الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق لوقف النار وإشراف أممي على ميناء الحديدة

اتفاق لوقف النار وإشراف أممي على ميناء الحديدة
14 ديسمبر 2018 02:12

ريمبو (السويد) (وكالات)

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس أمس، التوصل إلى اتفاقات عدة خلال مشاورات السويد الخاصة بالأزمة اليمنية المستمرة منذ نحو 4 أعوام.
وقال جوتيريس: «لقد توصلت الأطراف إلى اتفاق حول ميناء الحديدة والمدينة، سيشهد إعادة انتشار لقوات الطرفين في الميناء والمدينة، ووقف لإطلاق النار على مستوى المحافظة». وأوضح جوتيريس أن الانسحاب سيتم «في غضون أيام».
وأكّد جوتيريس أن الأمم المتحدة «ستلعب دورا رئيسيا في الميناء» الذي تدخل عبره غالبية المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان.
وأكد جوتيريس، أن «الاتفاق بشأن الحديدة كان واحداً من أصعب الأمور التي واجهتنا»، لافتاً إلى أنه سيكون له تأثير كبير جداً على الوضع الأمني والإنساني. ووجه التحية لأعضاء الوفدين اليمنيين لتوصلهم إلى هذا الاتفاق، قائلاً: «إننا نشهد بداية النهاية لأزمة اليمن».
وأضاف جوتيريس، إن هذا الاتفاق سيسهم في تحسين الظروف المعيشية لملايين اليمنيين.
وشدد جوتيريس بالقول: «سنبذل كافة الجهود لمساعدة اليمنيين على حل مشاكلهم»، لافتاً إلى أن الجولة المقبلة من المشاورات اليمنية ستعقد في يناير المقبل.
كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن طرفي الأزمة اتفقا أيضاً على تسهيل الظروف في تعز وإيصال المساعدات لسكانها، إضافة إلى اتفاق حول الأسرى، معتبراً أن ما تم التوصل إليه يعد خطوة مهمة بالنسبة للشعب اليمني.
وأضاف:«لدينا فرصة هامة وأعتقد أن الأطراف حققت تقدماً حقيقياً في مشاورات السويد»، موضحاً أن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، عبر عن دعمه الكامل لما تم التوصل إليه في المحادثات.
وصافح وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يترأس وفد حكومته في محادثات السلام في السويد، رئيس وفد المتمردين محمد عبد السلام.
وكتب اليماني على حسابه على تويتر «هذا ما قلته للسيد الأمين العام للأمم المتحدة عندما حاول تقريبي ومحمد عبدالسلام للمصافحة: لا داعي للتقريب في ما بيننا فهذا أخي، رغم انقلابه على الدولة وتدميره للوطن وتسببه بهذه المأساة الإنسانية، إلا أنه يظل أخي!».
ورأى اليماني في مؤتمر صحفي في ريمبو عقب اختتام المشاورات أن التفاهمات التي تم الاتفاق عليها هي الأهم منذ بداية الحرب، لكنه أكد أن الاتفاق يبقى «افتراضياً» حتى تطبيقه.
وقال اليماني: إن محادثات السلام اليمنية، أدت إلى اتفاق بشأن مدينة الحديدة «وهذا يعني انسحاب المليشيات الحوثية من ميناء الصليف، ورأس عيسى».
وقال اليماني، «لأول مرة تقبل الميليشيات في تاريخها الانسحاب»، مشيرا إلى أن «الحديدة ستعود إلى السلطات الشرعية عبر المؤسسات الرسمية، وستبقى ممرا إنسانيا لجميع اليمنيين».
وفيما يتعلق بملف تعز، أوضح اليماني، أنهم سيقومون بإنشاء لجنة مباشرة من الأمم المتحدة ستعمل على رفع الحصار عن تعز وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات.
وأشار اليماني، إلى أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن الملف الاقتصادي، «الحوثيون يصرون على التحكم بالموارد وتحولها لصالح مجهودهم الحربي».
وأستطرد «سنعمل بجد من أجل أن يقبل الحوثيون بالاتفاقات الاقتصادية حتى نتمكن من دفع المرتبات ورفع المعاناة عن الشعب اليمني».
وأكد اليماني، أنهم على استعداد لفتح مطار صنعاء كخطوة إنسانية «بدلا من أن ينتقل المواطنون في رحلات طويلة، وطلبنا أن يتم نقل المسافرين من صنعاء إلى عدن، ومن ثم إلى الخارج، ولكن الطرف الانقلابي رفض».
وقال اليماني، إن أي تقصير في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، هو من مسؤولية المجتمع الدولي ومكتب المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ورحب اليماني، بجهود المبعوث الأممي، لافتاً إلى أنهم لن يتوجهوا إلى المشاورات القادمة «إلا إذا تم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في هذه المشاورات. نريد أن يكون هناك ضغط على الطرف الانقلابي على أن يتوقف عن الاعتقالات».
وأضاف «نحن على استعداد للتوجه لأي جولة مشاورات جديدة في حال تحقق ما تم الاتفاق عليه في ملف الحديدة وإيصال المساعدات والإفراج عن الأسرى. نريد أن نرى مشروعا متكاملا لرفع الحصار عن تعز. نريد أن نرى أبناء تعز يعيشون بسلام حينها سنرى أن المبعوث قد أنهى التزاماته». من جانبه، قال محمد عبد السلام رئيس وفد المتمردين:
إن ما تم التوصل إليه هو وقف إطلاق النار في المدينة ومينائها وفي رأس عيسى والصليف، على أن تكون الأمم المتحدة مشرفة على الحديدة.
وقال «سيكون هناك تعزيز للأمم المتحدة في الممرات الإنسانية إضافة إلى مطاحن البحر الأحمر في الحديدة».
وناقش الطرفان أيضا وضع مطار صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق.
وكانت الحكومة عرضت إعادة الحركة للمطار الذي يتحكم التحالف بأجوائه، على أن تقتصر على الرحلات الداخلية فقط.
كما اجتمع وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت بالوفدين في مقر المشاورات، مؤكّدا بحسب تغريدة على حساب وزارة الخارجية البريطانية على «ضرورة مواصلة جميع الأطراف الجهود للوصول إلى حل سياسي».
وهذه أول مرة يجتمع فيها وزير بريطاني بمسؤولين حوثيين منذ اندلاع الصراع في اليمن عام 2014، بحسب وزارة الخارجية.
وتشكّل التفاهمات في السويد اختراقا في الأزمة على طريق إنهاء النزاع المستمر منذ 2014 والذي قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء عمليات التحالف في 2015 ووضع 14 مليونا من السكان على حافة المجاعة.
وقالت «مجموعة الأزمات الدولية» في تعليق على المشاورات «محادثات السويد حقّقت أكثر مما كان يتوقع أي شخص».

مصافحة تاريخية
شهدت الجلسة الأخيرة لمشاورات السويد بشأن اليمن، مصافحة تاريخية بين وزير خارجية اليمن ورئيس وفد الحوثيين، بعد الإعلان عن التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات المهمة التي قد تمثل بداية لانفراج الأزمة اليمنية.

جوتيريس يتوسط اليماني والحوثي خلال المصافحة التاريخية (رويترز)
وظهر وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، ورئيس وفد الحوثيين محمد عبد السلام، وهما يتصافحان، فيما توسطهما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.
وما إن تصافح اليماني وعبد السلام، حتى انطلقت صيحات الفرح والتصفيق الحاد بالقاعة، في إشارة إلى أهمية هذه الخطوة.

نص الاتفاق بشأن الحديدة
• وقف فوري لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى يدخل حيّز التنفيذ فور توقيع الاتفاق.
• إعادة انتشار مشترك للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ.
• الالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية من قبل الطرفين إلى محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
• إزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في المدينة.
• إنشاء لجنة تنسيق إعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدة وتضم، على سبيل المثال لا الحصر، أعضاء من الطرفين لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار.
• يقدم رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار تقارير أسبوعية من خلال الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي حول امتثال الأطراف لالتزاماتها في هذا الاتفاق.
• إشراف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة. وستشرف أيضاً على عملية إزالة الألغام من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
• دور قيادي للأمم المتحدة في دعم الإدارة وعمليات التفتيش للمؤسسة العامة لموانئ البحر الأحمر اليمنية في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ويشمل ذلك تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
• تعزيز وجود الأمم المتحدة في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
• يلتزم الأطراف بتسهيل وتمكين عمل الأمم المتحدة في الحديدة.
• تلتزم جميع الأطراف بتسهيل حرية الحركة للمدنيين والبضائع من وإلى مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وتلتزم أيضاً بعدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
• تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في محافظة الحديدة وجميع أنحاء اليمن.
• تقع مسؤولية أمن مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى على عاتق قوات الأمن المحلية وفقاً للقانون اليمني، ويجب احترام المسارات القانونية للسلطة وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول من دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها، بما فيها المشرفون.
• لا تعتبر هذه الاتفاقية سابقة يعتد بها في أي مشاورات أو مفاوضات لاحقة.
سيتم تنفيذ هذه الاتفاقية على مراحل يتم تحديدها من قبل لجنة تنسيق إعادة الانتشار، على أن تشكل عملية إعادة الانتشار من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والأجزاء الحرجة من المدينة المرتبطة بالمرافق الإنسانية المهمة في المرحلة الأولى ويتم استكمالها في غضون أسبوعين من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. يتم استكمال إعادة الانتشار المشترك الكامل لكافّة القوات من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى خلال مدة أقصاها 45 يوماً من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©