«بطولة اللا مقاييس»

لا يستطيع خبراء كرة القدم تقييم دورة كأس الخليج العربي بالشكل المنطقي والحقيقي لها، باعتبار أنها إحدى البطولات التي لا تخضع لمعايير يمكن البناء عليها، فالبطولة تنطبق عليها رائعة الشاعر المبدع الأمير عبد الرحمن بن مساعد «مذهلة » لتناقضاتها العجيبة، فالبطولة الخليجية التي تجمع أبناء الخليج والجزيرة العربية كل عامين ليست بطولة لكرة القدم فقط، وإنما بطولة للإعلاميين من صحافة وتلفزيون وقنوات فضائية، كما إنها بطولة للإداريين ورؤساء الوفود يتبارى فيها كل في ملعبه. وأجدني أميل للرأي الذي يقول إنها بطولة «اللا مقاييس» فكل ما تتوقعه ولا تتوقعه يمكن حدوثه، واضحة أحيانا وغامضة في أحيان أخرى، إيجابية تصدر لك الحب والبهجة في مكان، وتغضبك وتحبطك في موقع آخر، تكشف لك وجهها الجميل في البداية وتصد عنك عند خط النهاية، كثيرون يعشقونها لتناقضها فهي مولودة من ماء ونار. أعرف الكرواتي ستريشكو مدرب المنتخب اليمني جيدا فقد حالفني الحظ وكنت ضمن الوفد الإعلامي المشارك في كأس آسيا للشباب المؤهلة لتصفيات كأس العالم في عام 96 والتي أقيمت في كوريا الجنوبية ومن ثم في نهائيات كأس العالم في ماليزيا 97 بعد تأهل منتخبنا الوطني للشباب للمرة الثانية، ووقتها كان في بداية تجربته مع الكرة الخليجية من خلال اتحاد الإمارات لكرة القدم، وهو مدرب يميل إلى الأسلوب الدفاعي وكل خططه تصب في إغلاق المناطق الخلفية من خلال خطط مركبة في الدفاع وفي وسط الملعب، لكن في مباراة افتتاح خليجي 20 لم أشاهد أسلوبه المعروف عنه، وإنما كان خليطاً عشوائياً ولهذا دفع المنتخب اليمني المتحمس جدا في بداية المباراة الفاتورة خسارة قاسية واستقبلت شباكه 4 أهداف، فيما نجح المنتخب السعودي وعلى طريقة عناوين الصحف الرنانة «بمن حضر» في تقديم عرض كروي ينم عن خبرة ودراية ومهارة اللاعبين في مثل هذه المباريات والبطولات. لا يهم فقد انتهت الجولة الأولى وتبقى الكثير ليعيد المنتخب اليمني ترتيب أوراقة ويظهر التطور الفني الذي تغنى به المسؤولون في الاتحاد اليمني وآخرها تصريح أحمد صالح العيسي رئيس اتحاد اليمني لـ«الاتحاد» بأن تكلفة إعداد المنتخب بلغت عشرة ملايين يورو وهى تكفى لإعداد حزمة من المنتخبات وليس فريقاً واحداً ظهر بهذا المستوى المتواضع على أرضه وبين جماهيره التي خرجت أمس الأول بعد انتهاء مباراتهم مع السعودية ولسان حالها يقول «أول القصيدة هزيمة بالأربعة» alassam131@hotmail.com