مسؤوليته، أضاف «عندما يتم التحقق فعلياً من الوقائع بشكل ملموس وأكيد، سيكون هناك بالضرورة رد قوي». وشهدت الساعات الماضية حركة دبلوماسية ناشطة تناولت كيفية التعامل مع المسألة. وقال مسؤول أميركي لوكالة «فرانس برس»، طالباً عدم كشف اسمه، إنه استناداً إلى التقارير الواردة بشأن أعداد الضحايا والعوارض التي ظهرت عليهم، واستناداً إلى المعلومات الاستخبارية الأميركية والأجنبية، «بات من شبه المؤكد في هذه المرحلة أنه تم استخدام أسلحة كيميائية من جانب النظام السوري ضد مدنيين في هذه الحادثة». وقالت الرئاسة الأميركية إن أوباما «تلقى أيضاً عرضاً مفصلاً من فريقه الأمني كان طلب إعداده، لمجموعة من الخيارات المحتملة للرد من قبل واشنطن والمجتمع الدولي على استخدام الأسلحة الكيميائية». بالمقابل، حذرت موسكو واشنطن من تكرار أخطاء الماضي، وقالت إن أي عمل عسكري منفرد في سوريا سيقوض جهود السلام، وسيترك «أثراً مروعاً» على الوضع الأمني في المنطقة. كما حذرت طهران واشنطن من «تداعيات شديدة» إذا تجاوزت «الخط الأحمر». وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان فجر أمس، إن أوباما وكاميرون «عبرا عن قلقهما العميق من تزايد المؤشرات على أن النظام السوري شن هجوماً كبيراً بأسلحة كيميائية ضد شعبه». وأضافا أن «امتناع الرئيس الأسد عن التعاون مع الأمم المتحدة يشير إلى أن النظام لديه ما يخفيه»، مؤكدين أن «استخداماً كبيراً للأسلحة الكيميائية يستحق رداً جاداً من المجتمع الدولي». من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن الأدلة على هجوم بالأسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق قد تكون دمرت بالفعل قبل زيارة مفتشي الأمم المتحدة للموقع. وقال هيج «يجب أن نكون واقعيين الآن بشأن ما يمكن لفريق الأمم المتحدة تحقيقه». وأضاف مشيراً إلى تقارير لناشطي المعارضة، أن الجيش قصف المنطقة في الأيام القليلة الماضية «الحقيقة أن كثيراً من الأدلة ربما يكون دمره ذلك القصف المدفعي. وقد تكون أدلة أخرى تلاشت على مدى الأيام القليلة الماضية، وأدلة أخرى ربما يكون تم التلاعب بها». من جهته، أعلن البيت الأبيض في بيان أن أوباما وكاميرون «سيواصلان التشاور من كثب» في شأن الهجوم الكيميائي. كما بحثا في «الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي على استخدام الأسلحة الكيميائية». وأضاف البيان أن «أجهزة الاستخبارات الأميركية وبالتنسيق مع شركائها الدوليين، ومع الأخذ في الاعتبار شهادات عشرات الشهود الذين عاينوا ما جرى وسجلوا عوارض أولئك الذين توفوا، فإنها تواصل جمع الوقائع للتأكد مما جرى». ولتعزيز الضغط على سوريا، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري تحادث بشكل استثنائي الخميس مع نظيره السوري وليد المعلم في قضية الهجوم الكيميائي المفترض. وقال المسؤول إن كيري أبلغ المعلم بأنه «لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم، لكان عليه أن يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل إلى موقع» الهجوم الكيميائي المفترض. وأضاف أن الوزير الأميركي قال لنظيره السوري، إنه عوضاً عن هذا، فإن نظام الرئيس بشار الأسد «واصل هجومه على المنطقة المعنية من أجل منع الوصول إليها وتدمير الأدلة». وبحسب المسؤول نفسه، فإن كيري «أكد للمعلم أنه تلقى كامل الضمانات من قادة الجيش السوري الحر لناحية تأمينهم سلامة محققي الأمم المتحدة في المنطقة المعنية». ودعا مشرعون أميركيون كبار إلى قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري محدود رداً على الهجوم الكيماوي. وقال اليوت انجيل الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن على الولايات المتحدة في هذا الموقف شن هجمات بصواريخ كروز. بينما قال بوب كروكر الجمهوري البارز بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لقناة «فوكس نيوز» الإخبارية إنه يعتقد أن على أوباما أن «يرد بطريقة جراحية». وقال «أتمنى بمجرد أن نعود إلى واشنطن أن يطلب الرئيس التصريح من الكونجرس بالقيام بعمل بطريقة جراحية جداً ومتناسبة جداً». وأصدر جمهوريان آخران في مجلس الشيوخ هما جون مكين ولينزي جراهام بياناً دعيا فيه إلى ضربات «مواجهة»، مثل ضربات بصواريخ كروز على سبيل المثال لإضعاف القدرات الجوية السورية، والمساعدة في إقامة «مناطق آمنة» على الأرض. وأعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل أن الجيش الأميركي مستعد للقيام بتحرك ضد النظام السوري في حال تلقى الأمر بذلك. وقال هاجل للصحفيين في العاصمة الماليزية كوالالمبور إن «الرئيس أوباما طلب من وزارة الدفاع إعداد خيارات لكل الحالات. وهذا ما فعلناه». وأضاف «مرة جديدة نحن مستعدون لأي خيار إذا قرر استخدام أي من هذه الخيارات». وصرح أولاند بأن هناك «مجموعة من الأدلة» تشير إلى أن الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس في ريف دمشق كان «ذا طبيعة كيميائية» وأن «كل شيء يقود إلى الاعتقاد» بأن النظام السوري «مسؤول» عنه. وطالب أولاند خلال محادثات بهذا الصدد أجراها مع رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة من «الوصول دون إبطاء ولا قيود إلى المواقع المعنية» بهذا الهجوم. وتطرق أولاند أيضاً إلى الموضوع نفسه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقد نددا بالاستخدام المرعب للأسلحة الكيميائية وقررا «مواصلة الاتصال الوثيق والعمل مع جميع الأوروبيين». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الهجوم بالسلاح الكيميائي قرب دمشق هو أمر «مؤكد» وكذلك «مسؤولية» النظام السوري عن هذا الهجوم. ونبهت روسيا الدول الغربية إلى وجوب عدم ارتكاب «خطأ مأساوي» في سوريا، محذرة من تكرار «مغامرة» العراق في هذا البلد، وذلك بعد تصاعد الدعوات إلى تدخل عسكري ضد نظام دمشق. وقال المتحدث باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان «ندعو بقوة من يتحدثون عن إمكان شن عملية عسكرية في سوريا عبر محاولتهم مسبقاً فرض نتائج التحقيق على خبراء الأمم المتحدة، إلى التحلي بالعقلانية وعدم ارتكاب خطأ مأساوي». وفي بيان منفصل، أظهر المتحدث حزماً أكبر، محذراً من تكرار «أخطاء الماضي». وقال «كل ذلك لا يمكن إلا أن يذكرنا بما حدث قبل عشرة أعوام، حين قامت الولايات المتحدة، متجاوزة الأمم المتحدة، بمغامرة يعلم الجميع بنتائجها اليوم بذريعة معلومات كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق». وأضاف «على شركائنا الأميركيين والأوروبيين أن يدركوا تماماً التداعيات الكارثية لهذه السياسة على المنطقة والعالم العربي، وفي شكل أعم العالم الإسلامي». واتهم المتحدث الروسي الدول الغربية بتجاهل «سلسلة من الوقائع تظهر أن هذا العمل كان استفزازاً من جانب المعارضة المتطرفة». كذلك، اتهم لوكاشيفيتش باريس ولندن بعرقلة إرسال بعثة إلى سوريا للتحقيق حول اتهام دمشق لمقاتلي المعارضة السورية باستخدام سلاح كيميائي في 19 مارس الفائت قرب حلب. كما حذر مساعد قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري من «تداعيات شديدة» إذا تجاوزت واشنطن «الخط الأحمر» في سوريا. وقال جزائري في رد على عملية عسكرية أميركية محتملة في سوريا «إذا تجاوزت الولايات المتحدة ذلك الخط الأحمر، فسيكون لذلك تداعيات شديدة على البيت الأبيض». وأضاف جزائري أن «الحرب الإرهابية الحالية في سوريا دبرت في الولايات المتحدة والدول الرجعية بالمنطقة ضد جبهة المقاومة (في وجه إسرائيل)، ورغم ذلك حققت الحكومة والشعب السوري نجاحات كبيرة». وتابع أن «الذين يصبون الزيت على النار لن يفلتوا من انتقام الشعوب».
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©