الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

65% من المواطنين يتجهون إلى الأدبي والقسم العلمي يبحث عن طلاب

65% من المواطنين يتجهون إلى الأدبي والقسم العلمي يبحث عن طلاب
13 سبتمبر 2014 13:31
شهدت السنوات الماضية عزوفاً من معظم الطلبة المواطنين عن الالتحاق بالتخصصات العلمية، واتجاههم لدراسة التخصصات الأدبية، بينما تحتاج سوق العمل إلى تخصصات علمية، وعزا الطلبة المواطنون سبب عزوفهم عن الالتحاق بالتخصصات العلمية إلى صعوبة دراستها، وطول سنوات الدراسة، وضعف كفاءة المعلمين في المواد العلمية، وصعوبة تحصيل العلامات الدراسية المناسبة في التخصصات العلمية. أوضحت آمنة أحمد الرئيسي، تخصص علاقات عامة في جامعة عجمان، أن هناك عدداً كبيراً من الطلبة يعتمدون على التفكير المسبق حول التخصص الذي يناسبهم، ودائماً يتجهون للتخصص الذي يحقق طموحهم، وآخرون يفضلون دراسة ما يجدون سهولة في دراسته. وترى أن أهم أسباب عزوف الطلبة عن التخصصات العلمية هو اقتران هذه التخصصات باختبارات تحديد المستوى العلمي، مثل الأيلتس والتوفل وغيرها من الاختبارات، التي يراها بعض الطلبة عقبة. وأضافت أن غياب وقلة الإرشاد الأكاديمي في مراحل متقدمة من الدراسة قبل الجامعة، أدى إلى غياب ثقافة الاختيار لدى الطلبة، ومعظم الطلبة ليست لهم دراية بما يريدون دراسته، كما أن الأهل يلعبون دوراً في اختيار الطالب لتخصصه، ويجب تصحيح مفهوم بعض الأهالي حول التخصصات العلمية التي يرونها صعبة. العلمي مغامرة وتقول خلود البديوي تخصص اتصال جماهيري: إن سبب اختيارها لتخصص جامعي غير علمي جاء بناءً على رغبتها الشخصية وحبها للمجال وهناك عدد لا بأس به من صديقاتها يدرسن التخصصات العلمية، وترى أن من أسباب عزوف الطلبة عن المواد العلمية صعوبة المواد وصعوبة تحصيل الدرجات فيها، وأن التخصصات الأخرى يمكن للطالب تحصيل درجات جيدة فيها وبلا مجهود كبير، وأنها تعتمد بشكل كبير على الحفظ، بعكس المواد العلمية التي تحتاج لتركيز. وأوضحت أن الميول يكون من أغلب الطلبة للمواد الأدبية، وأن التخصص العلمي أصبح مغامرة بعد تجارب عدة لدى صديقاتها، حيث إن هذه المغامرة من الممكن أن تكون فاشلة، أو ناجحة بناءً على توفق ومهارة أو بمحض الصدفة للبعض. مشيرةً إلى أن الطلبة الذين يلتحقون بالتخصصات العلمية يجب أن يكون لديهم اقتناع تام بقدرتهم على دراسة التخصص. وأضافت أن بعض الأسر تشجع أبناءها من المرحلة الثانوية على الاتجاه للقسم الأدبي لضمان تحصيل نسبة عالية للالتحاق بالجامعة، لتجنب الضغط النفسي الذي يصاحب الدراسة في القسم العلمي. وسائل جذب وأوضح أحمد الهاملي تخصص الجيولوجيا التطبيقية أن هناك الكثير من الطلبة يعتقدون أن المواد الدراسية للتخصصات العلمية صعبة، خصوصا العلوم والرياضيات، ويبتعدون عن دراستها. وأضاف: دراستي للتخصص العلمي في الجيولوجيا التطبيقية جاءت بعد اقتناعي بأهمية العلوم والتكنولوجيا والابتكار في العصر الحالي. وأشار إلى أن الدولة لديها الكثير من الصناعات في مختلف المجالات مثل النفط والغاز، والطائرات، والآن وصلت للفضاء، وهي بالتأكيد سوف تقدم فرصا كبيرة للمواطنين ذوي التخصصات العلمية. وقال: على المعلمين في المراحل الدراسية المختلفة وفي الجامعات خصوصاً تشجيع الطلبة وإقناعهم بمتعة المواد العلمية، وتحفيز التفكير العلمي لديهم وتنميته، وإيجاد وسائل لجذب الطلبة نحو هذه التخصصات العلمية. وأشار عبدالله خليفة «تخصص تقنية المعلومات»، إلى أنه توجه لدراسة هذا التخصص لحبه للحاسوب، إضافة إلى أن هذا التخصص فيه الكثير من الإبداع، حيث إن الكثير من التطبيقات التي يريد أن ينفذها، تحتاج لدراسة البرامج الخاصة بالحاسوب. ويرى أن عزوف الطلبة عن التخصصات العلمية خصوصاً الذكور، يرجع إلى صعوبة المنهج العلمي، وأنه تخصص يتطور بشكل مستمر ويزداد صعوبة لمواكبته العصر والتقدم، ولا يوجد تطوير للمعلمين، كما أن هناك ندرة في الوسائل التعليمية الحديثة، إضافة إلى أن المختبرات لا يتم تجهيزها على مقاييس علمية عالمية. مطالباً بإيجاد حلول لجذب الطلبة للتخصصات العلمية، وتوجيههم نحوها عن طريق إقناعهم بأهمية وجودهم في هذه التخصصات، حتى يستطيعوا رفد الدولة بعقول وسواعد إماراتية تدير القاعدة العلمية والاقتصادية والصناعية للدولة.، لافتاً إلى أن مناخ التعليم بشكل عام يحتاج إلى تغيير ومواكبة للمستجدات التي طرأت. وذكر سعيد صبيح الكعبي تخصص الأغذية والزراعة أن اختياره لهذا التخصص جاء بعد التحاق العديد من معارفه به، حيث حصلوا على وظائف مباشرة بعد التخرج، لأنه تخصص علمي وحيوي مطلوب. وأسباب عزوف الطلبة عن التخصصات العلمية، يعود إلى غياب التوجيه للطلبة، وقلة البرامج الإرشادية لتعريف الطلبة باحتياجات الدولة من التخصصات. ولفت إلى أن التخصصات العلمية بحاجة إلى اقتناع الطالب من المرحلة الإعدادية أو الثانوية، وألا يعتمد على ما يختاره أصدقاؤه أو أفراد أسرته، بل يجب أن تكون هناك حلقة وصل بين المدرسة والمنزل لمساعدة الطالب، ومعرفة مواهبه، وميوله الدراسية. إلغاء الأدبي والعلمي ويقول سالم محمد الكعبي تخصص قانون إن هناك فجوة كبيرة بين أعداد طلبة التخصصات العلمية والتخصصات الأدبية وهذه الفجوة ينتج عنها خلل في رفد سوق العمل بالدولة، فتجد أعداداً كبيراً من خريجي التخصصات غير العلمية يعانون البطالة، بينما المهن العلمية مقاعدها خالية، وتحتاج لمن يشغلها. ويرى أنه يجب إلغاء نظام قسمي الأدبي والعلمي في المدارس، حتى يستطيع الطالب الجامعي اختيار التخصص الذي يناسبه في المرحلة الجامعية بناءً على نمو وتغير التفكير والوعي الذي مر به خلال المرحلة الثانوية. ويقول حمد سالم تخصص إدارة واقتصاد إن ما يعرقل التحاق الطلبة بالتخصصات العلمية هو وجود شرط أساسي للالتحاق بها يتمثل في الحصول على نسب عالية في امتحانات القدرة للغة الإنجليزية، إضافة إلى أن المعلمين ليسوا مؤهلين بشكل كافٍ ولا يملكون الكفاءة والخبرة لتدريس المواد العلمية، ويعتمد أغلبهم على الكتب. ويرى أنه يجب زيادة برامج الإرشاد الطلابي، وتوعية الطلبة بأهمية التخصصات العلمية، ومستقبل العمل بها، وإنشاء مراكز تتبنى مواهب الطلبة العلمية وتنميتها، وتكتشف المواهب العلمية الجديدة. كما يجب تحفيز الطلبة لدراسة التخصصات العلمية نظرياً وتطبيقياً. وقال محمد راشد أحمد الشحي بالسنة الجامعية التأسيسية إنه اختار القسم العلمي في المرحلة الثانوية لقناعته بأنه الأفضل لأنه يعدد أمامه الفرص للالتحاق بالكليات العملية مما يجعل حظوظه في الالتحاق بوظيفة جيدة أفضل. وأرجع اتجاه الأكثرية من زملائه إلى القسم الأدبي لاعتقادهم بأنه أسهل ويضمن لهم الوظيفة التي تحقق طموحاتهم.. وقال سعيد حمد علي الوشاحي بالمرحلة الجامعية التأسيسية إنه التحق بالقسم العلمي في المرحلة الثانوية لميوله إلى المواد العلمية ورغبته في الالتحاق بكلية الهندسة إلا أن مجموعه لم يمكنه من ذلك فاتجه إلى كلية العلوم الإنسانية، ليكمل بها مرحلة دراسته الجامعية، مؤكداً أن اتجاه أكثرية الطلبة المواطنين للقسم الأدبي يعكس مدى قناعتهم بأنه الطريق الأسهل. وأكد حمد محمد الكعبي بالمرحلة الجامعية التأسيسية أهمية توفر القدوة عند المفاضلة في الاختيار بين القسمين العلمي والأدبي من واقع تجربته فعلى الرغم من رغبته في الالتحاق بالقسم الأدبي فإن الاتجاه العام لدى زملائه في المدرسة كان علمياً فاقنعوه واتجه معهم وتبين بمرور الوقت إنه كان اتجاهاً صائباً. صعب ومعقد!! وقال عبد الرحمن حامد البلوشي بالمرحلة الجامعية التأسيسية إنه حصل على الشهادة الثانوية «القسم العلمي» الذي اختاره لتميزه في مادة الرياضيات ورغبته في الالتحاق بكلية الهندسة، لافتاً إلى أن الطلبة الذين يتجهون إلى القسم الأدبي لديهم قدرة أكبر على الحفظ ويخشون تعقيدات المواد العلمية. أما سلطان سالم الكتبي بالمرحلة الجامعية التأسيسية فيسعى بعد أن حصل على الثانوية العسكرية القسم العلمي إلى دراسة تقنية المعلومات لأنها توفر له مستقبلاً وظيفياً أفضل عكس القسم الأدبي الذي لا يوفر له هذه الفرصة. وقال عبد الله محمد الأحبابي إنه حصل على الثانوية العامة القسم الأدبي في العين، معللاً اختياره الأدبي بأنه يتميز بالسهولة ويمكن الحصول فيه على معدل أكبر مقارنة بالعلمي الذي تستوجب الدراسة فيه جهداً ووقتاً أوفر، كما أن اختياره للأدبي جاء كذلك توافقاً من طموحه في الالتحاق بكلية القانون والعمل بسلك القضاء. أكاديميون: المطلوب حلول فورية قبل فوات الأوان أوضح د. سيف الشعالي أستاذ مساعد في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات، أن اتجاه الطلبة للتخصصات العلمية أو الأدبية، لا يعتمد على سهولة أو صعوبة التخصص، وإنما هناك استخدام للجزء الأيمن من الدماغ أو الجزء الأيسر، وهي دراسات علمية أثبتت صحتها، حيث نجد أن بعض الطلبة الذين يتجهون للتخصصات العلمية يملكون صفات استخدام الجزء الأيسر من الدماغ مثل التفكير الشعوري، والمنطق، والمهارات العلمية، والتحليل والمهارات العديدة، والطلبة الذين يتجهون للتخصصات الأدبية يحملون صفات استخدام الجزء الأيمن مثل الاعتماد على الحدس. وقال: إن هناك عدداً كبيراً من طلبة القسم العلمي يدرسون تخصصات أدبية، وجميع الطلبة متوافقون بالتخصصات التي يدرسونها، لأنها مناسبة لهم وتتوافق مع شخصياتهم، لأن الطالب اختار تخصصه اعتماداً على معايير اختيار التخصص ومنها الرغبة، والقدرة، والفرصة. مجتمع حضاري وقال د. ناصر العامري الأستاذ في كلية التربية بجامعة الإمارات: إن دراسة المواد العلمية تعمل على تنمية العقل والتفكير لدى الطلبة، وتفسح المجال لمزيد من الابتكارات والاكتشافات العلمية، وتسهم في خلق مجتمع حضاري علمي يُستفاد منه حاضراً وفي المستقبل. وهناك الكثير من الجهات التي ترعى الطلبة في برامج تعليمية علمية في بعثات جامعية داخل الدولة وخارجها، وتشجع على التخصصات العلمية. وقال إن أحد أهم عزوف الطلبة عن التخصصات العلمية التفكير بالعمل بعد التخرج، وساعات العمل، والرواتب الشهرية، فجميعها أمور تجعل الطالب يتجه لتخصص أدبي تسهل دراسته. وأشار إلى ضرورة البحث عن حلول فورية قبل فوات الأوان. وأوضح أن في فترة من الفترات اتجه عدد كبير من الطلبة لتخصص تقنية المعلومات بعد حاجة السوق الملحة لهذا التخصص، وبعد تقليل فرص العمل في هذا التخصص وتوقف الامتيازات، توقف الطلبة عن الاتجاه لتخصص تقنية المعلومات، و«لا ننسى رغبة الأهل في بعض التخصصات، وتدخلهم في الاختيار حيث تؤثر بشكل كبير على الطالب، بينما الرغبة الشخصية تشكل نسبة بسيطة لمعظم الطلبة. وأكد أن التخصصات العلمية يفضلها الجميع لكن سنوات الدراسة الطويلة، تكون سبباً لعزوف الطلبة عنها، مقارنة بالتخصصات الأدبية التي تكون الدراسة بها 4 سنوات ويكتسب الخريج خبرة في سوق العمل، بينما التخصص العلمي يحتاج إلى 5 و7 سنوات. ويتمنى أن تشجيع الطلبة المواطنين بشتى الوسائل وقبل المرحلة الجامعية على الدراسة بالقسم العلمي، وإعطاءهم فكرة شاملة عن فرص العمل في المستقبل في حال توجههم للتخصصات العلمية واتباع أساليب التعليم الحديثة الممتعة للطلبة التي تجذبهم لدراسة المواد العلمية، لأن صعوبة المواد هي سبب النفور من دراستها. مدير جامعة زايد: مطلوب تكثيف برامج التوعية ارجع الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد قلة إقبال الطلبة المواطنين على الاتجاه العلمي في الدراسة قياساً بالاتجاه الأدبي إلى قلة الوعي لديهم وهو ما يؤكد ضرورة تكثيف برامج التوعية في المدارس بالمراحل المختلفة لتعريف الطلبة وتبصيرهم بمزايا وإيجابيات التخصصات العلمية. ولفت إلى أن هذه المؤشرات لمعدل الإقبال على التخصصين العلمي والأدبي لا تقتصر على دولة الإمارات أو دول الخليج أو المنطقة العربية بل هي مؤشرات عالمية نجدها في دول عديدة قطعت شوطاً بمجال التعليم كفرنسا وكوريا الجنوبية. وتقدر الإحصائيات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم نسبة إقبال الطلبة المواطنين على القسم الأدبي بمرحلة التعليم العام بنحو 65 % مقابل 35 % للقسم العلمي الأمر الذي يستوجب المضي قدماً في التوعية سعياً نحو تغيير المعادلة مع الاسترشاد بتجارب الدول الأخرى في التشجيع على الانخراط في المجال العلمي والتغلب على التحديات القائمة. وأشار الدكتور علي سعيد الكعبي وكيل كلية التربية بجامعة الإمارات، إلى أن سبب التفاوت في معدل إقبال الطلبة المواطنين على القسمين العلمي والأدبي يعود إلى نظرتهم إلى المستقبل ووجود بعض المفاهيم الخاطئة وقناعة شريحة لا بأس بها من الذين يتجهون من بينهم إلى القسم الأدبي أنه الطريق الأسهل للحصول على نفس ما قد يحصلون عليه لو تخرجوا لو سلكوا الاتجاه العلمي فالنتيجة هنا وفقاً لقناعتهم واحدة. وأكد الكعبي ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير قناعات ووجهة الطلاب وتحفيزهم نحو الاتجاه العلمي لمواكبة حاجة الدولة للكوادر الوطنية المؤهلة في مختلف التخصصات العلمية بما في ذلك المجالات المتقدمة، كالطاقة النووية والفضاء وغيرها من المجالات، التي اقتحمتها الدولة بقوة وبقدرة تنافسية كبيرة. محمد يوسف: تغيير طرق التدريس القديمة يرى الدكتور محمد يوسف بني ياس أستاذ السموم وعميد كلية الطب بجامعة الإمارات سابقاً ومدير كلية الإمارات للتطوير التربوي حالياً أن لمؤشرات تدني إقبال الطلبة المواطنين على القسم العلمي أسباباً عدة على رأسها الطرق التقليدية التي تدرس بها المواد العلمية في المدارس بعيداً عن الأسلوب العلمي التطبيقي مما يصعب معه الفهم. كما أن سوق العمل التي رغم أنها أميل بكثير نحو أصحاب التخصصات العلمية فإن الحاجة ما زالت ماسة إلى توسيع دائرة الاستقطاب لتشمل أكبر عدد من خريجي الكليات والتخصصات العلمية بامتيازات وظيفية مغرية لإيجاد دوافع أقوى للتوجه نحو المسار العلمي. وأبدى مدير كلية التطوير التربوي في أبوظبي بعض الملاحظات الأخرى التي تتعلق بأداء العديد من الشركات الصناعية التي تعمل في الدولة والذي يركز على عمليات استيراد مكونات الإنتاج وتجميعها أو تركيبها مما يجعلها صناعات تجميعية لا تقوم على قاعدة إنتاجية حقيقية تعدد فرص التدريب والتوظيف لعدد وافر من المواطنين خريجي التخصصات العلمية. وشدد على أن هناك ضرورة لعلاج هذا الخلل الموجود في الميول بين الأدبي والعلمي بما يواكب التوجهات الحكومية إلى توسيع قاعدة المشاريع والمبادرات التي تقوم على العلوم الحديثة والتقنيات المتقدمة. المغني يدعو لتوعية مبكرة أكد د. عبدالله المغني أستاذ التاريخ في جامعة الشارقة، أن بناء الدول في الوقت الحالي يعتمد على الصناعة والتكنولوجيا وقطاعات علمية وفنية أخرى قائمة على العلم وخريجي الجامعات من التخصصات العلمية ، مشيرا الى أن النقص في أعداد طلبة التخصصات العلمية يؤدي إلى نقص الكوادر البشرية المواطنة بالمجالات العلمية للدولة،والى استقطاب الخبرات الأجنبية لإدارة هذه المجالات الحيوية لنفس المتخصصين المواطنين. ويرى أن من الأسباب الأكثر شيوعاً لعزوف الطلبة عن التخصصات العلمية هي في الغالب اجتماعية وتربوية ونفسية تتلخص في غياب التخطيط للمستقبل، فمعظم طلبتنا يصلون إلى نهاية المرحلة الثانوية ولم يفكر بعضهم بتخصص المستقبل ولم يحدد هدفاً واضحاً لاختيار تخصصه. وأضاف: لعلاج هذه المشكلة لا بد أن تتكاتف الجهود المجتمعية والرسمية لإيجاد علاج باستحداث آليات ممنهجة، وخطة استراتيجية بالتعاون بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم بمشاركة وسائل الإعلام مجتمعية أخرى، لتوعية الطلبة مبكراً واستقطابهم للتخصصات العلمية من خلال جعل التعليم أكثر تشويقاً، باتباع أساليب تركز على التنمية الذهنية والمهارية، وتبصير الطلبة والأهالي بخطط التنمية في الدولة والتي تحتاج إلى هذه التخصصات. وعقد لقاءات تضم أولياء الأمور والطلبة مع الجامعات والمدارس للإطلاع على الأسباب الحقيقية لعزوف الطلبة عن التخصصات العلمية. دعوة لتغيير مفردات المنظومة التعليمية أكد محمد ناصر الجنيبي بالمرحلة الثانية في كلية القانون على ضرورة تغيير مفردات المنظومة التعليمية بمفهومها الشامل بدءاً من بيئة المدرسة مروراً بالمعلم والمناهج. وقال إن اختيار الطالب يجب أن يكون مدروساً بعناية ودقة بعيداً عن العواطف ومشاعر الخوف والرهبة التي تسيطر على البعض من القسم العلمي، مشيراً إلى أنه التحق بالقسم الأدبي لميوله إلى دراسة الجغرافيا والتاريخ عكس الكيمياء والفيزياء والرياضيات في القسم العلمي التي يرى أنها تنطوي على تعقيدات كثيرة. وأوضح سالم محمد العامري أن اختياره للأدبي جاء تماشياً مع ميوله، إضافة إلى اعتقاده بأنه أسهل من العلمي خصوصاً وأنه يتوافق مع طموحاته في دراسة الإدارة والاقتصاد، ويقترح إعادة صياغة المناهج في القسم العلمي في المرحلة الثانوية بما يجعلها أكثر يسراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©