الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

افتتاح لا معقول

افتتاح لا معقول
14 ديسمبر 2018 00:07

يقولون وما سحركم بكرة القدم، حتى تجنّوا بحبها.. ويقولون كيف تولعون بكرة القدم، وأنتم تعرفون أنها تدمر خلايا كثيرة، فتصيب بعضكم بالجلطة الدماغية، بل إنها تجني على مرضى القلوب منكم، فتصيبهم بالسكتة القلبية.
يقولون ويقولون، ولا نجد ما نرد به عليهم، سوى أن ندلهم على مباراة العين وولينجتون في افتتاح مونديال الأندية، فهذه المباراة وما هو من جنسها، هو ما يجعلنا نحب كرة القدم مهما كلفنا ذلك من تلف للخلايا ونسف للأعصاب وهيجان للنفسيات، في لحظة الفرح بالفوز، كما في لحظة الحزن بعد الهزيمة.
مباراة العين وتيم ولينجتون، هي بالفعل عنوان للجنون والخبل واللا معقول في كرة القدم، هي نسخة دالة على أن كرة القدم، كما نقول دائماً لا تقيم على إمارتها سلطان المنطق ليحكم فيها بلغة العلم.
تفرجت متوتراً ومنقبضاً على المباراة، كأي محب لـ «البنفسج» يأكله الأنين من هول ما يراه مجسداً على أرضية الملعب، والعين يتخلف في شوط المباراة الأول بثلاثية، وكأي عربي ينتصر عنوة لبني عروبته، فلا يرى مجالاً لأن يعجز العين عن مواصلة الرحلة المونديالية، وعبرت كل أزمنة المباراة، صيفها وشتاؤها، خريفها وربيعها، بكم «الهيتشكوكية» الكبير الذي رافق كل فصولها، فوجدت ما يصيب بالدوار، ولكن ما يقول إن هذه هي كرة القدم التي نحبها مهما لنا أساءت.
يتخلف العين في النصف الأول من المباراة بثلاثة أهداف وسط ذهول الجميع، ووسط انبهار الأرقام، واستغرب جميعنا، كيف لا يسجل العين هدفاً من سبع فرص سانحة للتسجيل، بينما ينجح الفريق النيوزيلندي في تسجيل ثلاثة أهداف من الثلاث فرص التي سنحت له؟
كيف لا يترجم العين خلال شوط كامل أفضليته المطلقة، امتلاكاً للكرة وصناعة للفرص، إلى تقدم صريح؟ وماذا يا تراه يصنع بالهيمنة إذا لم تفده في ترويض منافس شرس وجسور، منافس أتى لـ «المونديال» مزهواً وسعيداً، ليلعب متحرراً من كل ضغط؟
كان لابد من طرح السؤالين على اللاعبين العيناويين في فترة ما بين الشوطين، ليخرجوا من منفاهم الإرادي الذي دخلوه بعد أن ضلوا لمدة شوط كامل الطريق، وفقدوا الهوية، وأغضبوا الحظ بما فعلوه فأدار لهم ظهره.
كان من الضروري أن يخرج لاعبو العين من الأسر النفسي، وأن يتحرروا من الكم الهائل للضغط، ليوقعوا على «ريمونتادا» تاريخية هي من عجائب كرة القدم أيضاً، قبل أن يصالحهم الحظ ليقودهم إلى التأهل للدور ربع النهائي.
لعل العين أدرك بما شاهده من ولينجتون في افتتاح المسير المونديالي، وبما تكبده طوال المباراة من مشاق ليربح النزال، كم هي جميلة ومذهلة ولا معقولة هذه الكرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©