السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زكاة الفطر تجسد أجمل صور التكافل وترسم البسمة على وجوه مستحقيها

زكاة الفطر تجسد أجمل صور التكافل وترسم البسمة على وجوه مستحقيها
17 أغسطس 2012
أشاد عدد كبير من الصائمين بجهود صندوق الزكاة وهيئة الهلال الأحمر، بتوفير«كوبونات زكاة الفطر»، في مختلف الأماكن، خاصة المراكز التجارية، التي تكسر فيها التجمعات، ليتسنى لهم دفع أموال زكاة رمضان، التي حددتها اللجنة الشرعية المختصة بقيمة 20 درهماً، ويجب أن يخرجها المسلم عن نفسه وعمَّن يعول. وتزايد الإقبال في الفترة الماضية على شراء تلك «الكوبونات»، في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، ليتسنى للجهات المختصة توزيعها قبل بزوغ فجر العيد، لترسم البسمة على وجوه مستحقيها داخل الدولة وخارجها، وتجسد أجمل صور التكافل التي دعت إليها الشريعة الإسلامية. هناء الحمادي (أبوظبي) - يسارع كل مسلم صائم خلال الأيام الأخيرة من رمضان، وقبل صلاة عيد الفطر السعيد بدفع زكاة الفطر التي تتجسد فيها أسمى المعاني الإنسانية، وتشعر المسلم بالمحتاجين والفقراء والمساكين من حوله وفي العالم أجمع، وقد عمد صندوق الزكاة وعدد كبير من الجمعيات الخيرية في دولة الإمارات إلى تسهيل أمور دفع زكاة الفطر على المسلمين، من خلال مراكزهم وصناديقهم المنتشرة في كل مكان في المجمعات التجارية والجمعيات أو حتى عن طريق حساب البنوك لإيصال زكاة الفطر لمستحقيها قبل حلول العيد. وحددت اللجنة الشرعية المشتركة قيمة زكاة الفطر في الإمارات لهذا العام بـ20 درهماً إماراتياً، وقررت اللجنة ذلك استناداً إلى ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح البخاري، بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم « فرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنِثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، ولتحديد الصاع أخذت اللجنة الشرعية قوت غالب أهل البلد في الدولة وهو الأرز، والصاع أربعة أمداد، والمد ملء حفنتي الرجل المتوسط. تحديد مقدارها وقامت اللجنة بزيارة إحدى الجمعيات التعاونية، التي تعد أسعارها أكثر ثباتاً ومراقبة من الجهات المعنية، ونظرت في أصناف الأرز«العيش»المعروضة، وهو غالب قوت البلد، والأسعار المدونة إزاءها، واختارت الأوسط من الأصناف جودة وسعراً وإقبالاً من المستهلكين، ثم حررت مقدار المدّ بحفنات أربعة من أعضاء اللجنة الشرعية، مختلفات الأحجام، ثم عمدت إلى استخلاص النسبة الوسطية، فتبين أن الوزن بالكيلوجرام لهذه الحفنات هو نحو كيلوجرامين، وبسعر وسطي هو 20 درهماً. وعليه، فقد قررت اللجنة أن إخراج زكاة الفطر عن كل مسلم ومسلمة صغيراً أو كبيراً لهذا العام، إما كيلوجرامين من الأرز، أو ثمن هذا المقدار بالدرهم الإماراتي وهو 20 درهماً تؤدى قبل صلاة العيد، ومن تطوع خيراً فزاد على ذلك فهو خير، ولم تأخذ اللجنة إلا غالب قوت البلد، وهو الأرز كما تقدم، إذ لم يعد التمر قوتاً للناس في هذا الزمان، وإنما هو من فاكهتهم. من جانب آخر أوضح طالب الشحي مدير إدارة الوعظ بأبوظبي في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن زكاة الفطر هي الزكاة التي سببها الفطر من رمضان، وفرضت في السنة الثانية للهجرة، أي مع فريضة الصيام، وتمتاز عن الزكوات الأخرى بأنها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال، واتفق جمهور العلماء أنها فريضة واجبة، لحديث ابن عمر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شَعير على كلّ حرٍّ أو عبد أو أمة»، وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمتها وأنها طهرة للصائم من اللَّغو والرَّفث اللذين قلما يسلم صائم منهما، وهي طُعمة للمساكين حتى يكون المسلمون جميعاً يوم العيد في فرح وسعادة. فوائدها وأضاف الشحي»لا يخفى على كل مسلم فضل هذه العبادة وأنها احدى القربات إلى الله عز وجل، حيث إن في أدائها تطهيرا لنفس الصائم مما علق بها من آثار اللغو والرفث، كما أنها تغني الفقراء والمساكين عن السؤال يوم العيد، فضلا عن كونها واجباً على كل مسلم، مشيراً إلى أنها تجب على كل مسلمٍ عبدٍ أو حرٍّ، ذَكرا كان أو أنثى، صغيرا أو كبيرا، غنيا أو فقيرا، ويخرجها الرجل عن نفسه وعمَّن يعول، ولا تجب عن الحمل الذي في البطن، وقد اشترط الجمهور أن يملك المسلم مقدار الزكاة فاضلاً عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وعن سائر حوائجه الأصلية. وتباع، مقدار زكاة الفطر صاع من تمر أو شعير أو زبيب أو أقِط أو قمح، أو أي طعام آخر من قوت البلد، وذلك لحديث ابن عمر المذكور آنفاً، ولحديث أبي سعيد الخدري: « كنا نُخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من تَمر، أو صاعاً من شَعير، أو صاعاً من زَبيب، أو صاعاً من أقِط، فلم نزل كذلك حتى نزل عَلينا معاوية المدينة، فقال: إني لأرى مُدَّين من سَمراء الشام -أي قمحها- يعدل صاعاً من تمر فأخذ الناس بذلك. لافتا «الصاع أربع حفنات بكفَّي رجل معتدل الكفين، أو أربعة أمدد، لأن المدّ هو أيضاً ملء كفي الرجل المعتدل، ويجوز أداء قيمة الصاع نقوداً فهي أنفع للفقير، وأيسر في هذا العصر». توفر المندوبين بدوره أخرج مبارك سعيد، رب أسرة، زكاة الفطر خلال رمضان بعدة أيام يقول في هذا الشأن، حيث تعد زكاة الفطر من الأمور الواجب على كل مسلم إخراجها للفقراء والمساكين، قبل صلاة العيد لما فيها من أجر وثواب على المسلم، وشكر صندوق الزكاة والجعيات الخيرية التي قامت بتوفير مجموعة كبيرة من المندوبين في الجمعيات التعاونية والمراكز التجارية والتي توفر للذي يريد إخراج الزكاة كوبونات «زكاة الفطر» فقد سهلت عليه العناء والمشقة للتبرع بأسرع وقت للفقراء والمساكين. وتتفق في الرأي مسعودة الخالدي موظفة في أنها تدفع زكاة الفطر قبل العيد بيومين للفقراء والمساكين، حيث تعتبرها زكاة عن الأبدان والنفوس وقربة لله عز وجل عن نفس المسلم، أو زكاة لبدنه، وبعبارة أخرى تعبر عن شكر العبد لله عز وجل على نعمة الحياة والصحة التي انعم الله عز وجل بها على عبده المسلم. لذلك شرعت على الكل بما فيهم الصغير والعبد والصائم والمفطر. وقال أحمد سلطان، إنه بادر إلى دفع زكاة الفطر برفقة أولاده، ليعودهم عليها، ويعطيهم درساً تعلمه من أبيه، بأن الإنسان يجب أن يعطي ويساند الآخرين، ولو بالقليل، وحسب مقدرته، كما يعودهم على فعل الخير، وكي ينظروا إلى حالهم ويحمدوا الله على نعمه الكثيرة، التي منحها للإنسان، مشيداً بدور صندوق الزكاة وهيئة الهلال الأحمر، على دورهما الخيري في هذا المجال. ودعا علي الشامسي إلى المبادرة بدفع زكاة الفطر، قبل حلول العيد بفترة كافية، حتى تصل إلى مستحقيها، ويتحقق الغرض منها، مشيراً إلى أن الإقبال في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم، يجسد أجمل صورة التكافل التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، لتجعل من المسلمين مجتمعاً متضاناً كالجسد الواحد، تسود بينهم الوحدة والمحبة، ويعيشون كجماعة واحدة، مهما اختلفت أماكن إقامتهم. وبجوار الصندوق نفسه، تقدم شاب، وطلب عدداً من «دفاتر» كوبونات زكاة الفطر، وبسؤاله طلب عدم ذكر اسمه، لإيمانه بأن ما يقوم به واجب وعمل خيري، يجب ألا يفصح عنه الإنسان، وهو حق للفقراء والمساكين، مطالباً الشباب من أقرانه بزيادة التبرع لمثل هذه الجهات، وليس فقط دفع الزكاة، حيث يسافر بحكم عمله الخاص إلى بلدان عدة، وقد رأي خير الإمارات كيف يخفف معاناة الشعوب الفقيرة والمحتاجة، وكيف ينظرون بالبنان إلى أبناء هذه الدولة. إضاءة تقدم طفل صغير، إلى إحدى نقط هيئة الهلال الأحمر المنتشرة في مراكز التسوق، طالباً عدداً كبيراً من كوبونات زكاة الفطر وكفالة اليتيم، وبسؤاله أجاب بكلمة تدل على براءة الأطفال، تفيد بأن والده الذي يقف بالقرب منه، عوده كل عام مع قرب نهاية الشهر الفضيل، أن يحضر لهذا المكان ويشتري كوبونات زكاة الفطر، كما يشتري من مال آخر دبره من مصروفه اليومي على مدار العام، بعض كوبونات أخرى، يترك له الوالد حرية اختيار نوعها، وقد اختار هذا العام، كفالة اليتيم، لأنه تابع بعض البرامج الدينية، التي عرف معنى كفالة اليتيم، وجزاء من يكفلهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©