نسخة يمنية...!

كان اليمنيون يتطلعون إلى نجاح مزدوج في افتتاح خليجي 20، الأول انتهاء الحفل دون أن تشوبه شائبة، والثاني تحقيق أول انتصاراتهم بالدورة التي تقام على أرضهم للمرة الأولى... لكنهم نجحوا في الأول وأخفقوا في الأخير...! رغم ذلك، يحق لليمنيين أن يفرحوا حتى وإن لم تتحقق طموحاتهم كاملة، إذ يكفيهم فخراً تلك الإشادات التي جاءتهم من أشقائهم في دول “التعاون”، بعدما أتحفونا بحفل افتتاح بهيج... افتتاح بسيط لكن قوامه دفء المشاعر الصادقة، ولعل الخليجيين المتواجدين في عدن التمسوا هذا الشعور أكثر من غيرهم، فابتسامتهم في البلد السعيد تكفي ليفتح لهم اليمنيون قلوبهم ويجعلونهم يتجول بداخلها! وفي الحقيقة، استغربت كثيراً من ردة فعل الزملاء في الصحافة اليمنية، حيث طالب بعضهم مجلس إدارة اتحاد الكرة في بلادهم بالاستقالة إثر الخسارة القاسية أمام المنتخب السعودي في يوم الافتتاح، وكأنهم لا يعرفون الفارق بين الكرة السعودية والكرة اليمنية! واللافت في هذا الموضوع، أن هؤلاء الزملاء لم يضعوا في اعتبارهم صعوبة التحدي الذي خاضه اتحاد الكرة اليمني من أجل الخروج بتنظيم مشرف في الاستضافة الأولى، بعدما لفها جدل كبير قبل أن تتحول إلى واقع شاهده الجميع يوم الاثنين الماضي... لكن ربما دخول السعودية بمنتخب رديف حفز الصحافة اليمنية لحصد نقاط المباراة فجعلها تنسى أن “الأخضر” بإمكانه المشاركة بثلاثة منتخبات دفعة واحدة! على أية حال، بعد مباريات الجولة الأولى في هذه المجموعة، بقيت الأمور غامضة، حيث يلتقي في الجولة المقبلة السعودية والكويت في “ديربي الخليج” المعروف، وربما يكون الفائز منهما هو الفريق الذي سيضمن الصعود من المجموعة، أما اليمن وقطر، فإنهما أيضا يملكان الحظوظ للتأهل، ولكن بشرط الفوز بالنقاط الثلاث التي ستنعش آمالهما في مواصلة المشوار. ما يهمني حقاً، أن يبقى اليمنيون في دائرة المنافسة، وأن ينجحوا في التقدم، ليس لأنني متعاطف معهم حتى النخاع فحسب، وإنما لضمان نجاح البطولة من الناحية الجماهيرية، فوجود المنتخب المستضيف ضمن الفرق المتنافسة سيضمن التواجد الجماهيري الذي نتطلع إليه، والذي كان لافتا بحق في حفل الافتتاح. إلى ذلك، سننتظر الأيام القادمة لنعرف جيداً ما الذي سيحدث في “النسخة اليمنية” المثيرة للجدل، إذ يبدو أنها بطولة لا تسير وفق سيناريو روتيني نستطيع التنبؤ بما سيحدث في نهايته، فقد أثبتت الأحداث الماضية أن التوقعات السابقة سقطت بامتياز، بدليل نجاح حفل الافتتاح الباهر، وسقوط اليمن الكبير برباعية، وفوز الكويت المثير على قطر. a7med.karim@gmail.com