الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء تستوحي تفاصيلها من مفردات التراث

أزياء تستوحي تفاصيلها من مفردات التراث
17 أغسطس 2012
أطلقت مصممة الأزياء التراثية شمس الأتربي مجموعة جديدة لموسمي رمضان والعيد 2012 مكونة من الجلابيب الفاخرة المميزة التي تحمل مفردات التراث الجميل المشبع به وجدانها، وهي جلابيب مستوحاة من الأزياء التقليدية التي جمعتها على مدار عشرات السنين، في أول بنك للأزياء التقليدية والفنون التراثية، لتصبح بمثابة مرجع موثق يضم المئات من القطع الأصيلة من الحلي والأثواب وقطع النسيج من مختلف قرى ونجوع مصر، وبعضها من مناطق شتى في عالمنا العربي وجميعها في مؤسسة “الدكان” التي أسستها قبل سنوات لتكون مركزا لأحياء التراث والحفاظ على الحرف التقليدية. ماجدة محيي الدين (القاهرة) - قدمت مصممة الأزياء التراثية شمس الأتربي مجموعتها الجديدة الخاصة بموسمي رمضان والعيد 2012 والمكونة من الجلابيات التراثية تتسم بالحشمة وموافقة الموضة. وعن أهم ما يميز مجموعتها الجديدة من الجلابيات التراثية، تقول الأتربي “هي ملابس تتسم بالحشمة والراحة والتوافق مع المناخ”، مشيرة إلى أنها تستعين بالأثواب الأصيلة التي جمعتها على مدار أكثر من أربعين عاما لتضعها تحت نظر العاملات كمصدر للإلهام، عندما يشاهدن وحدات التطريز المختلفة، ويتذكرن كيف كانت جداتهن يوزعنها على الأثواب، ومنها تعلمنا معاً فن مزج الخيوط الملونة بطريقة تحدث أثراً شديد الوقع، كما كانت الأجيال السابقة تفعل. أساليب التطريز عن الأوقات المناسبة لارتداء الجلابية التراثية، تقول الأتربي “منذ أسست “الدكان”، وأنا أقدم أكثر من مجموعة في العام الواحد، ومعظم الموديلات تصلح كزي للصباح، أو بعد الظهر، أو حتى في المساء طالما لم تكن هناك مناسبة خاصة”. وتشير إلى أنها تهتم بأن تضم المجموعة عدداً من التصاميم الخاصة بالسهرات والمناسبات المهمة، وهي نوعية تتميز بالعناية الزائدة، وتختلف في نوعية الأقمشة المستخدمة وأساليب التطريز وأحيانا في شكل الموديل”. وحول قدرتها على ابتكار موديلات وتصاميم جديدة في كل موسم جميعها من وحي الأزياء التقليدية والتراثية، توضح “رغم أن نمط الأزياء التقليدية قد يكون محددا بعدد معين من التصاميم والموديلات، لكنها تمثل النبع المتجدد الذي استقي منه مادة للابتكار والتجديد، وتستعين بمفردات من فنون تراثية أخرى، مثل الفخار والمصاغ والمشربيات وغيرها إلى جانب الأزياء”. وتضيف “لا أرتبط بموضات معينة، وأرى أن الموضة تذوق جمالي وما يناسبني هو الذي أحس فيه بأنه يعبر عني، وليس شخصا آخر، وهو ما يعني التفرد، وإنتاجي محدود، وأي موديل لا يتم تكراره إلا بعد الاتفاق مع العميلة، سواء في مصر أو خارجها عن طريق الويب”. وتشير إلى أن معظم الجلابيب تحمل أنماطا مختلفة من التطريز اليدوي الملائم لكل تصميم، ورغم أنه عمل شاق لكنه يعرض بندرة إلى حد ما لطول المدة التي يستغرقها. وتقبل عليه النساء لتفرده وقيمته الفنية والجمالية. خامات وألوان عن الخامات التي اعتمدت عليها في مجموعتها الجديدة، تقول الأتربي “منذ البداية كان عملي في مجال تصميم الأزياء التقليدية، وهدفي أن أقدم منتجا ذا جودة عالمية يعكس اعتزازي بحضارتي وتراثي العربي، ولذلك قررت أن تكون جميع الخامات مصرية وطبيعية ومعظم الأقمشة من القطن المصري المصنع لنا فقط والحرير الطبيعي المغزول والمنسوج يدويا في خطوط إنتاج خاصة لنا، إلى جانب خيوط قطن للتمكين وخيوط التطريز، وهي إما من القطن أو الحرير”. وبالنسبة للألوان التي تستخدمها، تقول “لا يوجد لون محدد أفرضه، وإنما دائما أستعين بمجموعة من الألوان الأساسية، منها الأسود والأبيض والأحمر والبني والكاكي والأصفر والبرتقالي، ثم أضيف بعض الألوان الجديدة في كل موسم وعادة استخدم اكثر من لون في الجلباب الواحد والمهم أن تكون الألوان متناغمة”. وتقول “في بدايات القرن العشرين كانت هناك تسع مناطق في مصر ترتدي فيها النساء أزياء تقليدية، هي قرى الصعيد والدلتا والنوبة والواحات الخارجة والداخلة والبحرية وواحة سيوة وشمال سيناء والساحل الجنوبي من البحر الأحمر والملابس التقليدية في كل منطقة تقتصر على زي واحد، فقد كان في أغلب الأحيان لكل قرية أو مجموعة من القرى نمط رئيس خاص بها. بالإضافة إلى عدة تنويعات وفقا لطبيعة المناسبة التي يُرتدى لها الزي، وكذلك وفقا لسن المرأة التي يصنع لها، واحياناً كان الزي يدل على الحالة الاجتماعية، فالمرأة المتزوجة يختلف زيها عن الأرملة، وعن الفتاة التي لم تتزوج، وهناك بعض المناطق التي تميزت بأزياء خاصة ترتديها النساء في حفلات الزفاف وتصاميم أخرى تعتبر جزء أساسيا من جهاز العروس”. روابط مشتركة تؤكد الأتربي أنه “رغم الاختلاف بين موديلات كل منطقة فإن هناك رابطا بينها وكأن بينها خطاً مشتركاً يصعب تحديده، وعلى سبيل المثال الزي التقليدي للمرأة في الدلتا وسيناء أو سيناء وسيوة يميزه المصاغ البديع وغطاء الرأس الشديد الجمال، كذلك نجد في سيناء “القناع” وكله من العملات الفضية أو الذهب حسب ثراء العائلة، وتظل النوبة مشهورة بالجرجار الأسود الشفاف وهو ثوب منسدل في انسيابية ونعومة وأحيانا يعتمد على قصة السفرة والكشاكش وتحته ترتدي المرأة الجلابيب الملونة الزاهية، وقد ترتدي تحته جلبابين أو ثلاثة ولها “قمطة” للرأس جميلة باللون الأسود”. وتضيف أن المرأة في صعيد مصر اشتهرت بالثوب التلي المشغول بالكامل بخيوط من الفضة، وـحيانا يضاف إليها خيوط حمراء وهو عبارة عن قماش التول المعروف والذي يستخدم في أزياء السهرة بكثرة، وعادة يكون باللون الأسود، وأحياناً يكون باللون البيج أو الأبيض، وهذا الزي مازال يوحي لنا بتقديم تصاميم عصرية وخامات حديثة، لكنها تعكس روح الأصالة والذوق الراقي للمرأة في جنوب مصر. وتوضح “مصر الوسطى قدمت لنا “الملس” وهو زي لقبائل العرب والبدو ومازال يلهمنا بتقديم تنويعات مبتكرة، فضلا عن الثوب الخليجي والسعودي والثوب الفلسطيني الثري بالتطريز الجميل، وكل تلك الأنماط من الأزياء التقليدية تحتل مكانها في مجموعاتي الأخيرة”. وتؤكد الأتربي “الأزياء التقليدية والفنون التراثية ليست مجرد قطع ملابس أو حلي جميلة ترتديها في مناسبات معينة، ولكنها جزء من وجداننا وتكويننا الثقافي الذي يجب أن نعتز به دائما، فهي ثروة وتاريخ، ومن خلال عملي أتيح لي أن أكون شاهد عيان على تراثنا في الحرف الشعبية، والذي اصبح مهددا بالاندثار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©