الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخليج والحشد الدولي

13 سبتمبر 2014 21:26
يقول د. شملان يوسف العيسى : تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوجيه المزيد من الضربات الجوية ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، وأكد أن استراتيجيته تعتمد على قيادة تحالف يضم دولا في المنطقة لمهاجمة التنظيم لإضعافه ثم القضاء عليه نهائياً. وأشار إلى دعم المعارضة السورية كي تكون قادرة على تحقيق التوازن مع «داعش»، إلى جانب العمل على إيجاد حل للحرب هناك. والسؤال هو: ما موقف دول الخليج العربية من الحشد الدولي الذي يضم 40 دولة بما فيها دول الخليج نفسها ضد تنظيم «داعش»؟ الدول الخليجية التي انتقدت الرئيس الأميركي لتأخره في دعم المعارضة السورية اجتمعت مؤخرا مع وزير خارجيته بحضور كل من مصر والأردن وتركيا، لوضع استراتيجية طويلة المدى لمحاربة الإرهاب في المنطقة. صحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية ذكرت أن دول الخليج العربية قد تكون متخوفة من أن الحملة التي تقودها أميركا ضد القوى المتطرفة التي قد تكسب المزيد من الأنصار والأتباع للجماعات السنية المتشددة، إذ لا توجد تحركات جادة ضد التيارات المتطرفة الأخرى التي تدعم بشار الأسد. والحقيقة أن المشكلة تكمن بشكل عام في غياب الاستراتيجية الواضحة لكيفية التصدي للإرهاب في المنطقة.. فالجامعة العربية حتى ولو اتفق أعضاؤها على كيفية التصدي للإرهاب، فهي لا تملك قوة مشتركة لتطبيق قراراتها، وينطبق الأمر على مجلس التعاون الخليجي. لذلك نرى أن أي عمل عربي جاد لن يأتي إلا من خلال التكتل الدولي. الاحتيال على المصائر والنفوذ بعد «داعش»! يقول د. رضوان السيد: عندما توفيت والدة الجنرال قاسم سليماني قبل ثمانية أشهُر، كان الاحتفاءُ بالمناسبة ملكياً، وكأنما هو حفل زفاف أو اعتلاء للعرش، وليس موتاً تُقامُ فيه التعزية ويجري فيه النواح! ولاحظ الحاضرون الحشد الكبير شبه المقيم من مكتب القائد ومن قيادة الحرس الثوري. أما أولاد عماد مغنية (الحاج رضوان!) فكانوا هناك طوال الوقت، ومنهم من قال إنهم كانوا يقدّمون القهوة والشاي. وبالتوازي مع حدث الوفاة هذا، نشرت الصحف الأميركية تحقيقات ومقالات ومقابلات عن عظمة الجنرال وأنه أهم رجالات الشرق الأوسط. وبلغ من وَلَهِ صحف ومجلات الغرب به أن اعتبرته أحد مظاهر «القوة الناعمة» لإيران، رغم أنه يقاتل في أربعة أو خمسة بلدان عربية وغير عربية عبر أكثر من عقد من الزمان! كلُّ هذه الأسطورة حول سليماني والحرس الثوري، والتي استغرق بناؤها أكثر من عقدين، انهارت مرة واحدة بين 10و20 يونيو 2014، عندما استطاع تنظيم «داعش»، آتياً من سوريا إلى الأنبار وصلاح الدين، أن يحتلّ الموصل ويبعث الرعب في بغداد وأربيل وعواصم أُخرى في المنطقة. كما ارتفعت أعلام «حزب الله» قبل عقد ونصف في عدة بلدان عربية، أرادت معارضاتها إظهار سخطها على أنظمتها؛ كذلك ارتفعت أعلام «داعش» لدى كل المنزعجين من إيران وحروبها الطائفية بالمنطقة. التعايش بعد «داعش» يقول د. خليفة علي السويدي: من يعتقد أن العالم سيخلو من الجماعات المتطرفة بعد الانتهاء من تنظيم «داعش»، فإنه لم يقرأ التاريخ المعاصر بعين قلبه، فبعد أن أنهت جماعة «طالبان» حربها المشهورة ضد الروس في أفغانستان، والكل يعلم أن «طالبان» جماعة تم تسليحها ودعمها وتدريبها من قبل دول في منطقتها ضمن تحالف دولي. بعد ذلك تحولت «طالبان» إلى جماعة إرهابية لأن «القاعدة» ذات جذور «طالبانية» متأصلة، فدخل العالم في حرب جديدة من فصول معركة الإرهاب هي الحرب على «القاعدة»، التي تشرذمت إلى فرق تابعة ممتدة من الخليج العربي إلى المغرب والصومال مروراً باليمن، وشنت غزواتها المزعومة في معقل العالم المتحضر، وفي أثناء انشغال الفكر بحرب «القاعدة»، كان فريق من أهل الأمر في العالم يعد «داعش» للقيام بمسرحية شهدنا فصولها المرعبة في العراق عندما نحرت البشر وحرقت كل من خالفها في المعتقد أو الفكر، وبدأ التحالف الدولي يدق طبول الحرب من جديد. التوعية أقوى سلاح لمواجهة الإرهاب يرى د. سالم حميد أن الوقائع التي تلتها المحكمة الاتحادية العليا أواخر الأسبوع الماضي، في قضية المتهمين بالانضمام إلى منظمتي «جبهة النّصرة» و«أحرار الشام» الإرهابيتين، كان بينهم تسعة مواطنين من دولة الإمارات العربية المتحدة يرتبطون ببعضهم البعض بصلات عائلية، وتتراوح أعمارهم بين 24 و35 عاماً، أي أنهم جميعاً من فئة الشباب، وهو ما جعل الرأي العام الإماراتي في حالة من الاستغراب. فالشباب الإماراتي يعيش الآن فرحة التدافع اللامسبوق نحو معسكرات الخدمة الوطنية، ومظاهر الاستعداد التام للذود عن الوطن بالأرواح والأنفس، ومواجهة مستهدفيه من الجماعات الإرهابية التي حسدته على نعمة الإرادة التي أنعم الله بها على شعبه، فأوجدت النهضة الشاملة التي لم تهزّها رياح الاستهداف، ولم تفلح حمم الجحيم العربي في الاقتراب منها. ومع ذلك فإن هذه القضية تطرح عددا تساؤلات مشروعة حول تفاصيلها وملابساتها، وحول مدى حصانة المجتمع في وجه هذا المرض الخطير الذي يتهدد فئة الشباب بشكل خاص. وإذا كان التساؤل مشروعاً حول الشباب الذين يحملون جنسية الإمارات فما بال هؤلاء الذين يحملون جنسية جزر القمر، والذين لم يراعوا حرمة البلد الذي أتاح لهم حرية الإقامة على أرضه، ولم يحترموا جهود الدولة من أجل تسهيل ظروف حياتهم وتيسير شؤونهم؟ وهل هذا هو الوفاء ورد الجميل؟ والأغرب هو كيف يعتقد هؤلاء أن أجهزة الأمن في الدولة غافلة عما يدور حولها، وأنهم يمكن أن يفلتوا من العقاب؟ الحقائق كانت صادمة، فبعض المتّهمين كانت وظيفتهم إغواء الطائشين من الشباب، واستغلال قلة وعيهم وتجنيدهم وبعثهم لميادين القتال، وهو نوع من الاستهداف الرخيص الذي لم يتوقعه أحد ممن للإمارات عليهم أفضال كثيرة، لأن مثل هذه الأساليب الاستقطابية تنشأ عادة في دول أخرى. «تيد كروز».. والغوغائية السياسية يقول جيمس زغبي : كانت والدتي دائماً تقول: «إذا أردت من أحد أن يستمع إليك فلابد أولاً أن تنصت له، وتعرف وتفهم أسئلته وتكون مدركاً لمخاوفه.. وإذا فعلت ذلك، فإنك ستكون قادراً على التحدث مع الناس وليس إليهم». وقد اتضح جلياً ما يحدث عندما لا يتم اتباع قاعدة التواصل البسيطة تلك، في مؤتمر «الدفاع عن المسيحيين» الذي عُقد في واشنطن خلال الفترة من التاسع إلى الحادي عشر من سبتمبر الجاري. وقد شنّ عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية تكساس «تيد كروز» أمام نحو 900 مسيحي معظمهم من أصول عربية، حملة دفاع مشبوبة بالعاطفة عن إسرائيل زاعماً أن «الدولة العبرية هي أفضل حليف للمسيحيين». وهو ما أثار استياء المستمعين، واستطرد «كروز»، الذي لم تردعه صيحات الغضب والاستهجان، قائلاً: «إن أولئك الذين يكرهون إسرائيل يكرهون الولايات المتحدة، وأولئك الذين يكرهون اليهود يكرهون المسيحيين أيضاً». وعندما تواصلت صيحات الجمهور، أوقف «كروز» تصريحاته برهة ملقياً باتهامه: «إن بعض الحاضرين مفعمون بالكراهية، وإذا لم تدافعوا عن إسرائيل واليهود، فلن أدافع عنكم»، ثم تولى معرضاً بجانبه. ومن المعروف عموماً أن «تيد كروز» شخص «غوغائي»، وهي صفة تجعله غير محبوب لدى زملائه. الحرب على «داعش».. حدود التهوين والتهويل! استنتج ريتشارد باركر، أنه رغم أن احتواء التنظيم عن طريق الضربات الجوية أمر ممكن، إلا أن هذه العملية قد تستغرق سنوات مديدة على أقل تقدير. حيّر ظهور تنظيم «داعش» في الشرق الأوسط، بطبيعة الحال، كثيراً من المدارك الغربية، ويبدو من الصادم بشكل كبير أنه سيقتضي ردوداً سريعة ومدهشة بصورة مماثلة. وفي واشنطن، يبدو أن الكونجرس قد دعا إلى ذلك، ووعد به الرئيس أوباما أيضاً. وفي ظاهره، يتضمن الرد السياسي والعسكري الأميركي على الأعمال الإرهابية التي يرتكبها تنظيم «داعش» ضربات جوية، وعلى الأرجح مشاركة وحدات العمليات الخاصة، ومحاولة تدمير التنظيم الإرهابي من الأساس. ولكن ذلك على أرض الواقع لن يكون من السهولة بمكان؛ فلم تكن أبداً أية مهمة ذات طبيعة عسكرية سهلة على الإطلاق، ولاسيما في الشرق الأوسط حينما تتحول الوعود من أشهر إلى سنوات وعقود. ويقترب تنظيم «داعش» من أن يصبح بدرجة من الخطورة غير مسبوقة! مؤشر شنغهاي لأفضل الجامعات.. ما الجديد؟ يرى د.عبدالله المدني أن قائمة 2014 لأفضل 500 جامعة في العالم هيمنت عليها الجامعات الأنجلوسكسونية، حيث ظهرت فيها أسماء مائة جامعة أميركية تتقدمها هارفارد وستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بيركلي . في سنة 2003 قام الصينيون من خلال جامعة «جياو تونغ» في شنغهاي بخلق ما أطلقوا عليه مؤشر «جياو تونغ» أو مؤشر شنغهاي لتصنيف الجامعات حول العالم، وهو تصنيف أكاديمي للجامعات ومؤسسات التعليم العالي على مستوى العالم. وكان هدف الصينيين الوحيد من وراء هذا العمل هو تحديد موقع جامعاتهم في مجال التعليم العالي في العالم، وقياس الفارق بين مؤسساتهم الجامعية ومثيلاتها في الدول الأخرى، ولا سيما المتقدمة منها، أملاً في تقليص الهوة بينها وبين الجامعات الأميركية والأوروبية وغيرها من الجامعات النخبوية في العالم فيما يتعلق بالأداء الأكاديمي والبحث العلمي. ومن هنا فإن هذا المؤشر صيني بحت واستحدث لأغراض الصينيين واحتياجاتهم فقط، لكن ما حصل هو أنه راج عالمياً وصار يُعتمد عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©