الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عبقري ألماني يكرِّس حياته للأضواء!

9 نوفمبر 2006 22:32
إعداد- عدنان عضيمة: يوصف الألماني إينجو مورير الذي يبلغ 74 عاماً من عمره بالعبقري الذي فكّر فيما لم يفكّر فيه أحد قبله، فقد لاحظ أن فنون إضاءة البيوت والمطاعم وردهات الفنادق والمحال التجارية الراقية لم يطرأ عليها تطور هندسي يذكر منذ أن تم اختراع الكهرباء: ويمكن القول باختصار: إن مورير اكتشف إمكاناته الإبداعية الراقية في هذا التخصص النادر وراح يعبث بالمصابيح ذات الأشكال المتنوعة في ردهات أحد الفنادق الراقية القريبة من (الكلية الملكية للفنون) في لندن حتى حوّلها إلى تحفة فنية رائعة يمكنها أن تستلب اهتمام الذوّاقين وذوي الحسّ المرهف لجماليات الأشياء وأن تفوز بإعجابهم، وذاعت شهرة مورير بين أصحاب الاختصاص والمهتمين بهندسة الديكور إلى أن اهتدى إليه إيب فراندليش محرر الشؤون الفنية والتشكيلية في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' فكتب عنه تقريراً كاملاً وصفه من خلاله بأنه أول عبقري على الإطلاق في فنون الإضاءة؛ إذ تمكن من التحليق بهذا الفن إلى آفاق جديدة· ولهذا الفنّ تطبيقاته المهمة في فنون هندسة الديكور حيث يمكن لأي ابتكار جديد أن يساوي ذهباً، وما لبثت بعض أهم الشركات الإنجليزية العاملة في مقاولات الديكور مثل (لايتينج ستوديو) أن طرحت نماذج مصوّرة من أعماله التصميمية فلاقت إقبالاً كبيراً من أصحاب المنشآت السياحية الكبرى؛ وراحت الطلبيات تنهال عليها للاستفادة من خدمات هذا الرجل المبدع· ويقول بيتر يوني الذي يتكفل بإنهاء طلبيات زبائن مورير: (لا شك أن عقل مورير محشوٌّ بما هو أكثر من مجرّد حبّ العمل بالأضواء؛ ويمكن القول: إنه نذر نفسه للاستغراق والتعمّق في فن توزيع المصابيح وتوجيه الأشعة الملوّنة، لقد ابتدع مورير ما يمكننا أن نسميه تكنولوجيا الإضاءة الحديثة؛ وهو لا يتوقف يوماً عن العمل في تطوير المخططات والتشكيلات التي توصّل إليها)· وإذا كان يبدو للوهلة الأولى أن هذا الفنّ لا يتضمن أية تطبيقات تكنولوجية، فهذا غير صحيح؛ فلقد ابتدع مورير (نظام الإضاءة الخطية ذات الفولطية الضعيفة)، ونظام إشعال وإطفاء وإضعاف وتقوية شدة إضاءة خطوط المصابيح بطريقة لمس أي جزء من أجزاء النظام، وأطلق على هذه التقنية المبتكرة اسم (تاتش ترونيك)، كما يعزى الفضل لمورير في إقحام تكنولوجيا استظهار الأضواء والصور بتطبيق تقنية الصمامات الثنائية المصدرة للضوء LED وهي تقنية قديمة يجري تطويرها الآن في مراكز بحوث استظهار الصور على شاشات الكمبيوتر والتلفزيون· وكان مورير قد بدأ مسيرته الإبداعية هذه منذ عام 1966 عندما أعاد تصميم المصابيح الكهربائية بأسلوب جديد واستخدم أحدها في إضاءة سطح طاولة مصنوعة من معدن الكروم ما أسبغ عليها ألواناً رومانسية رائعة، وكان يبيع المصباح الواحد بنحو 800 دولار، وقبل بضع سنوات قام بتصميم طاولة مصنوعة من الزجاج واستخدم في إضاءة وجوهها المختلفة إشعاعات ذات ألوان متعددة، معتمداً في ذلك على تقنية الصمامات الثنائية المصدرة للضوء وكان يبيع كلاً منها بمبلغ 20 ألف دولار، وطوّر بعد ذلك نظاماً رائعاً جديداً للإضاءة أطلق عليه اسم (ألف ليلة وليلة) وراح يبيع المجموعة الواحدة منه بمبلغ 100 ألف دولار· ولقد كانت أعمال مورير محل تقدير كبير من كل المبدعين في فنون الإضاءة الذين اطلعوا على أعماله، ومنهم فنان يدعى سيمون أندرسون من شركة (توينتي توينتي ون) حيث قال فيه: (إن أعماله تنطوي ضمن إبداعات الفنون الراقية أو تصميم الأزياء)· وسرعان ما تحوّلت أعمال مورير، الذي يعيش في مدينة ميونيخ الألمانية، إلى فنون يتم تدريسها في الكليات المتخصصة بالتشكيل في العديد من المعاهد الألمانية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©