السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن ينهي مهمة المراقبين في سوريا

مجلس الأمن ينهي مهمة المراقبين في سوريا
17 أغسطس 2012
قرر مجلس الأمن الدولي أمس، إنهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بعد نحو 4 أشهر على بدء هذه المهمة، مبدياً تأييده لدعوات لإنشاء “مكتب اتصال سياسي” في دمشق، في حين وجهت موسكو على لسان مبعوثها في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين نداء للقوى الدولية إضافة إلى المملكة العربية السعودية وإيران، إلى دعوة الحكومة السورية ومسلحي المعارضة إلى وقف النزاع بينهما، داعية في ذات الوقت إلى عقد اجتماع لممثلي ما يسمى بـ”مجموعة العمل الدولية” حول سوريا في نيويورك اليوم لمناقشة النداء. كما قالت موسكو للولايات المتحدة أمس، إنها تفضل استمرار وجود الأمم المتحدة في سوريا إذ أن خروج المنظمة الدولية منها ستكون له “عواقب سلبية وخيمة”. من جهته، شدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيروت قادماً من عمان في جولة تشمل أيضاً أنقرة، على أهمية التحضير لعملية انتقالية سياسية في سوريا لما بعد الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن هناك اتصالات بين عدد من الدول بينها دول عربية في هذا الإطار”. وقال فابيوس للصحفيين في مطار رفيق الحريري الدولي إن “المسألة العسكرية” في النزاع السوري “هي شأن السوريين. هناك مقاومة تنظم نفسها”، مبيناً “هناك أيضاً المسألة السياسية. إذا كنا نرغب بأن يتم استبدال النظام الحالي، لا بد من عملية انتقالية سياسية”. وأشار إلى أن هناك سلسلة اتصالات حول هذا الموضوع “تجري حالياً وتشمل دولاً عربية والقوى المختلفة من أجل تشجيع هذه العملية”، مشدداً في الوقت نفسه على أن “القرار يعود للسوريين أنفسهم”. وفي وقت سابق أمس، بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع الوزير الفرنسي لوران تطورات الوضع في سوريا، داعياً وفق بيان رسمي أردني خلال اللقاء، إلى إيجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا واستقلالها وتماسك شعبها ويضع حداً لنزف الدماء وتصاعد حدة العنف، محذراً من تداعيات الأزمة وانعكاساتها على أمن واستقرار المنطقة بأسرها. وأشار الملك عبد الله الثاني إلى أن الأردن بصفته بلداً مجاوراً لسوريا سيستمر بتقديم العون والمساعدات وخدمات الإغاثة الإنسانية للأشقاء من اللاجئين السوريين الذين يفدون إلى المملكة بأعداد متزايدة، جراء ازدياد حدة العنف في بلدهم معرباً عن تقديره لدعم فرنسا للأردن وتعزيز قدراته في مجال تقديم الخدمات للاجئين السوريين. وبالتوازي، دعا وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيليه المعارضة السورية إلى وضع خطة مشتركة للانتقال السياسي في سوريا، وذلك بعد لقاء أمس مع رياض سيف أحد ممثلي المعارضة البارزين بالخارج. وقال فسترفيلي في بيان عقب المحادثات “شجعت رياض سيف على تقديم خطة للمعارضة بأسرع وقت لانتقال سياسي في سوريا. على المعارضة أن تكون مستعدة لتولي الحكم بعد سقوط الرئيس الأسد”. وقرر مجلس الأمن الدولي أمس، إنهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، إلا أنه أيد الدعوات لإنشاء مكتب اتصال سياسي في دمشق. وقال المبعوث الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو بعد اجتماع عقده المجلس لبحث المسألة السورية، فإن “شروط استمرار مهمة بعثة المراقبين الدوليين غير متوافرة”. وتنتهي مدة المهمة منتصف ليلة بعد غد الأحد. ويلقي فشل بعثة المراقبين بمزيد من الشك حول إمكانية تحقيق خطة عنان للسلام المكونة من 6 نقاط. ويصف بعض الدبلوماسيين الغربيين الخطة بأنها منتهية بينما يقول آخرون إن من الممكن إعادتها للحياة. وصرح ادموند موليت من قسم حفظ السلام في الأمم المتحدة للصحفيين بأن “هذه المهمة ستنتهي عند منتصف ليل الأحد”. وفي وقت سابق من هذا العام قرر مجلس الأمن ارسال نحو 300 مراقب عسكري غير مسلح إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه، بوساطة المبعوث الأممي العربي المستقيل كوفي عنان والرئيس الأسد. إلا أن أعمال العنف تصاعدت وعلقت بعثة المراقبين دورياتها في البلد المضطرب في 15 يونيو الماضي. وتم خفض عدد المراقبين إلى مئة مراقب و72 موظفاً مدنياً. وقال موليت إن آخر مراقب سيغادر دمشق الجمعة الأسبوع المقبل. وأيد مجلس الأمن خطة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لفتح مكتب اتصال سياسي في دمشق لمراقبة الأحداث. وصرح موليت للصحفيين بأن المكتب سيضم ما بين 20 إلى 30 خبيراً في الشؤون السياسية والإنسانية والعسكرية. وأضاف أن الرئيس السوري الأسد وافق على إنشاء هذا المكتب. وعلى هامش اجتماع مجلس الأمن، حثت روسيا القوى العالمية إضافة إلى السعودية وإيران على دعوة الحكومة السورية ومسلحي المعارضة إلى وقف النزاع بينهما. وقال المبعوث الروسي في الأمم المتحدة إن بلاده دعت إلى عقد اجتماع لممثلي بمجموعة العمل الدولية حول سوريا في نيويورك اليوم لمناقشة الاقتراح. وفي اجتماع مع ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأميركية في موسكو أكد جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية “ضرورة الحفاظ على وجود الأمم المتحدة في سوريا”. وأكد جاتيلوف أن “خروج الأمم المتحدة من سوريا في الوضع الحالي ستكون له عواقب سلبية وخيمة ليس فقط على البلد بل أيضاً على المنطقة بأكملها”. ولم يذكر المراقبين على وجه التحديد. وكانت سوزان رايس مبعوثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة قالت الأسبوع الماضي إنه ليس هناك جدوى من تجديد تفويض المراقبين مرة أخرى، لأنه ليس هناك وقف لإطلاق النار لمراقبته. وتلقي دول غربية باللوم على الحكومة السورية في أغلب أعمال العنف وتقول إن روسيا يجب أن تمارس المزيد من الضغط على الأسد، بينما تتهم موسكو الغرب بتشجيع معارضيه وتقول إن الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية يجب أن تبذل جهداً أكبر لإقناع مقاتلي المعارضة بوقف القتال. وفي بيروت، طالب فابيوس الأسد بالتنحي على وجه السرعة، قائلاً “ما اتمناه بالطبع هو قيام سوريا حرة وديمقراطية تقدم الضمانات لكل الطوائف والمجموعات”. ورأى أن كل المجموعات “يجب أن تتمكن من العيش بحرية، وهذا ليس وضع سوريا حالياً”. كما دعا في الأردن أيضاً إلى رحيل الأسد والانتقال السياسي السريع بالبلاد. وقال خلال زيارة إلى مخيم الزعتري في شمال المملكة الذي يستقبل أكثر من 6 آلاف لاجئ سوري إن “موقف فرنسا واضح: نحن نعتبر أن الأسد هو جلاد شعبه وأنه يجب أن يرحل وكلما رحل مبكراً كان ذلك أفضل”. وشدد فابيوس على أن الهدف الأول لجولته “إنساني”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©