الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الماجدي بن ظاهر.. ولِدَ بدعوة جنّيّة!

الماجدي بن ظاهر.. ولِدَ بدعوة جنّيّة!
10 فبراير 2010 19:17
تخيل أنك تسير في بادية قفر، في ليل بهيم موحش والظلمة تفرش حلكتها على كل ما حولك. صمت رهيب يحيط بك. لا صوت ولا أنيس ولا ونيس لك سوى ناقة تسوسها بين كثبان الرمال. لا شيء معك. عارياً من كل عدة أو عتاد يعينانك على وحشة الطريق. الرمل الأصفر يلفع كل ما حولك، وسكون جحيميّ يجعل أقوى القلوب ترتجف، وأثبت الرجال تصطك عظامهم خوفاً. وعلى حين غرة، تباغتك امرأة متشحة بالسواد جالسة على الطريق. بكماء لا تنطق، بل تنظر إلى مائك وترجوك أن تسقيها قطرات تعيد إليها الرمق. والماء وجراب التمر في ظرف كهذا “عزيزان” لأنهما بعد مشيئة الله وسيلتاك إلى الحياة، وكل أسلحتك لمواجهة خطر الموت الكامن وراء كل كثيب... فماذا تفعل؟ وعلى أي نحو تتصرف؟. حتماً سينعقد لسانك خوفاً، وقد تتمتم بكلمات غير مفهومة، وربما تلحق قدميك بظهرك وأنت تولي هارباً من المفاجأة غير المتوقعة... لكن شاعرنا الماجدي (المايدي بلهجة الإمارات المحكية) لم يتلجلج ولم يداخل الخوف قلبه، بل توقف أمامها وكأنه يعرفها. سقاها وأطعمها، ودعت له بدعوة عجيبة ستفتح له أبواب المجد الشعري على وسعه. كيف لا، والرجل تصرف بكرم في وقت يعتبر فيه الكرم تضحية لا مثيل لها، ولهذا استحق هذه الهبة العظيمة التي وهبها له الخالق: الشعر... وحتى لا يطول الكلام مشوباً بالغموض لا بأس من رواية الحكاية كاملة. ميلاد شعري يروى، والعهدة على الرواة، أن ابن ظاهر كان عائداً من ضنك، وهي موضع في عمان يقع في الطريق بين العين وعبري (يقال إنه كان يمتلك فيها نخيلاً)، ولما وصل إلى موقع يسمى رملة العنيج (إلى الشرق من العين قرب الهير في الطريق إلى الشويب) نزل بمطيته إلى هور (الهور هو الأرض المنخفضة) أي الوادي، فترجل وسار على قدميه، وفجأة سمع صوتاً غامضاً خلفه، كان الصوت أقرب إلى الهمهمة، فالتفت خلفه متتبعاً مصدر الصوت ليجد أمامه امرأة خرساء (بلمة أو بلما) بالدارجة الإماراتية، ولم تكن تلك البلما سوى “أرضية” أي جنّيّة. كانت الجنّيّة خرساء، ولاحظ أنها عطشى، فناولها الماء فشربت، وبعد أن ارتوت لاحظ أنها تنظر إلى التمر فعرف أنها جائعة، ففتح الجراب (كيس يوضع فيه التمر) وناولها شيئا من التمر. الغريب أنها بعد ذلك نطقت ولم تعد خرساء، وقالت له: اطلب. قال: امممم...، قالت: (يعلك فاهم وعالم) أي جعلك الله فاهماً وعالماً. ومن هنا ربما جاء وصفه لنفسه في قصائدة بالفهيم (يقول الفهيم المايدي بن ظاهر)، فعاد الرجل إلى أهله يقول الشعر البليغ الذي لا ينافسه في جودته منافس. وتقول بعض الروايات أن (هور البلمة) الذي يوجد في الشويب يستمد اسمه من جنّيّة بن ظاهر. تلك هي حكاية الجنية التي ولدت شاعراً في بطن الصحراء فقال بعد أربعين عاماً من الخرس قصائد بلغ من جمالها الفني واحتشادها بالحكمة والمعرفة ما جعل صاحبها فيما بعد أميراً للشعر، ينافح عن إمارته بالغالي والثمين، حتى لو اضطره ذلك أن يقصَّ لسان ابنته كي لا تقول شعراً أجمل من شعره، أو اضطر إلى قتلها كما في رواية أخرى!. أكثر من ذلك، صار الشاعر أقرب إلى الحكاية الشعبية منه إلى الحقيقة الواقعية، ولأن الحكاية الشعبية تحتمل كل الخوارق، ولا ترتبط بالمنطق وليس لها سياق حكائي عقلاني، وهي أمور كثيرة في حياة ابن ظاهر، يميل الذين كتبوا عنه إلى اعتباره حكاية شعبية، من دون أن ينكروا وجوده الواقعي، ولأن المخيلة البشرية شاسعة، ولأنه لا يوجد تدوين وتوثيق علمي لتاريخ الشعر النبطي القديم في الإمارات، فقد تركت لنا الذاكرة الشعبية مدوّنات من السرديات الشفهية المتناثرة حول الرجل وسيرته، ونسج المخيال الشعبي حول ابن ظاهر العديد من القصص والحكايات التي تحمل معانٍي شاسعات الدلالات بحيث غدت حكماً وأمثالاً شعبية تتناقلها أجيال الرواة جيلاً بعد جيل. تحرير الصوت تتأسس هذه الحكاية على عدة معطيات لا متسع لسردها كلها، لكن يكفي أن نؤكد من خلالها على أمرين: الأول أن الذاكرة الشعبية ركزت على الولادة الشعرية لابن ظاهر أكثر من عنايتها بولادته المادية التي ما يزال تاريخها ومكانها مجهولين إلى الآن، وفي هذا ما يعزز المكانة العظيمة التي كان الشاعر يحتلها في الإمارات قديماً، فقبل أن يقول الشعر لم يكن ابن ظاهر يعني للناس شيئاً، وإنما رزق المجد والمكانة الرفيعة والتقدير الاجتماعي بعد أن امتلك ناصية القول الشعري/ الحكمة. والثاني أن الذاكرة الشعبية تفصح في ما تنسجه أو تعيد نسجه من الحكايات الشعبية عن موروثاتها ولاوعيها الجمعي، وهنا، تأخذنا الحكاية إلى علاقة الشعراء (الفحول) أو الشعر المهم الجيد في السبك والأسلوب، بالجن، وهي ترد كثيراً في سياق الحديث عن شاعرية فذة أو متفوقة في الموروث الشعري العربي. وكان القدامى حين يدهشهم الشاعر يقولون ما معناه إن شيطانه قوياً أو ماهراً، أي أنه يوحي إليه بشعر متين وجزل، وليس بعيداً عن الذاكرة وادي عبقر وعلاقة الشعراء به. لكن أهم ما في الحكاية إفصاحها عن أن قول الشعر أو امتلاك ناصية الحكمة هو وحده القادر على تحرير الصوت من الخرس. على جعل الأبكم يتكلم، والبكماء تنطق. فقد كان بطلا الحكاية (الماجدي وجنّيّته) بكماوين، وكانت الإشارة أو النظرة وحدها هي طريقة التواصل بين الاثنين، ولم يحتج ابن ظاهر لأكثر من نظرة منها إلى الماء والطعام ليفهم أنها عطشى وجائعة. وعليه، تقول الحكاية إن بين الناس خيطاً من التواصل الشفيف الذي لا يحتاج أحياناً إلى الكلام المنطوق، بل أن الخيط يمتد أيضاً بين الإنسان والجان، إلى الحد الذي جعل الاثنين يتكلمان بعد ذلك اللقاء الغريب في جوف الصحراء. غموض شامل باستثناء اسمه ومكان قبره، لا شيء في حياة ابن ظاهر متفق عليه بشكل تام بين الباحثين: تاريخ ولادته، مكانها، المكان الذي قضى فيه حياته، والطريقة التي قال بها قصائده أول مرة، فحول كل هذه المعطيات روايات متعددة، تتقارب وتتباعد، وتتفق وتختلف، ولكل باحث رأي يرجحه وأسباب يبديها لتبرير رأيه في اختيار أي منها. وبسبب بعد الشقة بيننا وبين الشاعر، وعدم وجود وثائق مكتوبة وجد من بحثوا في سيرته عنتاً كبيراً في تحديد تاريخ ميلاده، ولولا أن ابن ظاهر ذكر اسمه الصريح في إحدى قصائده فلربما اختلف الباحثون على اسمه. أما اسمه فهو علي بن ظاهر الماجدي. وأما تاريخ ولادته فهو موضع شك وغير مؤكد. ويظل خاضعاً لترجيح الباحثين، وما جمعوه من الروايات الشفهية التي يرددها كبار السن؛ لكن من الواضح أن الرجل عاصر فترة من عهد الدولة اليعربية، حسب فالح حنظل وحمد بوشهاب وإبراهيم بو ملحة، والتي قامت في عمان سنة 1624هـ. أما السند أو الدليل الذي يتم إيراده هنا فهو أن ابن ظاهر مدح أحد أئمة هذه الدولة وهو الإمام سيف بن سلطان اليعربي، الملقب بقيد الأرض، لكن هل يكفي مجرد مدح الشاعر لشخصية ما للقول بأنه كان من مجايليها أو أنه عاش في عصره، فما أكثر الشعراء الذين مدحوا حكاماً ورموزاً علمية أو ثقافية أو وطنية بعد سنوات وربما أجيال من وفاتهم، لأسباب مختلفة. ومما يعزز رأينا هذا أن فالح حنظل يورد ثلاث إشارات شعرية في قصائد ابن ظاهر في الاستدلال على ميلاده، تبتعد الواحدة عن الأخرى بشكل كبير لا تتسع له حياة شخص، كما أن حنظل نفسه يلمح إلى أن هذه المواضع تدل على فترات زمنية متباعدة تماماً، وهذه القرائن هي: الأولى أن الماجدي مدح قبيلة بني هلال، وهي قبيلة عمانية، ذكر المؤرخون أن ظهورها كان موازيا لسقوط دولة بني نبهان التي سقطت في 1624م. والثانية أن الماجدي مدح “سيف بن سلطان اليعربي” الملقب ب “قيد الأرض”، وهي واقعة تجد نوعاً من الشك والحيرة لدى حنظل، بسبب الفارق الزمني (حوالي 100عام) بين ظهور بني هلال ووفاة الإمام اليعربي الذي توفي حوالي 1711م، ويبين لنا أيضا في دراسته التحليلية كيف أن كثافة الأحداث في تلك الحقبة مثل تحرير عمان من أيدي البرتغاليين تجعل من الصعب تصديق أن الماجدي كان يعاصر هذه الأحداث بقلبه وقالبه في دولته الصديقة (عمان) ثم لا نرى من آثاره ما يضيء لنا ظلام تلك الحروب ولا ما يبعد عن أعيننا ضباب الحيرة، فالماجدي لم يكن ليجهل أو يتجاهل أحداثاً عظيمة كتلك. والثالثة أن الماجدي ذِكر “طوفان المعيريض” الذي حدث عام 1871م وقتل 90000 من أهل رأس الخيمة المسلمين ومن الوافدين غير المسلمين (القور) كما سماهم في قصيدته. وثمة من يقول إنه ولد قرابة سنة 1532م، ويستدل أصحاب هذا الرأي بذكره بني هلال في إحدى قصائده، وهو يتأسف عليهم كأنه يراهم، وعادة لا يتأسف الإنسان إلا على قرب عهده من عهد الذين فقدهم. وسواء عرفنا تاريخ ولادته أم بقي مجهولاً وتقريبياً فإن ابن ظاهر هو “أول شاعر إماراتي قديم حفظ لنا التاريخ اسمه وحصيلة ثمينة من أشعاره”، ولا يضيره، على حد تعبير فالح حنظل، أن أحداً لا يعرف أيامه “فحسبه شعره الذي تركه لنا بحراً خضماً يزخر بأنواع الحكمة والعاطفة الصادقة”. رجل الأماكن كلها الغموض يلف أيضاً مكان ولادته، وقد اختلف الرواة في نسبة ابن ظاهر إلى مكان معين، فثمة من يذكر الذيد بالشارقة، ومن ذهبوا هذا المذهب استندوا إلى ما جاء في أشعاره عن منطقة الذيد وفي وصف نخيلها، لكن هذا ليس دليلاً كافياً ولا يصمد في التأريخ الأدبي، فمن المعلوم أن الشاعر يمكن أن يصف مكاناً وصفاً دقيقاً وجميلاً حتى لو مرَّ به مرة واحدة، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار بلاغة ابن ظاهر وشاعريته القوية. ناهيك عن أن ابن ظاهر نظم الشعر في غير الذيد بل ولديه قصيدة تجمع مناطق الإمارات وقراها. وثمة من يقول إنه ولد في منطقة الساعدي في رأس الخيمة، وهم يستدلون على ذلك بكثرة ترددها في أشعاره وإلمامه بأحداثها وما يجري فيها، وهذا رأي فيه وجاهة ويجد قبولاً لدى كثيرين. وسواء أكان هذا أم ذاك فإن الثابت أن سيرة ابن ظاهر وصلت إلى كل مكان في الإمارات، من الظفرة آخر حدود أبوظبي إلى دهان برأس الخيمة مروراً بالجزيرة الحمراء، الزعاب، الخران، الساعدي، أم الخايوس، أم القيوين، العين، هيلي، المدام، الذيد، الجميرة، الظيت، الغريف، الشويب، الظاهرة، مليحة، المزاحمي، العانكه، بل ويورد الدكتور غسان الحسن ما رواه الراوي الخامس عند سلطان العميمي الذي وثق لسيرة ابن ظاهر “سكن في كل بقعة.. ما خلّى بقعة”. ويذهب الحسن في تفسير هذه الاختلافات مذهباً جميلاً، معززاً ميله الى اعتبار حكاية ابن ظاهر حكاية من الأدب الشعبي، حيث يرى في تعدد هذه الأماكن “إشارة واضحة إلى أن الشعب الحامل لهذه الحكاية عبر الأجيال يعتبر ابن ظاهر ابن الإمارات كلها وابن الوطن وابن الشعب كله وبطله في كل أرجائه وشاعره المعبر عن كل همومه وآماله، الحامل لتقاليده وفلسفته وآدابه، ولذا فهو ينتمي إلى كل بقعة منه، وإلى كل تلك الأماكن المذكورة، وكأن الضمير الشعبي يريد أن يقول: وما الفرق بين أن يكون من الذيد أو من دبي أو من العين أو من رأس الخيمة أو من أم القيوين؟ اليست كلها وطناً واحداً، وأليس الناس الذين ينتمي إليهم ابن ظاهر وينتمون إليه موجودين في كل هذه الأمكنة؟”. الروح ما تْعَدّي حدود أيامها لم تكن حكاية الشاعر غرائبية مع الميلاد فقط، بل كانت كذلك مع الموت أيضاً، فقد حفر ابن ظاهر قبره بيديه واختار المكان الذي سيدفن فيه في حياته. وتروى في ذلك حكاية عجيبة تجعل كل من يقرأها يقف عندها متأملاً: كان يحمل معه درية (خيوط مطوية من الصوف) يدفن بعضاً منها في التراب في كل منطقة يحل بها ثم يأتيها بعد أن يحول عليها الحول، فيجدها وقد أكلها التراب، إلا التي دفنها في الخران فقد وجدها باقية على حالها لم تتغير، ويبدو أنه اطمأن إلى الطريقة التي سيتعامل بها التراب مع جسده بعد الموت، فحفر قبره وأوصى بدفنه فيها. وهي المنطقة التي يوجد فيها قبره بالفعل وتقع في الجنوب الغربي من مدينة رأس الخيمة، وعندها تقريباً ينتهي الامتداد الصحراوي لتبدأ سبخة الساحل، كما يقول أحمد راشد ثاني. ويقال إن ابن ظاهر عاش بقرب قبره خمسة عشر عاماً ينتظر موته، وقيل إنه كان ينظفه بين الحين والآخر. ويحضر الموت بكثافة في شعر ابن ظاهر، وتكاد لا تخلو قصيدة من ذكره أو الإشارة إلى مظاهره البادية في الروح والجسد، ومن أجمل ما قال في ذلك: أرى الدنيا مَمَرّ بلا مِقَرّ وأرى الأرواح آخرها الذِّهاب ومثل كل الشعراء لا تخلو سيرة الماجدي من لحظات تمرد، وحكايته مع دهان معروفة، فقد رفض أن يدفع الضريبة التي كان حكام رأس الخيمة يفرضونها على كل سفينة عاملة في البحر، وقرر ترك المنطقة قائلاً في قصيدة له إن لا سفينة كبيرة له ولا نخيل في دهان، وكل ما لديه قارب صغير (الشاشة) يسهل عليه أن يغرقه في البحر ويرحل عنها إن رأى ما يغضبه، وقد فعل، وتركها إلى الجميرا في دبي، لكنه لم يلبث فيها إلا قليلاً ثم سرعان ما تحرك في روحه هوس البدوي إلى الترحال وهوس الشاعر إلى اكتشاف أماكن جديدة، فأقام حيث طاب له الهوى ورحل عندما عنَّ له الرحيل، وقضى العمر جوالاً يقتنص من المعاني أجملها ويمارس نوعاً من التخليق الدلالي بلغة النقد الحديث، ويكشف الستر عن لآلئ دفينة يحلي بها جيد القصيدة التي لا تقول ولعه وعشقه للشعر والابتكار بل للناس والبلاد. لقد كان ابن ظاهر شاعراً متفلسفاً، قارئاً، مطلعاً على بعض العلوم، وكان شديد الانتماء لهذه الأرض ومدنها ومواقعها التي حاول أن يرسمها في قصيدة واحدة، فرصفها بأسماء المدن والقرى من دون أن يختل معناه أو يفقد جذوة الشعر المتقدة في روحه. كان ابن ظاهر شاعراً معذباً برؤياه، مسكوناً بألم غائر، يظهر تارة في حزنه وتوجعه على حاله وحال من حوله وتارة في “حسافته” وأسفه على الصبا الذي ولّى وتركه نهباً للشيب والمرض ينتظر زائره الأخير الذي سيفكُّ روحه من أسرها ويطلق صوته في الكون، الصوت الذي كان يصدر من رأسه فقط... عالياً، عالياً، كما ينبغي لصوت الشاعر الحق أن يكون. جائزة بلو ميتروبوليس الماجدي بن ظاهر للأدب العربي تقديراً لإبداعه واعترافاً بأهميته الشعرية والأدبية، ترعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث جائزة أدبية باسم “بلو ميتروبوليس الماجدي بن ظاهر للأدب العربي”. وهي جائزة تفتح أفقاً باتجاه الإبداع العربي والعالمي، فالهيئة تنظمها حسب بيانها “سعياً منها لزيادة الوعي العالمي بالكُتّاب العرب والأدب العربي، وتعزيز دور العاصمة الإماراتية في عملية تفاعل الثقافات والحضارات”. وتعلن الهيئة عادة عن نتيجة الجائزة في التاسع من فبراير من كل عام، وقد منحت الجائزة في دورتها الأولى 2009، للقاص زكريا تامر تكريماً لإبداعه الاستثنائي ككاتب عربي. وتبلغ قيمة الجائزة خمسة آلاف دولار. وترأس لجنة تحكيم الجائزة مؤسِّسة بلوميتروبوليس والمخرجة الفنية ليندا ليث وتضم الباحث والمترجم د.عيسى بلوطة، والمترجم حسن عزالدين، ورئيسة القسم الثقافي في صحيفة الأهرام ماجدة الجندي، و د.عبدالنبي اسطيف أستاذ الأدب المقارن والنقد في جامعة دمشق. وتمنح سنوياً لمؤلف عربي يشارك في مهرجان “بلو ميتروبوليس” الأدبي الدولي الذي يعقد في الفترة بين 22 و26 من أبريل من كل عام. يقولْ الفهيم الماجديْ الليل بنى والأمثالْ ما بين الّرّواةْ تقالْ بَوْصيْك عن كِثْرِ الكلامْ المخالِفْ وما جاك من كثرْ الحديث أقْوالْ وانْ جَتِكْ عُوجا من سِفِيْهٍ فَخَلها وإن جات من غير السَّفيه فَسالْ ولا يِنْقِل المنقال رجلٍ بْجَيِّدْ ولا يِشرَب الدِّهنْ المذابْ رْجالْ ومنْ لا يداري عِلَّةْ الهونْ أوَّلْ تِباطا بْها زادتْ عَلِيه أعْلال ومنْ لا عطى الحجَّام رِضوةْ مِزاهِدْ احتاجْ إلى بَذْلِ الطَّبيب بْمـالْ ومِن لا سعى للظّلْ ليْ عادْ مِبْرِدْ الشمسْ صالاها بِغيرْ ظْلالْ فَكَمْ مِسْتِظِلٍّ زالْ عنْهْ ظلالِـهْ وكم جالسٍ في الشمسْ جاهْ ظلالْ ومنْ لا على الرّاحات جدَّدْ نِعالَهْ وِطا الشُّوكْ والرَّمضا بِغير نْعالْ ومنْ لا تِغاضى عن خطايا رِجالهْ شِكى الضّيمْ مَهضومٍ بغيرْ رْجالْ وَلَنْ تاسعْ الحوْطاتْ عَنْكْ تْـجَافَلَتْ مِشاريدْ غَفْلا زادهِنْ اجْفالْ ولا ضَمّها إلا المِسْتِريف وْ والِفَتْ على الطّيب وإلاّ ما يِضيقْ مِجالْ ولا لا تِغاضا مَالِيا مِنكْ صاحبٍ وجاديْكْ للدّاني بِغيرْ مجالْ وِفَرَّحِتْ شمَّات العدا بافتراقِكْ وخفّيت والحَمْلْ الخفيفْ يْشالْ كما رافِعٍ مَنْ لا يِعادلْ رْفاعَهْ إن زلّ عدَّالْ الرِّفاعْ وْمالْ تَرى خافِياتْ الحِرْ لالٍ يِصونْها فما طاح من أطرافِهِنْ أعطالْ يِذاعَنْ لِحوقْ الصّيد وازْري به القِوى صِوايدِهْ عن هَبْشْ الفريسْ إكْلالْ وكم نادٍرٍ دومٍ يِخَلّى مَهابِهْ وكم خيِّرٍ دومٍ عليه ايْعالْ اسْبِقْ قبل ما يَبْتِدي فيكْ سابقْ إذا لم تكنْ عايِل عليكْ ايْعالْ الى هِدَرْ الهدّار من قاصِيْ المدى رغِي الحِجّ منْ سِمْع الهِدِيرْ وشالْ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©