الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية.. التهديدات الكاذبة

24 أغسطس 2015 00:41
دشنت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي مناورات عسكرية سنوية مشتركة دأبت بيونج يانج على وصفها بأنها استعداد للعدوان. ورداً على المناورات، وجه مسؤولون من كوريا الشمالية تهديدات شديدة ضد الولايات المتحدة. وذكر تقرير لتلفزيون «روسيا اليوم» أن متحدثاً من لجنة الدفاع الوطني لكوريا الشمالية حذّر من أن لديها أسلحة «غير معروفة للعالم»، تجعل منها «قوة لا تقهر». وحذرت وكالة الأنباء الرسمية «كيه. سي. إن. أيه. أنه»، من أنه «إذا أرادت الولايات المتحدة أن تكون في مأمن»، فعليها إنهاء المناورات العسكرية. وهذه النبرة ترددت في بيان سابق من لجنة كوريا الشمالية للتوحيد السلمي للكوريتين. وحذّر البيان أن «معاقل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للعدوان قد تتعرض لهجوم لأنها في مرمى تصويب بالغ الدقة». وتتردد فكرة شن هجوم من كوريا الشمالية على الولايات المتحدة بكثرة في الثقافة الشعبية. ففي فيلم «رد دون» (الفجر الأحمر) لعام 2012، كانت كوريا الشمالية، وليس الاتحاد السوفييتي ولا كوبا، هي التي غزت الولايات المتحدة. ولعبة الكمبيوتر «هومفرونت» تقوم على فكرة مشابهة في مستقبل كابوسي تصبح فيه كوريا الموحدة قوة عظمى. لكن هذه السيناريوهات تلقى سخرية شديدة. ووصف خبراء في السياسة الخارجية فكرة غزو كوريا الشمالية للولايات المتحدة بـ«السخيفة». لكن لماذا لا نأخذ تهديدات كوريا الشمالية على محمل الجد؟ لأنها تشبه حدوتة الشخص الذي يستنجد بالناس مرة بعد مرة مدعياً أن ذئباً يطارده، وعندما يذهب الناس لنجدته يقول إنه كان هازلا، فلم يعد يصدقه أحد. وقد هددت كوريا الشمالية بمهاجمة الولايات المتحدة مرات ومرات. ففي مايو من هذا العام، صرّح خبير من كوريا الشمالية لشبكة «سي. إن. إن» الإخبارية أن الشمال قادر على مهاجمة الولايات المتحدة بصاروخ نووي. وفي فبراير حذر مسؤولون في سيؤول من أن كوريا الشمالية ستتسبب في «دمار نهائي للولايات المتحدة.. بوسائلها النووية المتنوعة والدقيقة». وفي عام 2014، بعد الهجوم الرقمي المزعوم لكوريا الشمالية على شركة «سوني بيكيتشرز»، هدد مسؤول كوري شمالي بشن هجمات على البيت الأبيض والبنتاجون وكامل أراضي الولايات المتحدة. وفي عام 2013، حذّرت كوريا الشمالية من أنها ستهاجم جوام وهاواي والأراضي القارية الأميركية بالصواريخ. وفي عام 2009، أعلنت أن «لديها قدرات عسكرية هائلة ووسائل هجومية خاصة قادرة على غزو أهداف في جوارها بضربة زر واحدة أو ضرب الولايات المتحدة إذا لزم الأمر». وفي عام 2005، قال مسؤول من كوريا الشمالية إنه إذا اندلعت الحرب، فإننا سنضرب «كل قواعد المعتدين الإمبرياليين الأميركيين ونحول البحر إلى نار». وفي عام 2002، بعد أن أدرج الرئيس جورج بوش كوريا الشمالية في «محور الشر»، حذّر متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية من أن بلاده قادرة على «مسح المعتدين بلا رحمة». وكثرة التهديدات تجعل تصديقها صعباً، لكن آدم كاثكارت رئيس تحرير موقع «سينو إن. كيه»، ذكر أن تزايد عدد التهديدات الكورية الشمالية ضد الولايات المتحدة مؤخراً يثير القلق. ومما يثير القلق أيضاً أن كوريا الشمالية أعلنت في وقت مبكر هذا العام، أنها أنتجت رأساً نووياً صغيراً يمكن تثبيته في صاروخ باليستي قادر على الوصول للولايات المتحدة. لكن الخبراء الأجانب يشككون في هذه المزاعم. ومما يضاف إلى المخاوف أن تحليلا لصور الأقمار الصناعية في يوليو الماضي يوحي بسعي لدى كوريا الشمالية لتعزيز مخزونها من الأسلحة النووية. لكن رغم هذه التطورات، مازال معظم الخبراء يستبعدون بشدة وقوع هجوم نووي من كوريا الشمالية. وذكر داريل كيمبول، المدير التنفيذي لجمعية التحكم في الأسلحة، أن «احتمال وقوع هجوم نووي متعمد من كوريا الشمالية يصل إلى ما يقرب من صفر». وفي نهاية المطاف، يرى البعض أن أحد الأسباب التي تجعل كوريا الشمالية تصدر مثل هذه التهديدات، هو إدراكها بأنها لن تواجه برد عسكري. وكان من هؤلاء رئيس كوريا الجنوبية السابق «كيم يونج سام» الذي نقلت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» (عام 2009) قوله: «أعتقد أن الكوريين الشماليين يعتقدون أن بوسعهم قول ما يريدون لأنه بصرف النظر عما يفعلون، فلن يهاجمهم الأميركيون أبداً». آدم تايلور* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©