الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسواق العالمية إلى المزيد من الخسائر

الأسواق العالمية إلى المزيد من الخسائر
24 أغسطس 2015 21:31
يوثر توجه الفيدرالي الأميركي نحو المزيد من الأرقام الاقتصادية ،على توقعات رفع الفائدة منذ بداية الأسبوع الماضي والأسواق العالمية تتكبد المزيد من الخسائر بشكل متتال ومتسارع، وذلك على أثر ارتفاع المخاوف بشكل مفاجئ حول الاقتصاد العالمي من جديد بسبب الإعلان عن موجة من الأرقام الاقتصادية السلبية من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، حيث جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن يوماً بعد يوم، لكن آخر يومين كانا الأكثر هبوطاً في الأسواق على جميع المستويات على مستوى أسواق الأسهم العالمية، وأسواق العملات للدول الناشئة تحديداً بينما انخفض الدولار أمام جميع العملات العالمية. أما السلع، فقد استمرت أسعار النفط بالانخفاض من جديد على عكس الذهب والفضة اللذين حققا أكبر المكاسب يومية وأسبوعية لم تشهدها هذه السلع منذ أشهر والتي تشير تقارير في الأسواق إلى استعادة بريقها كملاذ آمن بعد الانخفاضات الحادة في الأسواق. بينما حافظت السندات العالمية على بريقها أيضاً واستمرت في الارتفاع مع انخفاض العوائد عليها من جديد. وتشكل الصين أحد الأسباب التي أدت إلى انخفاضات في الأسواق العالمية حسب ما تم تداوله ، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية إلى أدنى مستوى له في التاريخ، كما سجل انكماشاً للشهر السادس على التوالي، وهو ما عزز مخاوف الأسواق من أن يضعف الناتج الإجمالي إلى ما دون مستويات 7% خلال الفترة المقبلة. لكن الجدير بالذكر هنا من جديد، أن الصين تعيش فترة تباطؤ اقتصادي صحي، إذ أنها هي التي حملت فترة التعافي من الأزمة المالية العالمية منذ حدوثها حتى الآن، والفترة الحالية تعتبر فترة إعادة الجدولة والإصلاحات في الاقتصاد والتي تقوم بها الصين حالياً قبل أن تعود إلى الانتعاش من جديد، كما أنها اتخذت العديد من الخطوات والتي ستؤدي في النهاية إلى دخول اليوان الصيني كعملة احتياط عالمية، إن لم يكن خلال العام الجاري، ففي الغالب العام المقبل، لذلك، يجب ألا يتم وضع اللوم على الصين فيما يحدث الآن. الولايات المتحدة الأميركية تفاجئ الأسواق فاجأ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جميع من في الأسواق بالإعلان عن محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير قبل نحو 30 دقيقة من الموعد المحدد، ليظهر هذا المحضر عدم وجود نية للفيدرالي الأميركي بأن يرفع أسعار الفائدة في سبتمبر، كما أن لا دلائل على ارتفاع التضخم لمستويات الـ2% المستهدفة وأنه يجب الانتظار لمزيد من المعلومات والأرقام قبل رفع أسعار الفائدة. هذا الحدث كان له تأثير كبير جداً على الأسواق، حيث إن الأسواق ومنذ انتهاء التيسير الكمي في أكتوبر من العام الماضي إلى الآن كانت تقوم بتسعير وعود الفيدرالي الأميركي بأن يقوم برفع أسعار الفائدة في مارس من العام الجاري، ومن ثم تأجلت إلى يونيو ومن يونيو تأجلت إلى سبتمبر والآن تأجلت من سبتمبر إلى ديسمبر. باختصار وبعد محضر اجتماع الفيدرالي، الأسواق في حالة عدم وضوح حول ما يقوله الفيدرالي حالياً، وهو ما أدى بالجميع إلى الخروج من أسواق الأسهم العالمية والاتجاه نحو الملاذات الآمنة مثل السندات والعملات والسلع واهمها الذهب والفضة. أما عن الأرقام الاقتصادية، فقد انخفض مؤشر القطاع الصناعي في الولايات المتحدة الأميركية على عكس التوقعات. الدولار ينخفض بأكثر من 2% قد يجادل البعض أن الدولار الأميركي قد ارتفع خلال الأسبوع الماضي أمام عملات الدول الناشئة، من الناحية فهذه النظرية صحيحة، لكن الدولار لم يرتفع أمام هذه العملات لأنه قوي كفاية ليقوم بذلك الآن، إنما الحكومات في الدول الناشئة هي التي قامت بتخفيض عملاتها بعد الانخفاضات الحادة في أسواق السلع وخصوصاً النفط بالإضافة إلى خروج الاستثمارات منها. لكن المؤشر العام للدولار الأميركي قد خسر اكثر من 2% خلال الأيام الماضية، وذلك مع استمرار تراجع ثقة الأسواق حول رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في سبتمبر المقبل أو هذا العام. فقد انخفض المؤشر العام للدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له منذ شهرين عند 94.80 ليكسر خط الاتجاه المرتفع على المستوى اليومي وهو ما يعتبر إشارة جديدة لمزيد من الضعف خلال الفترة المقبلة. الشيء الذي أدى إلى تسارع الانخفاض هو المزيد من الأرقام الاقتصادية السلبية ومحضر اجتماع الفيدرالي في نفس الوقت. الدعم المقبل للمؤشر العام يتمركز عند 94.67 حيث أن اختراقه سيؤدي إلى مزيد من الانخفاضات خلال الأسابيع المقبلة. سوق السندات الأميركي انخفض العائد على السندات الأميركية لأجل عشر سنوات إلى مستوى 2.03%، قبل مستويات الدعم المركزية للأسواق المتمركزة عند 2.0%. كما إن انخفاض العائد على السندات يؤثر على رفع سعر الفائدة، وهو الشيء الذي يضغط على الدولار الأميركي بشكل عام حالياً، كما أن العائد على السندات قد وصل إلى المستويات التي كان عليها قبل انتهاء التيسير الكمي في أكتوبر الماضي، وكأن أسواق السندات تسعر وجود برنامج تيسير كمي لا رفع لأسعار الفائدة. في ما لو تم كسر حاجز 2% نحو الأسفل خلال الأسبوع المقبل، فمن الممكن أن نشهد المزيد من الانخفاضات في العديد من الأسواق واكثرها الأسواق الأميركية والدولار الأميركي. الذهب يسجل أكبر ارتفاع أسبوعي منذ يناير ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 8% على مدار الأسبوع الماضي وهو أكبر نسبة ارتفاع أسبوعي لم يشهدها الذهب منذ بداية العام الجاري حيث وصلت الأسعار إلى مستويات 1168 دولاراً، ليستقر فوق مستويات المقاومة المركزية التي كانت تتمركز على 1140 دولاراً، والتي كانت تعتبر منطقة دعم قوية بداية العام الجاري ونهاية العام الماضي، لكن وبعد كسر هذا الدعم خلال الأسابيع الماضية اصبح يشكل حاجز مقاومة مهماً. ومع عودة الذهب إلى الارتفاع بهذه القوة وفوق تلك المستويات، فقد انخفضت حدة توقعات انخفاض الذهب على المدى المتوسط والقصير على الأقل. كما ارتفعت أسعار الفضة بأكثر من 8.9% خلال الأسبوع نفسه بفعل استخدامه كملاذ آمن في ظل تخبط الأسواق العالمية. أجندة الأسبوع خلال الأسبوع الحالي، الأسواق العالمية على موعد مع العديد من التحركات والأخبار التي من شأنها أن يكون لها تأثير واضح على الأسواق. على المتداولين الانتباه إلى الأرقام الاقتصادية التي ستصدر طوال الأسبوع. اليوم الثلاثاء تنتظر الأسواق توقعات التضخم من نيوزلندا وأرقام قطاع الأعمال من ألمانيا إضافة إلى أرقام قطاع الإسكان من الولايات المتحدة الأميركية وأرقام ثقة المستهلكين وقطاع الصناعات التحويلية. يوم الأربعاء، الجميع على موعد مع أرقام طلبات السلع المعمرة الأميركية والتي سيكون لها تأثير كبير على الأسواق خصوصاً في ما لو انخفضت من جديد كما تشير التوقعات، كما سيتم الإعلان عن أرقام مخزونات النفط الأميركية في ذلك اليوم. أما يوم الخميس، فتنتظر الأسواق أيضاً أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي المعدلة إضافة إلى المزيد من أرقام قطاع الإسكان وطلبات الإعانة بسبب البطالة. الأهم من كل ذلك هي اجتماعات جاكسون هول الأميركية والتي يجتمع فيها العديد من صانعي القرار المالي في الولايات المتحدة الأميركية ومنهم العديد من أعضاء الفيدرالي الأميركي وفي الغالب ما سيتم مناقشة الاقتصاد العالمية ومخاطر انكماش الأسعار الذي تعيشه الأسواق حالياً، حيث إن التصريحات أو القرارات التي ستصدر عن هذه الاجتماعات في الغالب ما سيكون لها تأثير كبير على الأسواق. والجدير بالذكر أن هذه الاجتماعات تمتد طوال تداولات يوم الجمعة وحتى خلال عطلة نهاية الأسبوع يوم السبت عندما تكون الأسواق مغلقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©