الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بوابة العشرات إلى عالم الكتب

اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بوابة العشرات إلى عالم الكتب
24 نوفمبر 2010 19:37
بعد تجربة لا بأس بها في الإمارات يستحق الأمر التوقف أمام فكرة النشر والطباعة، ويمكن أن نتخذ من اتحاد وكتاب وأدباء الإمارات نموذجاً لهذا الحديث. اتحاد كتاب وأدباء الإمارات كان حلماً للشباب المؤسس لهذه الفكرة الرائعة والمهمة، بأن يكون في الإمارات اتحاد للكتاب والأدباء، في وقت كانت الفكرة غير مسموح بها في منطقة الخليج العربي. كان قيام الاتحاد هو بشارة جميلة وسابقة مهمة في محيطها أي، لم يكن وقتها في منطقة الخليج العربي غير اتحاد كتاب وأدباء الإمارات واتحاد كتاب الكويت. ظل هذا الاتحاد اسماً عند المنتمين إليه وفي التعريفات الخاصة، بينما الإشهار الرسمي هو جمعية من جمعيات النفع العام. ومنذ انطلاق هذا الاتحاد وهو يحاول بكل جهد أن يفيد المنتمين إليه سواء بالحضور الثقافي أو التعريف الدائم بالأعضاء أو العمل على خلق نشاط داخلي مؤثر، وكان أحد أهم الأسباب التي تدعو الأعضاء إلى الالتحاق بهذا الاتحاد هو معاونتهم على نشر إنتاجهم الأدبي، نظراً لأن معظم الكتاب والأدباء لا يملكون القدرة على إصدار إنتاجهم الأدبي. المهم أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عند أول نشاط سعى لتبني وإصدار ما ينتجه الأعضاء سواء في الشعر أو القصة أو الرواية أو أي فنون أخرى، وبما أن العين بصيرة واليد قصيرة لناحية المقدرة المالية، برزت فكرة الإصدار الجامع أي الكتاب الواحد الذي يشمل عدة قصائد أو قصص لمجموعة من الكتاب، ومن تلك الإصدارات على سبيل المثال: “كلنا نحب البحر” و”قصائد من الإمارات”. في 1984/5/26 تم إشهار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات تحت رقم 137 ليمثل إحدى جمعيات النفع العام، حيث يخضع لإشراف ومتابعة وزارة الشؤون الاجتماعية، ويتبع اللوائح والنظم التي تسير الجمعيات، من دون الوصول إلى ما كان يحلم به أعضاء هذا الاتحاد، هو أن يكون صاحب استقلالية خاصة ومطلقة، ولكن هذا الإشهار أيضاً كان يعني الكثير من ناحية أخرى، حيث فكرة أن تنضوي مجموعة من أصحاب الفكر والقلم تحت سقف واحد، هو أيضاً مكسب كبير ومهم، ومن خلال هذه الجمعية/ الاتحاد يمكن أن يساهم في دعم الأعضاء، بالإضافة إلى خدمة المجتمع عبر الكلمة والفكرة والنشاط الثقافي والاجتماعي والفني، وبعد هذا الإشهار انضم إلى الاتحاد الكثير من الأعضاء الجدد وأصبح لهذا الاتحاد مقر ونشاط ثقافي يتقاطر عليه الشباب من كل أنحاء الإمارات. كانت الحماسة كبيرة والمشاركات واسعة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وشهدت هذه الانطلاقة صعوداً عظيماً في الكتابة والإبداع وكأن هذا الأمل الذي تحقق سوف يصعد مثل الشهب إلى العلياء. لذلك جاء طرح فكرة النشر سريعاً، وبعد عام ونصف العام من الإشهار كان الاتحاد يقدم للقراء أول إصداراته على الرغم من فقر الموارد المالية، والتي ذهبت الدفعات الأولى منها والقادمة من وزارة الشؤون لتأجير مقر للاتحاد، وكان ذلك في الشارقة، بالإضافة إلى شراء الأدوات المكتبية والقرطاسية ورواتب السكرتير، ولكن بعد هذا التأسيس وخلال هذه المدة القصيرة كان الاتحاد فاعلاً ودافعاً بالأعضاء إلى العمل والنشاط، فقد أقدم عام 1986 على البدء في الطباعة والنشر والاهتمام بالكتاب المطبوع، وكان اهتمامه يفوق اهتمامات دوائر ومؤسسات حكومية تملك ميزانيات كبيرة، ولكن أمر الكتاب والطباعة والنشر لا يعنيها بشيء قدر الاهتمام الإعلامي والدعائي للمسؤولين فيها أو طباعة بعض الكتب التي تنشد فيها أيضاً الهدف نفسه ولشخصيات اجتماعية بارزة وحكومية. وإذا عاينا وتابعنا هذا الجدل الذي نعرضه عليكم بخصوص الطباعة والنشر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، سوف نصل إلى قراءة واضحة لتجربة هذا الاتحاد في الطباعة والنشر، وأيضاً سوف نتوقف عند اختلال سنوات الطباعة والتي كانت تخضع للقدرات المالية والنشاط الإداري ولجنة التأليف والنشر، وهذه جدولة للمطبوعات الاتحاد حسب الترتيب السنوي التالي: في العام 1986 أصدر الاتحاد 4 كتب، 3 منها في الشعر هي: 1- قصائد من الإمارات، لعدد من الشعراء. 2- صلاة العيد والتعب، لعارف الخاجة. 3- شدو الزمن، لسلطان خليفة. كما أصدر كتاباً في القصة بعنوان “السمكة الصغيرة” لصمد بهرنجي، ترجمة علي الشرهان وعمر عدس، وهو من الأدب الفارسي. وفي العام 1987 أصدر كتابين فقط هما “أطفال آخر الزمان” للتركي عزيز نيسين من ترجمة عمر عدس، و”معجم القوافي والألحان” للدكتور فالح حنظل. وفي العام 1988 بلغ عدد إصدارات الاتحاد 7 كتب، اثنان منها في الشعر، و3 في القصة والرواية و2 في الدراسات. وفي العام 1989 أصدر الاتحاد 9 كتب، منها 4 في الشعر، و4 في القصة، وكتاب واحد في الدراسات. وفي العام 1990 هبط عدد الإصدارات إلى 8، منها ديوان شعري واحد، و3 مجموعات قصصية، و4 كتب في الدراسات. وفي العام 1991 ارتفع عدد الإصدارات إلى 14، منها اثنان في الشعر، و3 في القصة، و6 في الدراسات، و3 في التراث والفنون. وفي العام 1992 بلغ عدد الإصدارات 18، منها 4 في الشعر، و5 في القصة، و7 في الدراسات، و2 في المسرح. وفي العام 1993 هبط عدد الإصدارات إلى 6، منها 2 في الشعر، و2 في القصة، و2 في الدراسات. وفي العام 1994 بلغ عدد الإصدارات 6، منها 2 في الشعر و4 في الدراسات. وفي العام 1995 ارتفع عدد الإصدارات إلى 11، منها 2 في الشعر، وواحد في القصة، و7 في الدراسات. كما صدر كشاف مجلة “شؤون أدبية”. وفي العام 1996 هبط عدد الإصدارات إلى 3 فقط، في الشعر والقصة والدراسات. وفي العام 1997 أصدر الاتحاد 3 كتب، واحد في الشعر واثنان في القصة. وفي العام 1998 بلغ عدد الإصدارات 4، واحد في الشعر، و3 في القصة. وفي العام 1999 بلغ عدد الإصدارات 9، واحد في الشعر، و4 في القصة، و4 في الدراسات. وفي العام 2000 بلغ عدد الإصدارات 8، ثلاثة منها في الشعر، و4 في الدراسات وواحد في كتب الأطفال. وفي العام 2001 بلغ عدد الإصدارات 9، أربعة منها في القصة و5 في الدراسات. وفي العام 2002 بلغ عدد الإصدارات 5، ثلاثة منها في الشعر، وواحد في القصة، وواحد في الدراسات. وفي العام 2003 بلغ عدد الإصدارات 4، اثنان منها في الشعر، وواحد في القصة، وواحد في الدراسات. وفي العام 2004 بلغ عدد الإصدارات 9، واحد منها في الشعر، و3 في القصة، و2 في الدراسات، و2 في المسرح، وواحد في كتب الأطفال. وفي العام 2005 بلغ عدد الإصدارات 10، أربعة منها في الشعر، و2 في القصة، و4 في الدراسات. وفي العام 2006 أصدر الاتحاد كتابين فقط، في الشعر والقصة. وفي العام 2007 بلغ عدد الإصدارات 10، ثلاثة منها في الشعر، و5 في القصة والرواية، وواحد في الدراسات، وواحد في المسرح. وفي العام 2008 بلغ عدد الإصدارات 5، اثنان في الشعر، و3 في القصة. وفي العام 2009 بلغ عدد الإصدارات 9، اثنان في الشعر، و2 في القصة، و4 في الدراسات، وواحد في التراث والفنون. وفي العام 2010 بلغ عدد الإصدارات 6، ثلاثة في الشعر، وواحد في القصة، وواحد في الدراسات، وعدد من مجلة “بيت السرد”. من هذه الإحصائية، نصل إلى أن إجمالي إصدارات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات منذ أن بدأ النشر وحتى الآن وصل إلى (184) إصدارا متنوع الاتجاهات والمجالات، هذا غير مجلتي “دراسات” و”شؤون أدبية” متقطعة الصدور وملخص هذه الإصدارات تدلنا أن توزيع الاهتمام بالإبداع المحلي يكاد يكون منصف وعادل، بل يكاد أن يتساوى عدد الإصدارات في كل نوع أدبي، على النحو الآتي: ? الشعر عدد الكتب التي تم طبعها (50) ? القصة والرواية عدد الكتب التي تم طبعها (56) ? دراسات مختلفة عدد الكتب التي تم طبعها (59) ? كتب خاصة عن كتاب وأدباء الإمارات (4) ? تراث وفنون عدد الكتب التي تم طبعها (4) ? كتب الأطفال عدد الكتب التي تم طبعها (2) ? المسرح عدد الكتب التي تم طبعها (5) ? المجلات عدد الكتب التي تم طبعها (4) ولكن بالمتابعة والتدقيق نصل إلى أن هذا الاتحاد يمر بين فترة وأخرى في حالات هبوط وصعود في الأنشطة وفي الإصدارات والنشر، ولنقف على مثالين. فلنأخذ مثلاً سنة 1987 التي هبط فيها عدد الكتب إلى (2) بعدما كانت البداية سنة 1986 قد وصلت إلى (4) كتب. وكذلك سنة 2006 وهي أسوأ سنة في الإصدارات بعد انطلاقات كبيرة، ففي هذه السنة لم يصدر غير ديوان شعر واحد، ومجموعة قصصية واحدة، وهذا عكس السنة التي سبقتها أو التي تلتها 2005 أو 2007، حيث بلغت الإصدارات (10) كتب لكل عام، بينما تسجل سنة 1992، أكبر سنة تم فيها إصدارات متنوعة وصل عددها إلى (18) كتاب. فما هو السبب في هذا الصعود والهبوط في النشر؟ أعتقد أن هناك ثلاثة أسباب مؤثرة بشدة في هذا الأمر، أولها القدرة المالية والميزانية الضعيفة التي يعانيها الاتحاد منذ البدء، حيث يعتمد على إعانة وزارة الشؤون الاجتماعية وهي عادة ما تتأخر في بعض الفترات وهذا يؤثر على كافة أنشطة الاتحاد، والسبب الآخر له علاقة بالجانب الإداري وعدم سرعة تحديد ما يمكن طباعته وإصداره في الأوقات المناسبة، فقد يمر الوقت ولا يتم تحديد الكتب التي يمكن طباعتها وهذا ما يفسر ضعف الإصدار في عام ثم يأتي العام التالي ليكون عدد الإصدارات أكبر، والسبب الأخير هو لجان التأليف والنشر، حيث إن بعض اللجان تتأخر كثيراً في قراءة المخطوطات وتقديم الرأي إلى الاتحاد بالكتب التي يمكن طباعتها، هذا بالإضافة إلى مسؤولي الطباعة والنشر ونشاطهم وحركتهم في المتابعة وحث اللجان على سرعة الإنجاز. ولكن مع ذلك نستطيع أن نقول إن هذا الاتحاد قد ساهم كثيراً ودعم الأعضاء كثيراً في نشر نتاجهم في وقت عزَّ فيه المعين لهؤلاء الشباب الذين أصدروا إنتاجهم عبر بوابة الاتحاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©