أكدت قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي أمس التزام هذه الدول ببذل كل ما بوسعها لدعم النمو الاقتصادي في اطار قواعد السوق الاوروبية الموحدة·
وتنظم القواعد الأوروبية للسوق حركة رؤوس الأموال وحرية فتح فروع للشركات وتحظر أي نوع من فرض قيود على الاستهلاك المحلي في مواجهة المنتجات الخارجية مثل إغلاق الحدود أمام الواردات أو الحط من شأن أشخاص أو منتجات أو خدمات بسبب الدولة القادمة منها هذه المنتجات أو هؤلاء الأشخاص الذين يمثلون شركاتهم·
والتقى زعماء الاتحاد الاوروبي في اجتماع قمة في بروكسل أمس، وينقسم التكتل الأوروبي الذي يضم في عضويته 27 دولة بشأن مواجهة الازمة المالية العالمية التي اثرت على اليورو وشكلت ضغوطا على مبادئ الاتحاد الاوروبي بشأن التضامن وحرية الأسواق وضبط الميزانية·
وقالت المسودة للبيان الختامي نشرتها رويترز قبل بدء المحادثات في بروكسل ''يجب ان يضمن الاجتماع تحقيق أقصى استفادة ممكنة من السوق الموحدة باعتبارها وسيلة لتحقيق الانتعاش لدعم النمو والوظائف''؛ و''تقر (دول الاتحاد) بأن فتح قنوات الائتمان أمر ضروري لفاعلية الحوافز المالية التي تتبناها الدول الاعضاء''·
وتعتبر المحادثات هي الأحدث ضمن سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى قبل اجتماع مجموعة العشرين في لندن في ابريل المقبل حيث يريد الاوروبيون ان يظهروا للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما ان القارة شريك تجاري يعتد به·
ويجازف اجتماع القمة الذي يستمر ثلاث ساعات في بروكسل بان يقدم للناخبين وللاسواق العالمية صورة تكتل تشله الخلافات الداخلية بشكل كبير عن معالجة ازمة مالية تضغط على اليورو ومفاهيم الاتحاد الاوروبي الاساسية من التضامن والاسواق المفتوحة·
وقال ميريك توبولانيك رئيس وزراء جمهورية التشيك التي ترأس الاتحاد الاوروبي حاليا قبل الاجتماع ''لا نريد اي خطوط تقسيم جديدة؛ لا نريد تقسيم اوروبا بناء على خط شمال وجنوب وشرق وغرب·· على جهود واجراءات مكافحة الازمة الاقتصادية داخل الاتحاد الاوروبي احترام مبدأ التضامن ولكنها تتطلب ايضا ان تظهر كل الاطراف المسؤولية''·
مكررا نداءات في اماكن اخرى للدول التي تتلقى اي مساعدات بتنفيذ اصلاحات صعبة وانضباط مالي، ويتهم مراقبون بعض دول اوروبا الشرقية المنضمة حديثا للاتحاد الاوروبي بأنها راهنت خطأ على ان بامكانها تحقيق مستويات المعيشة الغربية بسرعة من خلال قروض باليورو وهو رهان كانت له نتائج عكسية بعد ان ادى الركود الى انهيار العملات المحلية·
وقال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي بشأن دعوة رئيس وزراء المجر لتقديم دعم اضافي لبلاده ''لا أحد يريد القاء المجر من فوق السفينة ولكن لا أحد يعرف من أين يمكن ان يأتي هذا المال''·
ومع طلب شركة جنرال موتورز الاميركية لصناعة السيارات من المانيا تقديم مساعدة حكومية تبلغ مليارات اليورو لوحدة الانتاج الاوروبية اوبل وهي واحدة من شركات سيارات كثيرة تأثرت بالانكماش سيناقش ايضا الزعماء الاوروبيون كيفية معالجة الاضطرابات العمالية المتصاعدة في المنطقة·
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يدعمه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني انه سيأتي الى الاجتماع مسلحا بدعوة للقيام بعمل اوروبي مشترك لضمان عدم خسارة الصناعة المحلية اذا قامت الولايات المتحدة بدعم شركاتها الوطنية الرئيسية·
كما ناقش رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي كيفية تعامل الاتحاد مع السندات المالية التي فقدت من قيمتها الأصلية بشكل هائل، وكذلك السندات المشكوك في إمكانية تحصيل قيمتها مما أحدث خللا جسيما في التقارير المالية للبنوك· وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دول الاتحاد الأوروبي على العمل سويا لمعالجة التباطؤ الاقتصادي وذلك في مقابلة صحفية عشية قمة بروكسل·
وأبلغت ميركل صحيفة هامبورجر أبندبلات أمس الأول ''نعمل بشكل مكثف على وضع قواعد جديدة لأسواق المال العالمية''، وأضافت ''الأزمة الاقتصادية نشأت عن أزمة مالية ضخمة وينبغي للاتحاد الأوروبي أن يضمن عدم تكرار ذلك وينبغي أن ننجز هذا بسرعة بينما هناك استعداد واسع للتحرك''·
وتواجه ألمانيا أكبر اقتصادات أوروبا أسوأ ركود لها منذ الحرب العالمية الثانية وتدعو ميركل منذ فترة طويلة إلى مزيد من الشفافية في أسواق المال وتشديد الاشراف الرقابي عليها·
وقالت ''نحتاج إلى هيكل مالي عالمي يتصف بالشفافية·· منشأ وقيمة الشهادات والمشتقات وسائر الأوراق المالية ينبغي أن يكون قابلا للتتبع''·
عدد اليوم
