الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بحث دور «أبي الفنون» في إشاعة ثقافة التسامح

بحث دور «أبي الفنون» في إشاعة ثقافة التسامح
27 يناير 2014 00:24
عصام أبو القاسم (الشارقة)- انطلقت صباح أمس فعاليات ملتقى الشارقة الحادي عشر للمسرح العربي الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، تحت شعار «المسرح والتسامح»، ويختتم مساء اليوم بعرض مسرحي يقدم في معهد الشارقة للفنون المسرحية. واستهلت جلسات الملتقى بكلمة لعبد الله العويس رئيس الدائرة رحب خلالها بضيوف الملتقى، ونقل عبرها تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته للمشاركين بالتوفيق والسداد، وتابع قائلاً: «انطلاقاً من توجيهات سموه وبدعمه اللا محدود، تتابع دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة اهتمامها بتعزيز مكانة المسرح في المجتمع، وتتقدم من سنة إلى أخرى نحو ابتكار المزيد من الفعاليات التي من شأنها أن تحفز المشتغلين بهذا الفن وتتيح لهم كل الإمكانيات، ليقدموا إبداعاتهم ورؤاهم واقتراحاتهم لتنمية وتطوير مجتمعاتنا والارتقاء بها». وأشار رئيس الدائرة إلى أن «هذه الدورة من الملتقى تأتي في صدارة البرنامج الحافل والمتنوع الذي أعدته الدائرة للاحتفال بالشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014، ومن هنا، ارتأت إدارة المسرح أن تخصصه للحوار حول الدور الذي لعبه ويمكن أن يلعبه على المدى الطويل مسرحنا العربي». من جانبه، تحدث الناقد المصري الدكتور محمود نسيم نيابة عن الضيوف، وقال في مستهل كلامه: «نلتقي اليوم في الشارقة، المكان والمكانة، والمدينة التي تستمد من اسمها دلالة الإشراق والتجدد والضوء»، وذكر الناقد المصري: «إن الملتقى باختياره قيمة «التسامح» لتكون عنواناً له ومداراً لنقاشاته، إنما يعني إدارك منظميه الصائب لطبيعة الثقافة وتجربة المسرح بشكل خاص في بناء معرفة حديثة متجددة». وأنهى نسيم كلمته بتوجيه الشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: «الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، رجل الدولة والمبدع، الذي تمثل الثقافة والمسرح بالنسبة له مشروعاً للمستقبل وإطاراً للتقدم، وبشكل خاص لنا في مصر لدعمه المتجدد ومواقفه المساندة وإدراكه لعمق التحولات التي تمر بها مصر والوطن العربي بشكل عام». وفي أولى جلسات الملتقى التي أدارها الكاتب والمخرج مرعي الحليان، قدمت نورة لغزاري من المغرب ورقة تحت عنوان «المسرح.. سبيل إلى التمايز والتناسج والعالمية»، وبدأتها بالحديث عن مفهوم التسامح، وفي هذا السياق طرحت جملة من الأسئلة، قائلة: «يحمل التسامح بين ثناياه محاولة للإجابة عن سؤال: كيف نعامل الآخر ونقدره؟ وقبل ذلك: من هو هذا الآخر؟ هل هو خصم وعدو ينبغي أن نبعده أو نقضي عليه؟ أو هو صديق يقاسمنا حياتنا وأحلامنا» وقبل أن تجيب على الأسئلة شاءت أن تحدد مفهوم الغيرية، وقالت: «الغير، هم هؤلاء الذين ليسوا «نحن» قياساً إلى الذات الفردية أو الجماعية، ويتم التمايز من حيث الوجود الجسمي والنفسي، ومن حيث الملكية، ومن حيث السلوك والقدرة على الإبداع. وكذلك بالمعنى الحضاري والثقافي والعرقي والديني.. مما يخضع الحسم في مفهوم الغير للنسبية والصيرورة والسيرورة»، وتابعت لغزاري موضحة فكرتها ومنتهية إلى أن «الأمر أعقد مما نتصور، لصعوبة تحديد معاني الأنانية والغيرية وطبيعة العلاقات التي تجمع بينهما، إضافة إلى (الصورة/أو الصور) التي يحملها كل منهما عن الآخر»، وتناولت الباحثة المغربية كذلك تجليات التسامح في المسرح الإغريقي ومن ثم الفكر الإسلامي ثم في ما يعرف في المغرب بـ «التناسج الثقافي». أما الباحثة المصرية مايسة زكي فتناولت في ورقتها التي جاءت تحت عنوان «المسرح، القيم، والتحولات الاجتماعية.. قراءة في التجربة المصرية»، الارتباك العام الذي أحدثته التحولات التي حصلت أخيراً في مصر، وكيف أثرت على ذاكرتها في القراءة والنقد والملاحظة العامة، وتساءلت الناقدة المصرية إن كان ممكناً الحديث عن الوعي بدلاً من «التسامح»، الوعي بالذات وبالآخر.. وكيفية تشكيل هذا الوعي؟. كما شهد اليوم الأول للملتقى تقديم العديد من الأوراق الأخرى، فثمة ورقة الكاتب السوري عبدالله الكفري التي جاءت تحت عنوان «سوريا الذاكرة، والمسرح» وانفتح عبرها على ما تشهده سوريا في الوقت الراهن وفيما لو كان ممكنا نسيان الجراحات والتسامح، وتحدث علي العبدان عن مسرحية «لا هواء» التي أخرجها إبراهيم سالم في الشارقة، وكيف أنها أذكت حس التضامن مع أهالي غزة فيما استعرض مرعي الحليان تجربته في مسرحية «باب البراحة»، حين عرضت في برشلونة وذكر أن منظور الإسبان والغربيين إلى الإماراتيين تغير كثيراً، حين شاهدوا العرض الذي يحكي قصة ثلاثة من الكهول في دار للعجزة، وكذلك تحدث الكاتب المصري حاتم حافظ عن مفهوم التسامح من مداخل اجتماعية وفلسفية قياساً إلى الذاكرة الكلاسيكية للمسرح، واختتمت جلسات اليوم الأول بمداخلة للدكتور محمود نسيم بدت أشبه بتعليق موسع، حول مختلف الرؤى التي طرحت في الأوراق التي سبقته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©