أعلنت السلطات الكمبودية مقتل 378 شخصاً، بينهم 240 امرأة على الأقل، وإصابة 755 آخرين بجروح خلال حادث تدافع فوق جسر مزدحم في العاصمة الكمبودية بنوم بنه مساء أمس الأول.
وذكر المتحدث باسم مجلس الوزراء الكمبودي فاي سيفان أن الكارثة وقعت عندما أصاب الذعر آلاف الاشخاص بينما كانوا يعبرون جسرا طوله 100 متر يربط بر بنوم بنه بمنطقة ترفيه في جزيرة داياموند، في ختام احتفالات “مهرجان المياه” السنوية بمناسبة انتهاء فترة الرياح والأمطار الموسمية. واستمرت الاحتفالات ثلاثة أيام وجذبت أربعة ملايين شخص إلى العاصمة.
وأوضح ناجون ورجال شرطة أن الذعر بدأ عندما تعالت صيحات بأن أشخاصاً عدة صعقوا بالكهرباء وأن الجسر على وشك الانهيار، فيما بدأ آلاف المحتفلين يعودون إلى وسط العاصمة.
وصرح وزير الإعلام الكمبودي خيو كانهاريث بأن الحكومة الكمبودية شكلت ثلاث لجان للتعامل مع الأزمة، الأولى للتحقيق في ملابسات الحادث، والثانية لتحديد هويات الضحايا، والثالثة للتعرف إلى سبب وفاة كل شخص. وذكر أن الحكومة ستقدم 1250 دولاراً أميركياً لعائلة كل متوفى و250 دولاراً لكل مصاب وستنقل جثامين القتلى إلى ديارهم في أنحاء كمبوديا.
وقال “ستوفر الحكومة وسائل النقل لأنه، وفقاً للتقليد الكمبودي، يرفض العديد من مالكي السيارات نقل الجثامين. لذلك سنستخدم شاحنات عسكرية”. وأضاف أن أسباب الوفاة كانت الاختناق أولاً والنزيف الداخلي ثانياً والدهس تحت الأقدام ثالثاً. وذكر أنه حتى صباح أمس غادر ربع المصابين بجروح المستشفيات.
وأعلن رئيس الوزراء الكمبودي هون سين غداً الخميس يوم حداد على الضحايا. وقدم اعتذاراً لشعبه عن الكارثة وأمر بإجراء تحقيق في أسبابها، واصفاً إياها بأنها أسوأ حادث يسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا في كمبوديا منذ مذابح نظام “الخمير الحمر” الدموي بقيادة بول بوت بين عامي 1975 و1979، التي أسفرت عن مقتل نحو مليون و700 ألف شخص. وقال “هذه أكبر مأساة خلال أكثر من 31 عاما بعد نظام بول بوت”.
وكان هون سين يتحدث، بينما أظهرت لقطات تلفزيونية أقارب الضحايا وهم يبكون على جثث القتلى المكومة فوق بعضها بعضا. ونظم مئات من الرهبان البوذيين مساء أمس مسيرة في موقع الكارثة، حيث رددوا الأدعية للضحايا.
وذكر ناجون أنهم ظلوا محاصرين وسط حشد من الأحياء والموتى لساعات طويلة. وقالت شابة جريحة على فراشها في المستشفى إن كثيرين قفزوا من الجسر للنجاة بأنفسهم لكنها كانت مثبتة وسط الحشد من وسطها ولم تتمكن من الحركة حتى جاءت الشرطة. وأضافت “توفي رجل بجانبي بالاختناق، كان ضعيفاً ولم يحصل على هواء كافٍ” وقالت امرأة “ظللت محاصرة وسط الحشد لمدة ثلاث ساعات وتصورت أنني مت. رشت الشرطة الماء علينا وكنا فقط نفتح أفواهنا لنشرب”.
عدد اليوم
