الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطبقة الوسطى تشتري طعاماً أقل وأغلى سعراً في أوقات الأزمة الاقتصادية

الطبقة الوسطى تشتري طعاماً أقل وأغلى سعراً في أوقات الأزمة الاقتصادية
28 أغسطس 2011 01:07
باريس (ا ف ب) - تؤدي الأزمة الاقتصادية إلى تغيير الأنماط الغذائية لدى البعض بطريقة تدعو إلى المفارقة، فتدفعهم مثلاً إلى شراء منتجات أغلى كلفة، بحسب جان بيار كوربو، عالم الاجتماع المتخصص في أنماط الغذاء . وفي ظل سياسات التقشف الحالية، قد تتضاعف الظواهر الملحوظة منذ العام 2007 ولكنها لن تشمل طبعاً الأكثر فقراً المرغمين على الأكل بأقل كلفة ممكنة. وأوضح عالم الاجتماع أن الطبقات الوسطى أو الوسطى العليا «التي ليست بالضرورة الأكثر تأثراً بالأزمة» كانت الأولى في تغيير سلوكها المتعلق بالمشتريات الغذائية منذ 2008. وتصادف هذه التغييرات مع تزايد الاهتمام بفن الطبخ والمأكولات المنزلية ودروس الطبخ والبرامج التلفزيونية المتخصصة ولكن أيضاً بالغذاء السليم والموسمي والمحلي، لا بل الحيوي. وبالتالي، توقف الكثيرون ممن ينتمون إلى الطبقة الوسطى عن «الذهاب بانتظام إلى السوبر ماركت كل أسبوع» وشراء ما هب ودب من المنتجات. وفي هذا السياق، قال كوربو إن هؤلاء الأشخاص بدأوا يفضلون المنتجات الحيوية ويمتنعون عن شراء الفراولة مع أنهم ما زالوا يملكون القدرة الشرائية نفسها. أما بالنسبة إلى الحلوى، فهم يركزون على «شراء منتجات أساسية مع العودة إلى الحلوى المصنوعة يدوياً... ويخففون بشكل عام من شراء المنتجات الجاهزة». وأضاف كوربو أن الطبقات الوسطى التي لا تزال تؤمن دخلاً مقبولاً تعتقد أنها في حال جيدة ولكنها ترى ضرورياً تعزيز التضامن مع الآخرين لأن بعض الأشخاص سيعانون من البطالة بسبب الأزمة الاقتصادية». وشرح أن الأزمة في هذا السياق تؤدي إلى مفارقة أخرى وهي أنه «عندما يكون الطعام رخيصاً يصبح مدعاة للتشكيك بجودته، إذا لم يكن مصدره معروفاً». فالمستهلك يريد أن يكون مطمئنا وأن يعرف مصدر المنتج ومن يبيعه وعلامته وإن كان حيوياً. فهو لم يعد يستهلك الأطعمة المجهولة أو مجهولة المنشأ وإن كانت رخيصة لأنها «قد تضرنا أو تسممنا... الصحة هي الأهم»، بحسب كوربو. وبالتالي، فإن أحد التأثيرات الجانبية للأزمة الاقتصادية هو أن الفئات الوسطى مستعدة لزيادة نفقاتها قليلاً مقابل الحصول على غذاء سليم. وبحسب عالم الاجتماع، «لم يعد الناس يشترون ما هو أرخص، بل يشترون أقل ولكن بنوعية أفضل» وهذه الظاهرة بدأت تطال فئات محدودة الدخل نسبياً. ومن تداعيات الأزمة أيضاً أن أصحاب المطاعم بدأوا يستقبلون زبائن يتشاركون للاستمتاع بوجبة فاخرة. وكذلك، يعمد بعض الأشخاص إلى إصلاح حدائقهم أو تطويرها للتمتع بغذاء منخفض الكلفة وصحي ولذيذ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©