الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التغلغل الصيني في إفريقيا ·· نعمة أم نقمة؟

9 نوفمبر 2006 22:32
بكين-رويترز: كانت أعمال الشغب التي قام بها عاملون في منجم نحاس مملوك للصين في زامبيا رمزا للجوانب السيئة التي ينطوي عليها تعميق العلاقات بين الصين وافريقيا· ويبدو ان الصين كانت تسعى للحصول على الموارد الطبيعية للقارة لدعم اقتصادها المزدهر وقدمت المنح والقروض لتسهيل عمل شركاتها في القارة متجاهلة معايير حقوق الانسان وشكل الإدارة· ولكن استضافة الصين مؤخرا 48 قائدا افريقيا في قمة تهدف لتعميق العلاقات التجارية والسياسية يظهر للعيان محاسن ومثالب مثل هذه العلاقات· وهو الاستثمار الذي يغذي اعلى معدلات نمو في اجزاء في افريقيا منذ عقود وعلى الجانب الاخر صداقتها مع دول مثل زيمبابوي والسودان· ويقول منتقدون ان الصين تجاهلت الفساد وانتهاكات حقوق الانسان وقوضت جهودا دولية لعزل انظمة مارقة· غير ان محللين يقولون ان الاستثمارات الصينية تمنح الاقتصاديات الافريقية التي يتجاهلها المستثمرون الغربيون كثيرا دعما هي في امس الحاجة إليه· وقال تشو تيان شو استاذ اقتصاد التنمية في جامعة الجنوب الغربي للتمويل والاقتصاد في تشنجدو ''على عكس بعض الدول الاخرى تعمل الصين على مساعدة افريقيا على اصلاح البنية الأساسية التي دمرتها الحرب مثل الطرق والجسور· وفي انجولا التي دمرتها ثلاثة عقود من الحرب الاهلية انتقدت الصين عقب رفض لواندا قرضا من صندوق النقد الدولي مفضلة برنامجا للقروض والائتمان من بكين مقابل اتفاقيات نفطية ويقدر حكم البرنامج بما يزيد عن ثلاثة مليارات دولار ويتضمن قيودا أقل كثيرا من التي يفرضها الصندوق· واتاح البرنامج لانجولا تفادي مراقبة صندوق النقد الهادفة للحد من الفساد غير انه اشيد بموقف الصين الذي عالج احتياجات إعادة البناء في دولة لا يقترب منها سوى القليل من المستثمرين الاخرين· قال بول هار رئيس غرفة التجارة الاميركية الانجولية في مناسبة لمعهد اميركان انتربرايس في واشنطن ''انهم الوحيدون في الافق الذين يرغبون في الاستثمار هناك·'' وجنت الصين ثمار ذلك اذ ان انجولا تقدمت هذا العام على السعودية لتصبح اكبر مورد للنفط الخام إلى الصين· كما ان هناك دلائل على استجابة الصين لمخاوف محلية·وتعهدت الصين طواعية بفرض قيود على صادرات الملابس إلى جنوب افريقيا وسط مخاوف من ان تضر سلعها بالصناعة المحلية· وفي مواجهة انتقادات بان مشروعاتها تعتمد على عاملين صينيين فقط بدأت توظف المزيد من مواطني البلاد· ثم وقعت أعمال شغب في منجم في زامبيا· وقال كريس الدن من كلية لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية ''كانت زامبيا جرس انذار مهم·'' وقال ''حين يناقش القادة الافارقة هذه القضايا مع الصينيين ويؤكدون عليها اعتقد ان الصين بصفة عامة ستستجيب إلى حد بعيد·'' وفي حديث مع وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) اعترف عضو مجلس الدولة تانج جيا شوان بهذه المخاوف· وقال ''تدرك الصين مخاوف بعض الدول الافريقية بشان العجز التجاري والمنسوجات وتتخذ اجراءات وتعمل مع الدول المعنية لحلها·'' كما اكد ايضا على سوق التصدير المتنامي الذي يفتحه الازدهار الاقتصادي في الصين امام الدول الافريقية· وتقول جماعات حقوق الانسان إن انشطة الصين تمنع بصفة عامة تطوير حكم رشيد في افريقيا· وذكرت صوفي ريتشاردسون نائب مدير منظمة مراقبة حقوق الانسان في آسيا في بيان ''لا يحتاج الافارقة قوة خارجية اخرى تمكن الانظمة التي تسيء لشعوبها· بل يحتاجون لتركيز جميع القوى بما في ذلك الصين على حقوق الانسان كمحور لسياساتهم·'' ويخصون بالذكر علاقة الصين مع السودان التي استوردت منها 14 مليون برميل من النفط هذا العام وتبيع لها سلاحا يقول نشطاء انه يؤجج الصراع في دارفور· ولكن محللين اشاروا إلى ان الصين حرمت من صفقات نفط مشروعة في اماكن اخرى واشاروا للمعارضة السياسية التي اجبرت شركة صينية عملاقة مملوكة للدولة على سحب عرضها لشراء يونوكال الاميركية للنفطغير ان اخرين يقولون ان الانشطة الصينية في الصين لا تغذي النمو في افريقيا بل تهددها بقروض يمكن ان تقوض اجراءات اسقاط الديون والاستثمارات التي اتخذت في الاونة الاخيرة مما يسهم في تدمير البيئة وسوء ظروف العمل· والصين نموذج ملهم بالنسبة للقادة الافارقة بعد ان نجحت في 30 عاما في ان تتحول من دولة فقيرة معزولة إلى رابع أكبر اقتصاد في العالم· وقال علي حسام الحفني سفير مصر لدى الصين ''الفكرة انه يوجد قاسم مشترك بيننا والصين لا يتوافر لشركاء اخرين مثل الولايات المتحدة واليابان·وهي حقيقة اننا ننتمي لنفس مجموعة الدول أي الدول النامية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©