الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات: مواجهة خطر الإرهاب تتطلب مسؤولية جماعية لنزع فتيله

الإمارات: مواجهة خطر الإرهاب تتطلب مسؤولية جماعية لنزع فتيله
27 فبراير 2016 17:45

موسكو (وام، وكالات) أكدت الإمارات العربية المتحدة، أن خطر الإرهاب يتطلب مسؤولية جماعية لنزع فتيله ومواجهة كل مسبباته. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في ختام «منتدى التعاون العربي الروسي الثالث» على مستوى وزراء الخارجية في موسكو: «رغم أننا لا نتفق دائما مع روسيا في جميع القضايا، إلا أنه تجمعنا معها مصلحة مشتركة في رؤية شرق أوسط يسوده الأمن والسلام والاستقرار». وأشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد بالدور الروسي الأميركي في المسعى للوصول إلى إنهاء الصراع والأوضاع المأساوية في سوريا، مشيراً إلى أن خطوة وقف الأعمال العدائية تعتبر خطوة في الطريق السليم نحو إنهاء هذا الوضع المأساوي. كما أشاد بالموقف الروسي الداعم لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والوصول إلى تحقيق الدولة الفلسطينية ودعم المبادرة العربية للسلام. وأشار إلى بحث الكثير من الملفات العربية حول الصومال وليبيا واليمن والعراق، والأوضاع التي تنعكس بسبب الوضع السوري في دول عربية مثل لبنان والأردن. وقال «إن الدول العربية حرصت على التعبير عن القلق من استمرار تدخل إيران في الشأن العربي، وذلك عن طريق دعم الجماعات الإرهابية ونشر التطرف وعدم احترام سيادة الدول». وأكد سموه على أن منتدى التعاون العربي الروسي الثالث يوفر الفرصة والبيئة المناسبة للبحث والتطوير والانتقال في العلاقة إلى مراحل متقدمة ليس فقط في الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية ولكن أيضاً في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية». وقال سموه « إن هذا المنتدى يعطي إشارة مهمة لشعوبنا حول مدى رغبة حكومات الدول العربية مع حكومة روسيا الاتحادية لوضع هذه العلاقة في سلم الأولويات». وقال سموه « لا شك أن دولنا جميعا تعاني خطر الإرهاب وعلينا جميعا مسؤولية هامة لنزع فتيل الإرهاب ومواجهته ومواجهة كل مسبباته». وأشار سموه إلى أنه كان هناك فرصة كبيرة مثل ما ذكر زميلي وزير الخارجية أن نبحث الكثير من الملفات العربية حول الصومال وليبيا واليمن والعراق وكل هذه الأوضاع الصعبة بما فيها الأوضاع التي تنعكس بسبب الوضع السوري في دول عربية مثل لبنان والأردن». وقال سموه « بذلنا وقتاً أيضاً خلال اللقاء حيث حرصت الدول العربية على التعبير عن القلق من استمرار تدخل إيران في الشأن العربي وذلك عن طريق دعم الجماعات الإرهابية ونشر التطرف وعدم احترام سيادة الدول». وفي ختام كلمته في المؤتمر الصحفي قال سموه، « كانت لنا أيضاً فرصة ثمينة أن نبحث آفاق التعاون خاصة في الجوانب الثقافية والعلمية»، مشيراً إلى أن «هناك مقترحاً عملياً اتفقنا عليه ألا وهو البحث في إمكانية إنشاء مركز ثقافي علمي عربي في موسكو حيث نعتقد أن مركزاً مثل هذا سيعزز وينمي من هذه العلاقة بين الدول العربية وروسيا الاتحادية». والقى سموه كلمة في المنتدى قدم فيها الشكر لجمهورية روسيا الاتحادية ولوزير الخارجية الروسي على استضافة أعمال منتدى التعاون العربي الروسي الثالث، مشيداً سموه بحسن الإعداد والتحضير لإعمال المنتدى. وأكد سموه على أن هناك اهتماماً متبادلاً في تقوية العلاقات بين الجانب العربي والروسي سواء كان على المستوى الجماعي أو المستوى الثنائي. وقال سموه « إن حضور العدد الكبير من زملائي وزراء الخارجية لهذا الاجتماع يؤكد حرص الدول العربية على تطوير هذه العلاقة». من جانبه، أكد لافروف أن هناك فرصة جيدة لتثبيت التحول الإيجابي الذي تم إحرازه في التسوية السورية، لكنه أكد أن لا أحد يمكن أن يضمن بنسبة مئة بالمئة نجاح اتفاق الهدنة. وقال:« الاتفاق الذي تم التوصل إليه وسيوافق عليه مجلس الأمن، لا يعني أنه سيتم تنفيذه تلقائيا، بل يجب أن تبذل جهود يومية لمتابعة التطبيق العملي لهذا الاتفاق على الأرض». وشدد الوزير على عدم جواز طرح أي شروط مسبقة في سياق المفاوضات بشأن سوريا. واعتبر أن تشكيل مجموعة دعم سوريا رفع بالجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية إلى مستوى جديد نوعياً، معيداً إلى الأذهان أن مجلس الأمن الدولي أيد قرارات المجموعة وتبناها، كالقرار رقم 2254، وحدد 3 اتجاهات أساسية للعمل وهي: تحسين الوضع الإنساني في سوريا، وتنسيق شروط التهدئة في أقرب وقت، وإطلاق عملية سياسية شاملة. وأوضح أن نجاح الاتفاق مرهون بعوامل عدة، ومنها قدرة اللاعبين الخارجيين على «تقديم مصالح الشعب السوري واستقرار المنطقة على الطموحات الإمبراطورية والمصالح الجيوسياسية » ،وحث جميع اللاعبين الخارجيين على ممارسة الضغوط على الأطراف السورية المعتمدة على الدعم الخارجي لدفعها نحو تطبيق شروط وقف إطلاق النار. ومن العوامل الأخرى التي يتعلق بها نجاح اتفاق وقف إطلاق النار، أشار لافروف إلى قدرة المجتمع الدولي على تطبيق القرارات التي تم اتخاذها في وقت سابق، حول وقف تدفق المقاتلين ووضع حد للتجارة بالنفط والسلع المهربة الأخرى عبر الحدود السورية. كما أشار لافروف إلى ضرورة وضع رقابة صارمة على الحدود السورية، معيداً إلى الأذهان وجود آلية معنية بهذا الشأن في مجلس الأمن، لكن تلك الآلية يجب أن تعمل بصورة نزيهة وموضوعية دون إخفاء أي وقائع عن مجلس الأمن. وأكد أن نجاح الاتفاق مرهون أيضاً بقدرة روسيا والولايات المتحدة، بصفتهما الرئيسين المشاركين لمجموعة دعم سوريا، على الوفاء بتعهداتهما بشكل نزيه ودون الكيل بمكيالين. كما أعلن وزير الخارجية الروسي أن لروسيا والجامعة العربية مواقف متطابقة حول ضرورة محاربة الإرهاب بلا هوادة. وقال: «إننا أولينا اهتماماً خاصاً بقضية الإرهاب الدولي. ولدينا مواقف متطابقة بشأن ضرورة محاربة هذا الشر بلا هوادة بالأساليب العسكرية وعن طريق قطع قنوات التغذية لما يسمى بداعش، بالإضافة إلى ضرورة التصدي لأيديولوجية المتطرفين والإرهابيين». وأوضح أن روسيا وجامعة الدول العربية جددتا في بيانهما الختامي الصادر في أعقاب الاجتماع، مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تشكيل تحالف واسع مناهض للإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة. كما حذر لافروف واشنطن وحلفاءها في إطار التحالف الدولي من التلاعب بموضوع محاربة الإرهاب، مشيراً في هذا الخصوص إلى تشكيك بعض المسؤولين في تلك الدول في ضرورة استثناء «جبهة النصرة» من الهدنة. وشدد لافروف أيضاً على ضرورة التخلي عن الأحاديث حول خطة «ب» وإقامة مناطق عازلة داخل سوريا وإجراء عملية برية للتحالف في هذا البلاد. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في أحد التصريحات الأخيرة له إنه من المستحيل حشد المجتمع الدولي للتصدي للإرهاب بفعالية طالما يبقى الأسد في السلطة في سوريا. وشدد الوزير الروسي على أن هذا التصريح يتنافى تماما مع القرارات التي دعمتها الولايات المتحدة مؤخراً، والتي تؤكد أنه لا يوجد تبرير للإرهاب. وحذر لافروف من محاولات استغلال شعارات محاربة الإرهاب لتبرير وضع خطط للتدخل عسكريا في سوريا أو ملاحقة الخصوم السياسيين داخل البلاد، موضحاً أن هذا ما تفعله القيادة التركية. وشدد قائلًا: «طبعا، لا يجوز أن تجري في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن أحاديث غامضة عن خطة ب، وتحضير عملية برية أو إقامة مناطق حظر طيران عازلة». وأوضح الوزير الروسي أنه في الوقت الذي تم فيه تحقيق تقدم على مساري تحسين الأوضاع الإنسانية وإحلال الهدنة في سوريا، لم تتوفر هناك أي نتائج على مسار التسوية الأساسية، مرتبطا ذلك بموقف بعض فصائل المعارضة السورية التي تحاول المساومة من أجل الحصول على «وضع مميز» بالمقارنة مع وضع فصائل المعارضة الأخرى. وذكر لافروف بأن الحكومة السورية والعديد من فصائل المعارضة السورية قد أعلنت تأييدها لاتفاق الهدنة في سوريا. وشدد قائلا: «إنني واثق من أن أولئك الذين وصلوا إلى سوريا حاملين السلاح تلبية لدعوة الحكومة السورية، سيحذون حذو دمشق». وأعاد إلى الأذهان أن الهيئة العليا للتفاوض التابعة لمعارضة وافقت على الهدنة أيضاً، لكنها أعلنت عن تحفظاتها عليها وقبلت الهدنة لفترة أسبوعين فقط. وشدد على أن المبادرة الروسية لا تنص على أي شروط مسبقة أو تحفظات. وأقر وزير الخارجية الروسي بأن الخلافات حول ماهي التنظيمات الإرهابية في سوريا مازالت قائمة. وأوضح قائلا: «في الوقت الراهن لدينا معيار مشترك واحد فقط وهو القرار الدولي بهذا الشأن الذي يعتبر تنظيمي داعش وجبهة النصرة والفصائل المنضوية تحت لوائهما إرهابية». بدوره قال أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي إن التطورات الأخيرة تدل على كسر الجمود فيما يخص تسوية الأزمة السورية. وأكد أن الدول العربية ترحب بالاتفاق الروسي-الأميركي وتأمل في أنه سيؤدي إلى وقف حقيقي لإطلاق النار تحت مراقبة دولية. وأضاف العربي أن محاربة الإرهاب تعد مسألة تهم كافة الدول العربية التي اتخذت قبل عام ونصف قرار العمل بصورة جماعية للتصدي لهذا الشر، ليس في المجالين العسكري والأمني فحسب، بل وسياسياً وأيديولوجياً ودينياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©