الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة: لا شفقة مع “الخونة”

17 أغسطس 2012
رنكوس (سوريا) (أ ف ب) - وسط مجموعة من المعارضين المسلحين، يدفع شاب بضربات بعقب بندقية على ظهره، إلى داخل منزل في رنكوس بريف دمشق، ويأمر أسعد قائد الكتيبة المحلية باقتياده فوراً إلى الحمام. وقد اتهم أحمد (23 عاماً) بأنه خائن تسلل إلى صفوف المعارضين المسلحين الذين يحاولون منذ عام ونصف العام إطاحة النظام السوري. وقيدت يدا الشاب إلى ظهره وأجبر على الجثو على ركبتيه. وبدأت معاناته، وبدأت لكمات أسعد الملقب “بأسد رنكوس” تنهال على وجهه. ولم يعكر صفو الصمت الذي ساد المنزل سوى بكائه. ويتوقف قائد الكتيبة عن اللكم ويطلب أن يؤتى له بخرطوم ري من البلاستيك. فاقتطع منه ما يربو عن المتر وطواه قبل أن يطلب غلق باب بيت الاستحمام. بعد دقائق قليلة، يخرج مقاتل من بيت الاستحمام حاملاً ثياب “الخائن” ويلقيها أرضاً باحتقار. واستخدمت قطعة الخرطوم سوطاً انهال به على أحمد وراء الباب المغلق. وبدأ صوت الصراخ والعويل عالياً ثم تلاشى شيئاً فشيئاً. لا سؤال يطرح ولا حاجة لذكاء خارق ليتخيل ما يجري في بيت الاستحمام. فأسعد لا يتوقف عن الضرب إلا قليلاً وبغرض سب ولعن الشاب الصغير. وقال محمود وهو أحد المقاتلين “حاول أحمد بيع القيادي في الكتيبة أبو حطب. كان يفترض أن يذهب معه إلى نقطة مراقبة حيث تقتله قوات النظام. لكن حيلته لم تنطل”. وبعصبية، يخرج سيجارة قبل أن يضيف “إذا كان ذكياً فسيعترف”. ودامت حصة التعذيب أكثر من ساعتين بلا انقطاع. وتناوب أسعد والعديد من الرجال على “استجواب” أحمد بين كل لكمة ولكمة. ويحين الغروب أنها ساعة الإفطار. وحضر أبو حطب الذي كان “الخائن” يخطط لبيعه لجنود النظام. ويتساءل “ماذا ستفعلون مكاني؟ عندما نقيم سوريا الجديدة سنرمي بالخونة في السجن لكن حالياً نحن في حالة حرب”. ويؤكد أبو جعفر شقيق أسعد “الخونة نحن نقتلهم. ليس لهم أي شرف، إنهم لا يعرفون حتى معنى هذه الكلمة. لا يهمهم شيء سوى المال”. ويروي أسعد كيف حاول الشاب أن يخدعه، قائلاً “جاء قبل 3 أسابيع وقال إنه منشق عن صفوف الجيش النظامي. استقبلناه باعتباره واحداً منا ولكنه خاننا”. واستؤنف الاستجواب بعيد ذلك بالطريقة العنيفة ذاتها، حتى أخرج رجلان الشاب فاقداً للوعي. وجلس أسعد في غرفة الاستقبال وسط رجاله. وقال “علينا أن نفكر في ما سنفعله به”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©