عدد اليوم
بدرية الكسار (أبوظبي)
كانت الإمارات المحطة الخامسة والعشرين في رحلة السائحين البلجيكيين الزوجين «كونتين وماندين» لإسعاد الأطفال اللاجئين، بعد أن قررا المشي، سيراً على الأقدام إلى الدول التي تؤوي هؤلاء الأطفال وإضفاء السعادة والبهجة على قلوبهم الغضة، بما يتقنانه من ألعاب وعروض ترفيهية بحكم عملهما كمهرجين بالسيرك البلجيكي.
ووفقاً للزوج كونتين، فإن الفكرة طفت لذهنه، وزوجته، بعد أن أرقتهما مشاهد معاناة أطفال سوريا براً وبحراً، بحثاً عن ملاذ آمن، محددين 27 دولة قررا زيارة الأطفال اللاجئين المقيمين بملاجئها والتعايش معهم ونشر الفرح والبهجة بينهم لأيام ولو قليلة، لكنهما في الإمارات فوجئا بوضع مختلف تماماً عما شاهداه في كثير من البلدان التي زاراها، فلا ملاجئ، ولا أطفال لاجئين ولا معاناة أو مشاعر لأسى أو دموع، وإنما طيبة وكرم وسعادة وعطاء وتطوع وأمن وأمان وإيجابية في كل شيء. مثلت الإمارات للزوجين السائحين مشهداً مختلفاً ونقطة مغايرة لالتقاط الأنفاس. وإزاء ما شاهداه بأعينهما في الإمارات من عيش كريم ورفاه ومجتمع متنوع الجنسيات يعيش من دون تفرقة أو تمييز، قررا الاستمتاع بهذا المكان الفريد، فزارا كثيراً من إمارات الدولة، بدآها من رأس الخيمة وجبل جيس، مروراً بالشارقة ودبي، ومن ثم العاصمة أبوظبي، حيث كان موعدهما مع الهلال الأحمر الإماراتي، وكان في استقبالهما كل من فرج المحيربي وخلفان الرميثي، اللذين قدما لهما كل دعم مادي ومعنوي لاستكمال رحلتهما الإنسانية المقررة إلي الهند والصين ومن ثم العودة لموطنهما بلجيكا.
يقول كونتين: لقد قوبلنا بترحاب كبير من شعب الإمارات ومختلف الجنسيات التي التقيناها، جميع من التقيناهم كانوا بشوشين وكرماء معنا، وعايشنا كرم الضيافة بعد أن عرض علينا المواطن عبد الله المالكي الإقامة في استراحته الخاصة في الباهية من دون مقابل. فيما اكتفت زوجته ماندين بالقول: الإمارات بلد لا تنسى وحتما سنأتيها زائرين وإن بعد حين.
